لسوء الحظ، أصبح مصطلح إزالة السموم من الجسم مرادفاً لنظام غذائي مقيد، أو وسيلة لتطهير الجسم من الإفراط في تناول الطعام، فعادة ما يعني اتباع نظام غذائي معين أو استخدام منتجات باهظة الثمن تدعي أنها تخلص جسمك من السموم.
ننصحك بأن تفرغ عقلك من المعلومات المغلوطة لهذه الحملات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتستعد لنقلة نوعية كبيرة، لأن العملية الحقيقية للتخلص من السمية هي عملية فسيولوجية يومية، وتحدث بصورة طبيعية تماماً، وهي جوهرية لأساس جسمك، وضرورية من أجل أن يحظى الجسم كله بالصحة المثالية. وسوف نوضح سبب أهميتها في السطور التالية.
ما هي إزالة السموم من الجسم؟
إزالة السموم هي عملية يقوم بها الجسم لإزالة المواد السامة، وهي عملية مستمرة يقوم بها جسمك بمفرده من أجل البقاء على قيد الحياة.
أعضاء إزالة السموم الرئيسية الخاصة بك هي الكبد والكلى، بالإضافة إلى ذلك، يلعب الجهاز اللمفاوي والجهاز الهضمي والجلد والرئتين أيضاً دوراً في كيفية التخلص من السموم في الجسم. إجمالاً، تخلق هذه الأعضاء مسارات لإزالة السموم من الجسم، وفقاً لما ذكره موقع Nourished By Nutrition.
إضافة إلى أنّ هذه العملية تسمى أيضاً إزالة السمية الاستقلابية (الأيضية)، وهذه العملية تكون معقدة، وتحدث طوال اليوم وكل يوم، سواء أدركت ذلك أم لم تدركه.
مثل عبارة التخلص من السموم، يمكن أن تأخذ "السموم" معنى مختلفاً، اعتماداً على من يتحدث.
تنقسم السموم إلى فئتين رئيسيتين، السموم الداخلية والسموم الخارجية، وتشمل السموم الداخلية حمض اللاكتيك واليوريا وفضلات الميكروبات في الأمعاء، التي تحدث أثناء عملية التمثيل الغذائي الطبيعي.
بينما تأتي السموم الخارجية من خارج الجسم، ويتم إدخالها عن طريق الأكل والشرب والتنفس أو امتصاصها من خلال الجلد.
الآن أكثر من أي وقت مضى، نحن نواجه تعرضات لا حصر لها للسموم الخارجية، مثل المركبات الكيميائية والملوثات البيئية، ويحدث هذا بشكل يومي، حتى لو حاولنا جاهدين الحد من التعرض للسموم.
في الواقع، تشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 80 ألف مادة كيميائية تندرج في فئة المضافات الغذائية وتغليف المواد الغذائية والمواد الكيميائية البيئية.
أمثلة على السموم اليومية
هذه مجرد أمثلة قليلة للسموم، والتي قد تتلامس معها بشكل يومي، تشمل:
الهواء الخارجي: ملوثات الهواء، بما في ذلك العادم ودخان التبغ والجزيئات من الانبعاثات الصناعية، إلخ.
الهواء الداخلي: الملوثات المحتجزة في الهواء، بما في ذلك العفن ودخان التبغ والمواد الكيميائية المنبعثة من الطبخ والأثاث والسجاد ومواد البناء، وما إلى ذلك.
مياه الشرب: مياه الصنبور الملوثة بالمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والمعادن الثقيلة (الرصاص والزئبق والزرنيخ) والمواد الكيميائية من الجريان السطحي الزراعي.
الغذاء: المواد الكيميائية، مثل مبيدات الآفات والمعادن الثقيلة التي يتم استهلاكها من خلال الغذاء بسبب الممارسات الزراعية والتلوث البيئي، والإفراط في استهلاك الأطعمة المصنعة، والأصباغ الغذائية، والمواد الحافظة، والعقاقير، والكحول.
المنتجات المنزلية: عبوات الطعام، منتجات التنظيف، الأسمدة، مبيدات الحشائش، رذاذ الحشرات، إلخ.
منتجات التجميل: منتجات العناية بالبشرة، والمكياج، ومزيل العرق، ومنتجات الشعر، وما إلى ذلك.
كما ترون، قد نتعرض للعديد من السموم على مدار اليوم. هذه السموم غريبة على أجسامنا ويمكن أن تؤثر سلباً على جوانب مختلفة من الصحة.
كما تُظهر الأبحاث وجود صلة بين بعض السموم والالتهابات المزمنة وأمراض المناعة الذاتية.
عندما لا تعمل مسارات إزالة السموم من الجسم على النحو الأمثل، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على عملية الهضم، والطاقة، والوضوح العقلي، والقلق، وخاصة بشرتنا، نظراً لأن بشرتك تلعب دوراً رئيسياً في إزالة السموم من خلال التعرق، يمكن أن تظهر السموم المتراكمة على الجلد في شكل حب الشباب والطفح الجلدي.
كيف يمكننا دعم العملية الطبيعية للتخلص من السموم؟
وفقاً لما ذكره موقع mindbodygreen الأمريكي، فإن عملية التخلص من السموم تحدث على عدة مستويات عبر الجسم في كل الأوقات، ومن ثم فإن تعزيز عملية التخلص من السموم الصحية تتطلب نهجاً شاملاً متعدد الأوجه.
أحد مكونات (هذا النهج) هو ضمان التخلص الملائم من فضلات الجسم عن طريق دعم انتظام الأمعاء، من خلال أداء الأنشطة التي تؤدي إلى التعرق، والمحافظة على رطوبة الجسم، لدعم التبول.
في واقع الأمر، تعد كثير من العادات الصحية التي نعرف أنها تدعم جوانب أخرى من الرفاه -مثل التمارين وشرب المياه والحصول على نوم جيد– مثالية أيضاً لتعزيز عملية التخلص من السموم.
ومما لا يدعو إلى الدهشة، أن الغذاء يضطلع بدور كبير في تعزيز وظائف أعضاء الجسم وأجهزته من أجل أداء عملية التخلص من السموم بصورة ملائمة.
على سبيل المثال يعد أحد أهم الأعضاء الضرورية للتخلص من السموم، وأن "مسارات التخلص من السموم في خلايا الكبد تحتاج إلى الفيتامينات والمعادن الكافية، فضلاً عن مكونات مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في النباتات.
إن مسارات التخلص من السموم ليست مهمة فقط لحمايتنا ضد العوامل البيئية والسموم وعوامل الضغط، بل إنها أيضاً تساعدنا في تحقيق توازن استتباب مضادات الأكسدة مقابل المؤكسدات في أجسامنا بصفة يومية.
وسواء كانت تُستهلك من خلال الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة أو المكملات الغذائية، تساعد تغذية أجسادنا بمضادات الأكسدة يومياً في تحييد الشوارد الحرة والتصدي للإجهاد التأكسدي، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز الفوائد الإيجابية للجسم كله.
تعمل مسارات الديتوكس (التخلص من السموم) الحيوية بلا توقف من أجل التخلص من السموم، ومن ثم فإن مطهرات الجسم التي يجري تناولها بين الحين والآخر ليست منطقية ببساطة في حين أنك قادر على دعم عملية التخلص من السموم التي يؤديها جسدك، ولكن بصورة يومية.
ولا تنس أن عملية التخلص من السموم تحدث على مدار اليوم وبصفة يومية، وليست شيئاً يحدث "بين الحين والآخر"، لذا فإن جسدك يستحق الدعم الذي يحتاج إليه عندما يكون ذلك ضرورياً.