مشروب بلسم الليمون أو شاي المليسا هو مشروب يتم تحضيره باستخدام عشبة غنية برائحة الليمون، تنحدر من عائلة النعناع النباتية نفسها.
موطن هذه العشبة الأصلي هو جنوب وسط أوروبا، وحوض البحر الأبيض المتوسط، وإيران، ودول آسيا الوسطى، كما تم استخدام بلسم الليمون في اليونان القديمة وروما بشكل موضعي لعلاج الجروح.
وفي القرن السابع عشر ببريطانيا، ادعى عالم الأعشاب كولبيبر أن بإمكانه تحسين الحالة المزاجية وتحفيز التفكير الواضح باستخدام شاي المليسا. وبالفعل، أبرزت التجارب السريرية أن مستخلصات المليسا أظهرت فوائد واضحة فيما يتعلق بالذاكرة والأداء المعرفي.
في هذا التقرير نستعرض فوائد شاي المليسا واستخداماته الصحية المتعددة.
استخدامات شاي المليسا وفوائده الصحية
يمكن للناس شراء شاي المليسا من معظم محلات البقالة والصيدليات وعبر الإنترنت، كما يمكن لهم أيضاً صنعه في المنزل إذا كان لديهم إمكانية الوصول إلى نبات المليسا العشبي الأخضر من متاجر النباتات.
ولتحضير الشاي، يجب غسل أوراق نبات بلسم الليمون جيداً، ثم يتم تجفيفها على ورقة خبز حتى تجف. ويمكن تخزين بلسم الليمون المجفف لعدة أشهر دون أن يخسر نكهته.
ثم عند الرغبة في كوب من المشروب الصحي، يُغلى الماء وتضاف الأوراق المجففة وتُترك لتنقع لمدة 5 دقائق، ثم يُضاف السكر أو العسل حسب الرغبة.
وعلى الرغم من أن هناك حاجة لدراسات إضافية لفهم الفوائد المحتملة لشاي بلسم الليمون بشكل دقيق، فإن هناك عدداً من الخصائص الغذائية والصحية التي يمكن لتناول شاي المليسا تحقيقها، مثل التالي، بحسب مجلة Healthline للصحة والمعلومات الطبية:
تحسين المزاج والوظائف المعرفية
تشير الأبحاث التي أجريت عام 2021 إلى أن بلسم الليمون قد يفيد الحالة المزاجية والأداء المعرفي للأشخاص عند تناول شاي المليسا بشكل دوري.
وأظهرت الدراسة أن الشاي أدى إلى تحسينات في المهام التي تشمل الذاكرة والتركيز والقدرة على أداء المسائل الحسابية.
وتشير النتائج إلى أن المليسا قد تكون فعالة في تحسين القلق وأعراض الاكتئاب لدى بعض الأشخاص.
كما أظهرت الأبحاث أيضاً أن تناول بلسم الليمون في أي صورة يخفف التأثيرات المرتبطة بالتوتر على الجسم والصحة العامة، مثل علامات الإجهاد الفسيولوجي.
يساعد في علاج الأرق المزمن
قد يساعد تناول بلسم الليمون الأشخاص الذين يعانون من الأرق أو يجدون صعوبة في النوم بسرعة أو بعمق. لذلك بحثت الدراسات في الروابط بين شاي المليسا والفوائد التي تعود على الأشخاص بعد سن اليأس.
وخلص الباحثون إلى أنه يوصى بالفعل ببلسم الليمون لتحسين نوعية النوم اليومي لدى السيدات في سن اليأس اللاتي يعانين من اضطرابات النوم. كما أظهرت النتائج أن تناول المليسا لمدة 8 أسابيع يمكن أن يقلل الاكتئاب والقلق والتوتر واضطراب النوم.
يدعم صحة الجهاز الهضمي
غالباً ما يستفيد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي المتكررة من تناول شاي المليسا؛ حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2019 على الفئران أن المشروب قلل من وقت العبور المعوي، وهو الوقت الذي يستغرقه الطعام للانتقال من الفم عبر الجهاز الهضمي.
تخفيف آلام الدورة الشهرية
قد تكون تقلصات الدورة الشهرية، المعروفة باسم عسر الطمث، مؤلمة للغاية ولا تُحتمل بالنسبة للكثير من السيدات. ومع ذلك، أظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن تناول مستخلص المليسا قد يساعد في تقليل عسر الطمث الذي تتراوح درجته من الألم المعتدل إلى الألم الشديد.
ولاحظ الباحثون أن هذا التأثير قد يكون مرتبطاً بالتأثيرات المضادة للتشنج لهذه العشبة، إذ تمنع تقلصات العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، ما يخفف من حدة الألم.
الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة لشاي المليسا
يمكن أن يسبب شاي المليسا بعض الآثار الجانبية، مثل:
- الصداع.
- الألم أثناء التبول.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الغثيان والتقيؤ.
- آلام في المعدة.
- الدوخة.
- تهيج الجلد.
- رد فعل تحسسي.
لذلك يُنصح دائماً باستخدام شاي المليسا لفترة قصيرة فقط. مع الأخذ في الاعتبار أن القاعدة العامة لتناول الأعشاب الطبيعية هي أخذ إجازة لمدة أسبوع بعد كل ثلاثة أسابيع من الاستخدام اليومي أو المتكرر، بحسب موقع Medical News Today للمعلومات الطبية.
كما يجب ألا يتم تناول العشب لمدة تزيد عن 4 أشهر دون انقطاع.
وبشكل عام، يُنصح بتجنّب تناول شاي المليسا ومستخلصاته إذا كنت تتناول: أدوية الجلوكوما، أو أدوية الغدة الدرقية، أو المهدئات، أو الأدوية التي تؤثر على السيروتونين في الجسم وقدرة الغدد على إفرازه.
كذلك يجب استشارة الطبيب أولاً قبل الاستخدام في حالات الحمل والرضاعة أو الاستعداد لإجراء عمليات جراحية، أو بالنسبة للأطفال الصغار دون سن 12 عاماً.