تتراوح المدة الطبيعية للحمل من 37 إلى 42 أسبوعاً، إذ إنه خلال هذه الفترة يجب على الأم أن تكون قد أنجبت جنينها، لكي يكون بصحة جيدة.
ولكن في حال تجاوزت فترة الحمل 42 أسبوعاً، أو 294 يوماً، وهي المدة التي يتم احتسابها من اليوم الأول بعد الدورة الشهرية، فقد يسبب هذا الأمر إصابة الرضيع بواحدة من أغرب المتلازمات، والتي تسمى "متلازمة ما بعد النضج".
وحسب الموقع العلمي "uptodate"، فإن ما يقارب 10% من النساء الحوامل يلدن بعد الموعد المحدد لهن، و20% من الأطفال الذين يولدون بعد 42 أسبوعاً يصابون بمتلازمة ما بعد النضج.
أهمية معرفة موعد حدوث الحمل
يجب على النساء متابعة مواعيد حملهن بدقة، من أجل تفادي إصابة الطفل بمتلازمة ما بعد النضج، وذلك مع بداية ظهور أعراض الحمل.
إذ بالنسبة للنساء اللواتي لا يعشن أي مشاكل في فترات نزول الحيض، يكنّ قادرات على حساب تاريخ بداية الحمل بشكل سهل وموثوق، استناداً إلى تاريخ آخر موعد من الدورة الشهرية.
أما بالنسبة للنساء اللواتي يعانين مشاكل في الدورة الشهرية، والتي غالباً ما تسبب نزول الحيض لفترات طويلة، أو بشكل غير منتظم، فقد يعانين مشاكل في حساب المدة الحقيقية للحمل استناداً إلى فترة الدورة الشهرية، الشيء الذي تؤدي إلى المبالغة في تقدير موعد الولادة.
فيما هناك طريقة أخرى أكثر دقة لتحديد موعد حدوث الحمل، من خلال فحص الجنين بالموجات فوق الصوتية، والذي يفضل القيام به ابتداء من الأسبوع الأول حتى الأسبوع الـ20.
الأسباب المحتملة لتجاوز فترة الحمل الطبيعية
غالباً ما يكون عدم معرفة موعد الحمل بشكل دقيق من بين أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تجاوز فترة الحمل الطبيعية، والمحددة في 42 أسبوعاً في أقصى الحالات.
لكن الأسباب الحقيقية تبقى مجهولة بالنسبة للنساء اللواتي قمن بحساب مدة حملهن بشكل دقيق، فيما تتم الإشارة إلى بعض الأسباب غير المؤكدة، من بينها الحمل للمرة الأولى، أو الحمل السريع بعد الوضع.
فيما يمكن أن يكون للعوامل الوراثية دور في تجاوز المدة العادية للحمل، والتي تؤدي إلى إصابة الجنين بمتلازمة ما بعد النضج.
أعراض ومخاطر متلازمة ما بعد النضج
هناك العديد من المخاطر التي يمكن أن تحيط بالجنين في حال تجاوزت مدة وجوده في الرحم 42 أسبوعاً، والتي تتمثل في الأعراض التالية:
- احتمالية وفاة الرضيع ما بعد الولادة، والتي تحدث بنسبة 4 إلى 7 وفيات لكل 1000 ولادة.
- استمرار الأجنة في النمو عند الولادة، مما يؤدي إلى تضاعف حجم الطفل، الذي يصبح أكبر من الحجم الطبيعي، وقد يسبب مشاكل عند الولادة
- تعرض الطفل لخلل النضج الجيني بسبب مشاكل في وصول الدم إلى الجنين عبر المشيمة.
- تغير ملامح وشكل الرضع بعد الولادة، إذ تكون أذرعهم وأرجلهم طويلة ورفيعة، وملامح وجوههم شبيهة بأشخاص متقدمين في السن، فيما يكون جلدهم جافاً ومرتخياً، وأظافرهم طويلة.
- معاناة الطفل من مشاكل في التنفس.
- ولادة الطفل بشعر كثيف.
- تغير لون الجلد إلى الأخضر أو الأحمر او البني الغامق.
وحسب بعض الدراسات طويلة الأمد التي أُجريت على الأطفال الذين وُلدوا بعد موعد الولادة الطبيعي، ويعانون من متلازمة ما بعد النضج، فقد تبين أنهم يتمتعون بأنماط نمو وتطور ذكاء عادي، ولا يواجهون أي مشاكل مع مرور الوقت، مقارنة بالأطفال الذين وُلدوا في الموعد الطبيعي.
طرق الوقاية من استمرار الحمل أكثر من 42 أسبوعاً
هناك العديد من الطرق التي يمكن للأم اتباعها، من أجل تفادي استمرار الحمل أكثر من المدة الطبيعية، أهمها إجراء اختبارات بشكل دائم من أجل معرفة ما إذا امتد الحمل إلى ما بعد الموعد المحدد.
وتوفر هذه الاختبارات معلومات حول صحة الجنين ومخاطر السماح باستمرار الحمل التي تم ذكرها سابقاً، وتؤدي إلى حدوث متلازمة ما بعد النضج.
وتبدأ هذه الاختبارات في أو بعد 41 أسبوعاً من الحمل، إذ يوصي الأطباء بإجراء الاختبار مرتين في الأسبوع، بما في ذلك قياس حجم ماء المشيمة، وضربات قلب الجنين، ومراقبة نشاطه باستخدام الموجات فوق الصوتية.
فيما يمكن القيام باختبار عدم الإجهاد عن طريق مراقبة معدل ضربات قلب الطفل، بجهاز صغير يوضع على بطن الأم يستخدم الموجات فوق الصوتية، لقياس التغيرات في معدل ضربات قلب الطفل بمرور الوقت، والتي يجب أن تكون ما بين 110 و160 نبضة في الدقيقة.
ففي حال زاد معدل ضربات قلب الجنين مرتين أو أكثر خلال 20 دقيقة، وهو الأمر الذي يسمى التسارع، قد تكون هناك حاجة لمزيد من الاختبارات للتحقق من صحة الجنين.
هناك اختبارات أخرى يمكن القيام بها، وهي حساب درجة الملف الشخصي الفيزيائي الحيوي (BPP) لتقييم صحة الجنين، وحساب حجم ماء المشيمة.
كما يمكن القيام بتحفيز المخاض من أجل توسيع عنق الرحم، من أجل حماية المرأة والجنين من زيادة مدة الحمل، وذلك في حالات صعوبة تحديد موعد الولادة.