أظهرت دراسة جديدة، تم الكشف عن نتائجها نهاية شهر فبراير/شباط 2023، أن ما يزيد عن طفل واحد من بين كل 5 أطفال ومراهقين حول العالم، تظهر عليهم علامات الأكل المضطرب.
إذ تم تسليط الضوء على هذه المشكلة في هذه الدراسة، التي تعتبر خطيرة، وذلك لأنها لا تلقى في العادة اهتماماً كبيراً، ولا يتم البحث في أسبابها ونتائجها في غالب الأحيان.
وحسب مجلة "jamanetwork" التي نشرت الدراسة، فقد وجدت أن 22% من الأطفال والمراهقين تظهر عليهم سلوكيات الأكل المضطرب، وهذه الأرقام تزداد بين الفتيات والمراهقين الأكبر سناً وأصحاب الوزن الزائد.
الأسباب المؤدية للأكل المضطرب عند الأطفال والمراهقين
هناك عدة أسباب تؤدي إلى اضطراب الأكل عند الأطفال والمراهقين، والتي تصنف على أنها سلوكيات، تجعل الشخص يقوم بقيود صارمة على ما يأكله، وما يمارسه من رياضة خلال اليوم، مما تسبب له في تعطيل ممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي، مما يجعل الأمر يستدعي تدخل أطباء مختصين.
وحسب الدراسة، التي أجريت على 16 دولة، فإن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من هذا المشكل في الأكل غالباً ما يخفون الأعراض أو يخجلون من طلب المساعدة.
وتتمثل الأسباب التي قد تؤدي إلى اضطراب الأكل في الهوس بوزن الجسم أو شكله، وتشوه الصورة المأخوذة عن النفس، والقيام بقيود غذائية صارمة، والإفراط في تناول الطعام، ومحاولات خسارة الوزن بتخليص الجسم من الطعام والسعرات الحرارية.
وحسب الدكتور جيسون ناغاتا، الأستاذ المساعد لطب الأطفال في جامعة كاليفورنيا بمدينة سان فرانسيسكو في أمريكا، فإن ممارسة الرياضة يمكنها كذلك أن تؤثر بشكل سلبي على حياة الطفل، أو المراهق، وتكون من بين الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الأكل.
وقال: "ومن ضمن العلامات التحذيرية أيضاً القيام بالصيام المتقطع، أو تقييد السعرات الحرارية بشكل كبير، أو القيء العمد، أو استخدام المسهلات أو حبوب الحمية لإنقاص الوزن".
تضييق نطاق الطعام وعلاقته بتقليل الأنشطة الاجتماعية
يمكن أن تكون الرغبة أو الهوس في إنقاص الوزن، وتحسين الشكل العام، سبباً في تضييق نطاق الأطعمة التي يرغب الشخص في تناولها، أو الشعور بالقلق أو الخجل في حال مخالفة قواعد الطعام التي وضعها لنفسه.
إذ يصبح الهاجس هو مراقبة الميزان بشكل كامل، مع إحضار الطعام الخاص في جميع المناسبات للتقييد نظام الأكل، وهذا الأمر يزيد من شعور الطفل أو المراهق بالخجل، مما يؤدي إلى تقليل نشاطاته الاجتماعية.
وحسب الخبراء، فإن مؤشر حالات الأكل المضطرب مرتفع بين المراهقات، ومن لديهم وزن زائد، لكن اضطرابات الأكل تؤثر على جميع الأشخاص من جميع الأجناس والأعراق والأحجام، لذلك لا يمكن تقييد تشخيص الحالة بناء على المظهر أو الجنس وحده.
طرق التصرف مع المصابين باضطراب الأكل
يشير الخبراء، حسب الأبحاث التي تم إجراؤها، إلى ضرورة طلب الأهل المساعدة الطبية، في حال ظهور علامات اضطراب الأكل لدى أطفالهم، لأن التدخل المبكر يساعد في الحد من تطور المشكلة.
ويمكن أن تكون أول خطوة يقوم بها الأهل، قبل التوجه إلى مختصين، هو فتح باب الحوار بشكل إيجابي وخالٍ من الأحكام مع أطفالهم.
فيما يمكن عرضهم على استشاري المدرسة، أو أحد أفراد الأسرة، أو المعلمين، المقربين منهم، من أجل مدهم بنوع من الراحة، للكلام والتعبير عما يجول بخاطرهم.
وبعد ذلك، يمكن اعتبار أن أفضل طريقة لدعم الأكل المضطرب هي عرض الطفل أو المراهق على مقدمي خدمات الصحة النفسية، والرعاية الطبية، وخبراء التغذية، الذين يمكن أن يحولوه إلى خبراء آخرين.