متلازمة راي عبارة عن اضطراب نادر يصيب الأطفال، والمراهقين، بعد تعرضهم لمرض فيروسي، مثل الإنفلونزا، أو جدري الماء، أو الزكام، وتسبب تلفاً في الدماغ والكبد، وتورماً في القلب.
ويعتبر تناول الأسبرين أو الأدوية الأخرى التي تعالج مثل هذه الأمراض، أحد الأسباب التي تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمتلازمة راي؛ لذا يجب توخِّي الحذر عند تقديم الأدوية للأطفال، حتى وإن كانت بوصفة طبية.
وعند الإصابة بهذه المتلازمة، تظهر على الطفل العديد من الأعراض، التي تنقسم بين الأولية، والمتقدمة، من بينها الغثيان، والتصرف بعدوانية، والتشويش الفكري.
أعراض متلازمة راي
تظهر العلامات الأولية لمتلازمة راي على الطفل بشكل سريع، أي بعد مرور 3 أو 4 أيام بعد الإصابة بأحد الأمراض الفيروسية، وتتمثل في الإسهال والتنفس السريع، أو الاختناق، عند الأطفال أقل من سنتين.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والمراهقين، فقد تشمل العلامات والأعراض المبكرة كلاً من القيء المستمر، والنعاس أو الخمول غير العاديين.
ومع تقدم الحالة، قد تصبح الأعراض أكثر خطورة، من بينها ظهور سلوك عصبي، والارتباك، والهلوسة، وشلل في الذراعين والساقين، وانخفاض مستوى الوعي.
عند ظهور مثل هذه الأعراض المذكورة، يجب عرض الطفل على الطبيب بشكل سريع، ومن الأفضل أن تتم هذه الخطوة خلال المرحلة الأولى من الأعراض.
لكن هناك بعض الأعراض التي تجعل من مرحلة التوجه إلى الطبيب أمراً عاجلاً، وهي عندما يبدأ الطفل في فقد الوعي، والتعرض لنوبات تشنجات بشكل مستمر، ويتقيأ بشكل مستمر.
أسباب الإصابة بمتلازمة راي
هناك عدة عوامل تلعب دوراً في إصابة الأطفال بمتلازمة راي، إلا أن السبب الدقيق لها غير معروف طبياً إلى الآن، بالرغم من اكتشافها لأول مرة سنة 1963.
وحسب ما تشير إليه الدراسة، حسب ما نشرته مجلة "healthline" الطبية، فإن متلازمة راي تنجم عن استخدام الأسبرين لعلاج مرض أو عدوى فيروسية، خاصة الإنفلونزا، وجدري الماء لدى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطراب أكسدة الأحماض الدهنية الكامنة.
وفي بعض الحالات، قد تتكرر أعراض وعلامات متلازمة راي عند الأطفال، من خلال حالة استقلابية بسبب مرض فيروسي.
وقد تظهر في بعض الأحيان أعراض مشابهة لمتلازمة راي، عند التعرض لبعض أنواع السموم، مثل المبيدات الحشرية، أو مخفف الطلاء، أو مبيدات الأعشاب، لكنها لا علاقة لها بهذه المتلازمة.
الأمراض التي تسببها متلازمة راي
هناك عدة أمراض تسببها متلازمة راي عند الأطفال والمراهقين، والتي تؤدي إلى الإصابة باضطراب أكسدة الأحماض الدهنية الأساسية، مما يسبب في حدوث تلف دائم في الدماغ بدرجات متفاوتة، والإصابة بمرض الكبد الدهني، وتضخم القلب.
وفي حال لم يتم تشخيص متلازمة راي بشكل مبكر، واستعجال عملية التدخل الطبي من أجل بدء مرحلة العلاج، من الممكن أن تكون مميتة بعد مرور أيام قليلة فقط.
وهناك بعض المستشفيات تجري فحوصات للأطفال حديثي الولادة، من أجل التأكد من عدم إصابتهم باضطرابات أكسدة الأحماض الدهنية، لتحديد ما إذا كانوا عرضة للإصابة بمتلازمة راي.
ويتم هذا الإجراء من أجل تنبيه الأهل بعدم تقديم الأدوية التي تحتوي على الأسبرين لأطفالهم، والتحقق من جميع الأدوية قبل اعتمادها لعلاج الطفل.
وهناك بعض الأسماء الأخرى التي تشير إلى وجود الأسبيرين في الأدوية، وهي حمض أسيتيل الساليسيليك، وأسيتيل ساليسيلات، وحمض الصفصاف، ثم الساليسيلات.
بديل الأسبرين للأطفال
لعلاج الحمى أو الألم المرتبط بالإنفلونزا، أو جدري الماء، أو أي مرض فيروسي آخر، يمكن إعطاء الأطفال، أو الرضع أدوية الحمى والألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين (تايلينول، وغيره) أو الإيبوبروفين (أدفيل، موترين، وغيرهما) كبديل أكثر أماناً غير الأسبرين.
أما في حال كان الطفل بحاجة ضرورية لعلاج به أسبرين، يجب أن يكون ملقحاً بجرعتين من لقاح جدري الماء، ولقاح الإنفلونزا السنوي.