تعتبر المكسرات من بين الأطعمة التي تساعد على توفير قدر كافٍ من الطاقة لجسم الإنسان، كما أنها سهلة الاستهلاك، إذ يمكن تناولها بشكل طبيعي دون إضافات، أو إضافتها إلى أحد مكونات وصفات الطبخ، سواء كانت مالحة، أو حلوة.
ولهذا يمكن اعتبار المكسرات واحدة من بين أهم الأغذية التي يجب تناولها خلال شهر رمضان؛ لأنها تحتوي على العديد من العناصر الغذائية المهمة للجسم، التي يحتاجها خلال فترة الصيام، أبرزها الكربوهيدرات، التي تعطي شعور بالشبع لفترة طويلة.
لكن في نفس الوقت يجب الاحتياط عند استهلاك المكسرات؛ لأن تناولها بكمية كبيرة من الممكن أن يسبب في ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
كما يمكن أن يؤدي تناولها عند وجبة السحور، أو لحظات قبل وقت الإمساك عن الأكل، إلى الشعور بالعطش خلال النهار، ما يؤدي إلى صعوبة الصيام، وارتفاع نسبة جفاف الجسم، لذلك من الأفضل تناول تلك غير المملحة بكميات معتدلة.
أنواع المكسرات والقيم الغذائية التي توفرها
تختلف أنواع المكسرات، التي تصنف ضمن فئة الشجريات، والتي تكون مغلفة داخل بقشور صلبة، إلا أن فوائدها تعتبر متشابهة من خلال ما تقدمه من طاقة للصائم في رمضان.
ونذكر من بين هذه المكسرات كلاً من: اللوز، والبندق، والجوز (عين الجمل)، والفستق، والكاجو، والمكاديميا، والجوز البرازيلي.
وعلى الرغم من أن الكستناء تنتمي إلى فئة المكسرات الشجرية، إلا أنها تختلف عن جميع المكسرات الأخرى، التي تم ذكرها سابقاً؛ لأنها تحتوي على نسبة نشويات كبيرة، ولها خصائص غذائية مختلفة.
فيما يمكن استثناء الفول السوداني كذلك من هذه الفئة؛ لأنه لا ينتمي إلى المكسرات، وإنما ينتمي إلى فئة البقوليات، مثل الفاصوليا.
وتوفر الحصة الواحدة من المكسرات المشكلة نسبة مهمة من العناصر الغذائية التي تساعد على تقوية الجسم، ومقاومة الجوع، وذلك لأنها تحتوي على كل من الدهون، والسعرات الحرارية، والدهون الأحادية غير المشبعة، والكربوهيدرات، والبروتين، والألياف، والكالسيوم، والماغنسيوم.
1- الألياف لتسهيل عملية الهضم
بسبب احتوائها على كمية كبيرة من الألياف الغذائية، فإن المكسرات تساعد على الوقاية من مشاكل الهضم، التي غالباً ما يعاني منها الكثيرون خلال شهر رمضان، بسبب تناول الوجبات الدسمة، والثقيلة.
كما أن الألياف مهمة للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة، من بينها مرض القلب، والسكري، لذلك يمكن تناول المكسرات لتعزيز وظائف الجسم، وتسهيل الصيام.
2- مضادات الأكسدة للوقاية من الأمراض الخطيرة
تساعد المكسرات بمختلف أنواعها على مركبات تسمى بوليفينول، والتي تنتمي إلى مضادات الأكسدة، لها تأثير وقائي في الجسم.
فهي تعمل على المساعدة في تحييد الجزيئات غير المستقرة في الجسم، والتي تسمى الجذور الحرة، وتؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان، وكذلك تحمي الخلايا من التلف.
3- الكربوهيدرات للإحساس بالشبع
هناك الكثير من الأشخاص يعانون من زيادة الوزن خلال شهر رمضان، بسبب نوعية الأطعمة التي يتم تناولها، سواء في الإفطار، أو السحور، إلا أن للمكسرات دور في الشعور بالشبع، بالرغم من تناول كميات قليلة من الأكل.
إذ تحتوي المكسرات على عدد من العناصر الغذائية والمواد الكيميائية النباتية التي يصعب هضمها بشكل سريع، والتي أغلبها يكون مصدرها الكربوهيدرات.
وفي هذه الحالة لا يكون جسم الإنسان قادراً على امتصاص السعرات الحرارية الموجودة في المكسرات كاملة في وقت قصير، ما يزيد من حالة الشبع، بعد الإفطار، وخلال النهار.
4- مصدر صحي للدهنيات
تعتبر المكسرات من الأطعمة الغنية بالدهون، وتتراوح مستوياتها من 46% في الكاجو والفستق إلى 76% في المكاديميا.
لكن بالرغم من ذلك فإن هذه الدهون لها العديد من الفوائد الصحية التي تم إثباتها طبياً؛ لأنها تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة ومستويات أعلى من الدهون الأحادية غير المشبعة، والدهون المتعددة غير المشبعة المفيدة للقلب.
وبهذا يمكن جعل المكسرات مصدراً صحياً للدهون التي يحتاجها الجسم في شهر رمضان، بعيداً عن تناول الوجبات التي تحتوي على دهنيات بشكل كبير.
أكلات تحتوي على المكسرات لرمضان
هناك العديد من الوصفات التي تدخل فيها المكسرات، والتي يمكن اعتمادها في الطاولة الرمضانية، خلال الشهر الكريم.
ومن بين أبرز الوصفات الحلوة التي تتضمن المكسرات، يمكن ذكر فطيرة الجوز، أو البريوات المغربية باللوز، أو البقلاوة بالفستق، أو المهلبية بالبندق.
فيما يمكن إضافة مختلف أنواع المكسرات في الوصفات التي تحتوي على رز، مثل الكبسة، أو المندي، وغيرها من الأكلات الشرقية الهشيرة.
هل المكسرات آمنة للجميع؟
على الرغم من كونها غذاءً مفيداً للكثيرين، إلا أن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يعانون حساسية أحد المكسرات المذكورة، ونتيجة لذلك يمكن أن تكون مؤذية لبعض الأشخاص دون غيرهم.
لذلك من الجيد معرفة ما إذا كنت تعاني من حساسية المكسرات، وتحديد أي نوع منها من أجل تفاديه، للحفاظ على سلامتك.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.