كانت الأطعمة المخمرة جزءاً من النظام الغذائي البشري لعدة قرون، وقد تم إنتاجها في البداية كوسيلة للحفاظ على الأطعمة وتحسين النكهة والقضاء على السموم الغذائية، أما اليوم، فيتجه مزيد من الناس إلى هذه الأطعمة؛ لفوائدها الصحية المحتملة.
ما هي الأطعمة المخمرة؟
الأطعمة المخمرة هي الأطعمة والمشروبات التي خضعت لنمو وتخمير ميكروبي متحكم فيهما.
والتخمير هو عملية لا هوائية تقوم فيها الكائنات الحية الدقيقة مثل الخميرة والبكتيريا بتفكيك مكونات الطعام (مثل الغلوكوز) إلى منتجات أخرى (مثل الأحماض العضوية أو الغازات)، وهذا يعطي الأطعمة المخمرة طعمها ورائحتها وقوامها ومظهرها الفريد والمرغوب فيه.
هناك آلاف الأنواع المختلفة من الأطعمة المخمرة ، ومنها:
- اللبن والزبادي
- عصير التفاح
- خبز التمبيه الماليزي
- ملفوف الكيمتشي الكوري
- ملفوف مخلل
- سجق مخمر
ويمكن تخمير معظم الأطعمة مثل الخضراوات والفواكه والحبوب ومنتجات الألبان واللحوم والأسماك والبيض والبقوليات والمكسرات والبذور، في حين أن هذه الأطعمة مغذية في شكلها الأصلي، ولكن من خلال التخمير، لديها القدرة على حمل فوائد صحية إضافية، خاصةً عندما تحتوي على البروبيوتيك والبريبايوتكس.
ما هو البروبيوتيك؟
يعرف كثير من الناس البروبيوتيك على أنه بكتيريا "جيدة" أو "صديقة" للأمعاء، توفر فائدة صحية لجسم الإنسان.
ويعتقد الخبراء، وفقاً لما ذكرته مؤسسة القلب The Heart Foundation، أن معظم السلالات منها تفيد القناة الهضمية من خلال خلق بيئة أمعاء أكثر ملاءمة، كما تدعم نظام المناعة الصحي.
تحتوي العديد من الأطعمة المخمرة على البروبيوتيك، لأنها تُضاف أو توجد بشكل طبيعي في الطعام، على سبيل المثال، العصيات اللبنية هي سلالة بروبيوتيك توجد بشكل شائع في الزبادي وتعيش بشكل طبيعي على سطح بعض الأطعمة مثل الخضار والفاكهة.
ما هو البريبايوتكس؟
أما البريبايوتكس فهي مكونات غذائية تستخدمها الكائنات الحية الدقيقة في جسمك (مثل بكتيريا الأمعاء) أو "تتغذى" عليها لتنمو وتعيش، مما يؤدي إلى فوائد صحية.
إن أكثر أنواع البريبايوتكس التي تم الإبلاغ عنها والبحث عنها والتي لها فوائد صحية موثقة للبشر، هي السكريات قليلة الهضم غير القابلة للهضم.
تشمل المصادر الجيدة لها:
- نبات الهليون
- ثوم
- بصل
- قمح
- الهندباء
- الخرشوف
- طماطم
- شعير
- عسل
- الذرة
- الحليب
فوائد الأطعمة المخمرة
ووفقاً لما ذكره موقع Listverse الأمريكي، فإن للأطعمة المخمرة العديد من الفوائد، نذكر منها:
تحسين صحة الأمعاء
يمكن للبكتيريا النافعة الموجودة بالأغذية المخمرة، مثل البروبيوتيك، أن تساعد في تحسين صحة أمعائك عن طريق تعزيز التوازن الصحي للنبيت الجرثومي المعوي، وهو عبارة عن مجموعة من الأحياء الدقيقة الموجودة في الجهاز الهضمي. يمكن أن يساعد هذا في دعم قدرة الأمعاء على امتصاص المواد الغذائية وحمايتك من البكتيريا الضارة.
حماية صحة القلب
ثبت أن البروبيوتيك الموجودة في الأغذية المخمرة تقلل مستويات الكوليسترول الضار، الذي يرتبط في كثير من الأحيان بأمراض القلب. يمكن أيضاً أن يتحسن ضغط الدم وعوامل الخطر الأخرى التي تسهم في الإصابة بأمراض القلب، إذا أضيفت الأغذية المخمرة إلى حميتك الغذائية.
تساعد في فقدان الوزن
تحتوي الأغذية المخمرة على كمية قليلة من السعرات الحرارية وكمية عالية من الألياف، مما يجعلها خياراً جيداً لإدارة وزن الجسم، فضلاً عن أن البكتيريا النافعة الموجودة بالأغذية المخمرة يمكنها أن تساعد في تنظيم عملية الأيض والسيطرة على الجوع، وهو ما يؤدي إلى فقدان الوزن.
تقليل الالتهابات
تحتوي الأغذية المخمرة عادة على مضادات الأكسدة، جنباً إلى جنبٍ مع البروبيوتيك. تساعد مضادات الأكسدة في حماية الخلايا عن طريق تحييد أثر الشوارد الحرة (وهي عبارة عن جزيئات غير مستقرة قادرة على أن تؤدي إلى الإجهاد التأكسدي وزيادة الالتهابات).
تحسين عملية الهضم الشاملة
يمكن للأغذية المخمرة أن تساعد في تحسين الهضم عن طريق الحد من أعراض الانتفاخ والإمساك وآلام البطن. ويُعزى هذا إلى البكتيريا النافعة الموجودة في الأغذية المخمرة، التي تساعد في تنظيم حركة الأمعاء ودعم قدرتها على امتصاص المياه، أي إن البكتيريا، مثل حمض اللاكتيك، تساعد في المحافظة على توازن المعدة.
تحسين صحة عظامك
تعد الأغذية المخمرة مصدراً جيداً للكالسيوم والمعادن الأخرى المهمة لصحة العظام، على سبيل المثال، ينتمي حليب الكفير إلى عائلة الأغذية المخمرة، ويحتوي على مكونين غذائيين ضروريين لصحة العظام، وهما: فيتامين ك والكالسيوم.
الحليب الرائب أو الزبادي من الأغذية المخمرة الغنية بالكالسيوم والفسفور، وكلا العنصرين مهم لصحة العظام. كذلك تحتوي جميع الأغذية المخمرة على البروبيوتيك، الذي يعزز امتصاص الجسم للكالسيوم.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.