متلازمة الفص الأوسط، وتسمى كذلك متلازمة الفص المتوسط، عبارة عن اضطراب نادر في الرئتين، يحدث بسبب الانهيار المزمن والمتكرر للفص الأوسط من الرئة اليمنى، وأحياناً قد يصيب حتى الرئة اليسرى.
وتم اكتشاف هذه المتلازمة لأول مرة سنة 1948 بعد أن اكتشف الطبيب كان جراهام إصابة 12 مريضاً بالتهاب رئوي حاد، والانخماص، الذي يؤدي إلى تدلي وانكماش الرئة، بسبب نقصان كمية الهواء بداخلها.
وتعتبر هذه المتلازمة أكثر شيوعاً عند الإناث أكثر من الذكور، ولها نوعان من الناحية الفيزيولوجية، وهما الفص الاوسط الانسدادي، وغير الانسدادي.
ويمكن أن تكون هذه المتلازمة واحداً من الأسباب التي تؤدي إلى مرض السل، بعد تفاقم الأعراض والأسباب المؤدية لها.
أعراض متلازمة الفص الأوسط
هناك العديد من الأعراض المرتبطة بمتلازمة الفص الأوسط، والتي يمكن أن يظن البعض أنها عادية وبسيطة، لكن يجب أخذها بعين الاعتبار من أجل أخذ الاحتياطات الطبية اللازمة.
وتتمثل هذه الأعراض في السعال المتكرر أو المزمن، وضيق التنفس، وألم في الصدر، وصفير الصدر المسموع، والحمى، والقشعريرة، والالتهاب الرئوي الانسدادي.
غالباً ما تكون هذه الأعراض متكررة ومتفرقة، وفي بعض الأحيان يكون مرض الربو من بين الأعراض التي تبين الإصابة بمتلازمة الفص الأوسط.
أسباب وأنواع متلازمة الفص الأوسط
هناك عدة أسباب تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الفص الأوسط، والتي تنقسم إلى الانسدادي، وغير الانسدادي.
إذ إن الفص الأوسط الانسدادي يحدث بسبب الضغط الخارجي للقصبات الهوائية في الفص الأوسط الأيمن، وينتج عنه تكون أورام أو تضخم الغدد اللمفاوية حول القصبة الهوائية.
ويسبب هذا الضغط الخارجي سرطان الرئة الأوَّلي، أو الأورام الوعائية، التي تكون خبيثة في العديد من الأحيان.
وهناك أسباب أخرى تؤدي إلى هذه المتلازمة الانسدادية، من بينها الالتهابات الحبيبية أو الفطرية، والتليف الكيسي، وتآكل القصبة الهوائية، وداء الرشاشيات القصبي الرئوي التحسسي.
أما الفص الأوسط غير الانسدادي، فهو العكس تماماً، وذلك لعدم وجود أسباب واضحة وراء المتلازمة، الذي يؤدي إلى انخفاض الرئة المتكرر.
إلا أن النوع من متلازمة الفص الأوسط غالباً ما ينتج عن نقص التهوية العابر في حالات مثل التليف الكيسي، ومجموعة من الالتهابات الرئوية، وكذا توسع القصبات الهوائية.
طرق تشخيص المتلازمة
هناك عدة طرق طبية من أجل التمكن من تشخيص الإصابة بمتلازمة الفص الأوسط، من بينها التصوير المقطعي، بمختلف أشكاله.
وقد يشمل التشخيص الأولي للمتلازمة هو تصوير الصدر بالأشعة السينية، خصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انهيار متكرر أو متقطع.
إذ يمكن من خلال هذه التقنية الكشف عن التشوهات الحاصلة في منطقة الصدر، والتي غالباً ما تكون فقدان جزء من الرئة بين الشق الصغير والنصف السفلي من الشق الرئيسي، وقد يتراوح عرضه بين 2 و3 ملليمترات فقط.
فيما يمكن الاستعانة بالتصوير المقطعي المحوسب، من خلال تنظير القصبات الهوائية، والصدر، واعتماد بعض الطرق الطبية التي تستخدم لكي تساعد بشكل أكبر في توضيح السبب وراء المرض.
كما يمكن اعتماد تقنية تنظير القصبات المرن، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، التي تكشف عن المتلازمة من خلال معاينة مدى تضخم الغدد اللمفاوية والتكلسات.
طرق العلاج الممكنة
تركز عملية علاج متلازمة الفص الأوسط على تحسين وظيفة الرئة، وتشمل المضادات الحيوية، التي يتم استهلاكها لعدة أسابيع أو شهور، إلى حين تحسن حالة المريض.
كما يمكن للطبيب وصف أدوية أخرى التي تساعد على علاج الاحتقان، أو توسيع الأوعية التنفسية، أو مزيلات المخاط.
فيما يسمح تنظير القصبات الصلب أو الليفي البصري أيضاً بالقضاء على الأورام أو الأجسام الغريبة المتكونة بسبب المتلازمة داخل القصبة الهوائية.
فيما يمكن اعتماد تقنية النفخ لانهيار الفص مع تنظير القصبات الليفي، أو التوسيع بالبالون ووضع دعامة، أو الليزر، من أجل علاج متلازمة الفص الأوسط.
وفي حال كان المرض في مراحل متقدمة، يمكن أن يتم علاجها من خلال التدخل الجراحي، في حالة فشل الأساليب المذكورة أعلاه.
إذ يتم توسيع القصبات، أو إزالة ورم خبيث موجود في الفص الأوسط، ومن الممكن أيضاً إزالة الفص الأوسط مع الغدد الليمفاوية، حسب الحالة.