منذ العصور القديمة، اشتهر زيت الضرو الطبيعي في كل الحضارات الواقعة حول حوض البحر الأبيض المتوسط، إذ ينتج نبات البطم مستحضراً صمغياً يشبه "المستكة" على امتداد الجذع يأخذ شكل قطرات الندى، ومنه يُسترخ زيت الضرو النقي.
سادت استخدامات الزيت في الطب البديل والعلاج الشعبي بالأعشاب، خاصة في دول مثل اليونان وتركيا، كما اعتاد كثيرون على حرق الأحجار الصمغية للنبات مثل البخور كقرابين للآلهة.
وفي العصور الوسطى، تم استخدام نبات وزيت الضرو في علاج العديد من الأمراض الخطيرة، مثل الذبحة الصدرية وأمراض الرئة وخفقان القلب واضطرابات الجهاز الهضمي وغيرها.
بالإضافة لفوائد الزيت المتعددة التقليدية، فقد أثبتت الأبحاث الحديثة اليوم أن زيت الضرو قادر على توفير العديد من المزايا الصحية والتجميلية فعلاً، والتي تتراوح بين علاج التهابات الفم وتقليل السليوليت في الجسم.
في هذا التقرير نستعرض أبرز فوائد زيت الضرو واستخداماته في العناية بالصحة والجسم والجمال.
1- خصائص النبات المضادة للأكسدة
يعتبر الزيت العطري لنبات الضرو من أغنى المركبات الطبيعية تقريباً في التأثير على الدورة الدموية الوريدية واللمفاوية، فهو يستخدم على نطاق واسع كمكون في مستحضرات تقليل الوذمة الجلدية والسليوليت، وهي تكتلات الجسم المرتبطة بالوزن الزائد والجينات المتوارثة.
كذلك يمكن استخدام زيت الضرو الطبيعي في تطهير الجروح السطحية البسيطة، بسبب غناه بالمركبات المضادة للأكسدة والالتهابات، ما يساعد على تسريع التعافي والتئام الجروح.
2- يكافح الميكروبات والالتهابات والسرطانات
يتضح أن مستخلصات هذا النبات أيضاً لها خصائص مضادة للفطريات، وذلك عن طريق منع تكوين الأغشية الحيوية للفطريات والبكتيريا المسببة للالتهابات والإصابات الفطرية.
كما أن أحجار "المستكة" التي يفرزها نبات الضرو تتكون من خلايا مضادة للسرطانات والتقرحات في الجسم عند الاستخدام بالشكل الصحيح، ما يجعله مثالياً للوقاية من قرح المعدة والاثني عشر.
3- تسكين ألم العضلات وعلاج السليوليت
من فوائد زيت الضرو العطري أنه مزيل احتقان وريدي وليمفاوي فعّال عند التدليك الموضعي باستخدام قطرات بسيطة، كما أنه يعمل كمضاد للتشنج وشد العضلات، ومضاد للالتهابات ومسكن موضعي للألم.
إذ بفضل خصائصه المزيلة للاحتقان، يعتبر زيت الضرو علاجاً فعالاً للساقين المتعبتين بعد ممارسة الرياضة أو بسبب التقدم في السن، وكذلك لعلاج الوذمات والسيلوليت والدوالي.
4- علاج التهاب الأنف والحنجرة
بالإضافة لمزاياه المضادة للالتهابات، معروف على نطاق واسع بفوائده على الجهاز التنفسي ومنطقة الأنف والأذن والحنجرة، لذا غالباً ما يستخدم للاستنشاق أو في تعطير المنزل والأماكن المغلقة لعلاج التهاب الشعب الهوائية والتهاب الجيوب الأنفية أو التهاب البلعوم الأنفي.
5- مطهّر لعلاج التهابات الفم واللثة
وفقاً للأبحاث العلمية المتخصصة، يتمتع زيت الضرو أيضاً بخصائص مضادة للميكروبات ومضادة للالتهابات وهي مزايا شفائية ذات تأثيرات إيجابية على نظافة الفم وعمل الجهاز الهضمي والعناية بالبشرة موضعياً.
لذلك فهو منتج طبيعي يستخدم بشكل واسع في صناعات مطهرات الفم وغسول ومعجون الأسنان والصابون التقليدي وبعض مستحضرات التجميل.
6- قد يعالج مشاكل الهضم والتهابات المعدة
قد تساعد أحجار "المستكة" التي يفرزها نبات الضرو في تقليل حمض المعدة وحماية بطانة المعدة والأمعاء من الالتهابات والقروح. كما قد يكون لمستخلصات زيت الضرو أيضاً تأثيرات مضادة للبكتيريا التي تقلل من التورم.
لذلك كثيراً ما يستخدم الناس زيت الضرو لعلاج قرحة المعدة وعسر الهضم ومرض كرون المعدي، ومع ذلك هناك حاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات الدقيقة حول مدى فاعلية هذا التأثير والجرعة اللازمة وطريقة الاستخدام.
الآثار الجانبية وموانع الاستخدام
من الضروري معرفة أن الزيوت والنباتات الطبيعية قد تكون لها تأثيرات مسببة للحساسية على الجسم عند الاستخدام، لذلك يُنصح دوماً بتجربة زيت الضرو النقي على جزء محدود من البشرة موضعياً، والانتظار 24 ساعة لرؤية ما إذا كانت البشرة ستصاب بأي تدهور أو التهابات.
وفي حال عدم ظهور أي رد فعل جلدي، يمكن استخدام الزيت بجرعات محدودة موضعياً وتدليكه للحصول على النتيجة الأمثل.
أما بالنسبة لمزاياه المتعلقة بعلاج المعدة أو التهابات الفم واللثة، يُنصح باستشارة الطبيب المتخصص قبل الاستخدام لمعرفة الجرعة الملائمة وما إذا كان يمكن لزيت الضرو أن يتداخل مع حالات صحية أخرى تعاني منها مسبقاً أو سيؤثر على العلاجات والمكملات الغذائية التي تستهلكها بشكل عام.
كذلك من الضروري شراء المستحضر من المتاجر المعتمدة والموثوقة للتأكد من خلوه من أي مكونات مزيفة أو ضارة قد تسبب التبعات الصحية الخطيرة على المدى الطويل.