جميع حالات الحمل تنطوي على نسبة معينة من المخاطر. ومع ذلك فإن الحمل عالي الخطورة هو أي حمل ينطوي على مخاطر صحية متزايدة على المرأة أو الجنين أو كليهما.
قد تحتاج المرأة التي تعاني من الحمل عالي الخطورة، إلى رعاية إضافية قبل الولادة وفي أثنائها وبعدها، لأن هذا يساعد على تقليل احتمالية حدوث مضاعفات أو تداعيات خطيرة على السلامة.
ما هو الحمل عالي الخطورة؟
يعني الحمل عالي الخطورة أن المرأة الحامل أو طفلها يحتاجان إلى مراقبة خاصةٍ طوال فترة الحمل ومتابعة طبية دقيقة، وكذلك في أثناء المخاض والولادة.
بعض النساء اللاتي يعانين من عوامل الخطر يصبح حملهن شديد الخطورة من البداية، بينما تتعرض أخريات لمضاعفات غير متوقعة تؤدي إلى زيادة مخاطر الحمل الطبيعي لاحقاً في الشهور الأخيرة.
بغض النظر عن السبب الأساسي للمشكلة، فإن التعرض لحمل شديد الخطورة يعني أنه من المرجح أن تواجه المرأة أو طفلها تحديات طبية فريدة قبل الولادة وفي أثنائها وبعدها.
يمكن أن تتراوح هذه التحديات في شدتها، بين طفيفة ومهددة للحياة، مما يجعل من الضروري تلقي مزيد من العناية والمراقبة الإضافية من طبيب النساء والتوليد.
وبحسب موقع منظمة RDWHC للصحة والمعلومات الطبية، فإن هناك العديد من العوامل التي تساهم في حدوث الحمل عالي الخطورة.
1- عمر الأم أثناء الحمل
عند سماع مصطلح الحمل عالي الخطورة، يمكن ربطه تلقائياً ببعض أنواع مشاكل صحة الأم أو الجنين. لكن بمجرد تجاوز سن 35 (خاصة إذا كان هذا هو الحمل الأول)، فإن الأمر يضعها في فئة المخاطر العالية، لأن النساء اللائي تجاوزن هذا العمر يصبحن أكثر عرضة لتجربة المخاض الطويل، أو مضاعفات الولادة التي تتطلب ولادة قيصرية.
لذا تصبح النساء في "السن المتقدمة" أكثر عرضة لإنجاب طفل مصاب باضطراب وراثي أو كروموسومي.
إضافة إلى ذلك، يقع حمل الصغيرات في السن أيضاً في فئة الخطورة العالية، لأنهن يصبحن أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل. كما أنهن يملن إلى المعاناة من المخاض المبكر وولادة أطفال منخفضي الوزن أكثر من النساء الناضجات.
2- عند المعاناة من الحالات الطبية
تؤدي الظروف الصحية التي تعاني منها المرأة مسبقاً، إلى مخاطر إضافية على أي حمل. على سبيل المثال، تعاني النساء المصابات بمرض مزمن مثل مرض الكلى أو الذئبة أو أمراض الغدة الدرقية أو الصرع أو فقر الدم، من حالات حمل عالية الخطورة، كذلك مثل النساء المصابات بالاكتئاب أو اضطرابات القلق.
وتشمل الحالات الطبية الشائعة الموجودة مسبقاً والتي تجعل أي حمل شديد الخطورة بصورة تلقائية، ما يلي:
- مرض السكري: إذا لم تتحكم المرأة في داء السكري بشكل صحيح طوال فترة الحمل، فقد تتعرض لخطر متزايد للإصابة بفرط ضغط الدم أثناء الحمل أو الولادة المبكرة. ومن المرجح أيضاً ولادة طفل زائد في الوزن، أو يعاني من انخفاض مستويات السكر في الدم أو مشاكل في التنفس أو عيوب خلقية أخرى أكثر خطورة.
- ضغط الدم المرتفع: يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم الذي تتم إدارته بشكل سيئ، في نمو الطفل بشكل أبطأ من المعتاد أو ولادته في وقت أبكر مما هو متوقع. كما قد يحدث انفصال المشيمة، وهو من المضاعفات التي قد تهدد الحياة بسبب ارتفاع ضغط الدم، حيث تنفصل المشيمة عن الرحم قبل ولادة طفلك.
- المعاناة من الوزن الزائد: إذا كان مؤشر كتلة الجسم لدى المرأة الحامل زائداً على الطبيعي، فمن المرجح أن تصاب بسكري الحمل والسكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. كما تزيد السمنة أيضاً من احتمالية الحاجة إلى تحفيز المخاض أو الاضطرار إلى ولادة قيصرية.
ما هي علامات وأعراض الحمل عالي الخطورة؟
يجب على المرأة الحامل التحدث فوراً إلى الطبيب المتخصص أو التوجه على الفور إلى الطوارئ إذا واجهت أياً من الأعراض التالية أثناء الحمل، بحسب موقع Cleveland Clinic الطبي:
- ألم مستمر في البطن.
- ألم الصدر.
- الدوار أو الإغماء.
- التعب الشديد.
- توقف أو تباطؤ حركة الجنين في الشهور الأخيرة.
- المعاناة من الحمى.
- خفقان القلب.
- الغثيان والقيء الحاد.
- الصداع الشديد والمستمر.
- التورم والألم والاحمرار في الوجه والأطراف.
- الاكتئاب الحاد وأفكار إيذاء النفس أو الجنين.
- صعوبة التنفس.
- النزيف المهبلي أو الإفرازات غير الطبيعية.
كيف يتم تشخيص الحمل شديد الخطورة؟
من الضروري الحصول على رعاية ما قبل الولادة المبكرة والشاملة، فهي أفضل طريقة لاكتشاف وتشخيص الحمل عالي الخطورة. كما يجب التأكد من إخبار الطبيب المتابع عن التاريخ الصحي وأي حالات حمل سابقة. وقد تشمل اختبارات مراقبة صحة المرأة والجنين ما يلي:
- فحص الدم والبول للتحقق من الحالات الوراثية أو بعض العيوب الخلقية.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية.
- المراقبة للتأكد من حصول الجنين على كمية كافية من الأوكسجين، مثل الملف البيوفيزيائي، الذي يراقب تنفسه وحركاته والسائل الأمنيوسي باستخدام الموجات فوق الصوتية، واختبار عدم الإجهاد، الذي يراقب معدل ضربات قلبه.
كيف يتم التعامل مع الحمل عالي الخطورة؟
تعتمد إدارة الحمل عالي الخطورة على عوامل الخطر الأصلية. وقد تتضمن خطة الرعاية التالية، بحسب موقع Mayo Clinic الطبي:
- المتابعة من كثب مع طبيب التوليد.
- استشارة اختصاصي طب الأم والجنين (عن الحمل عالي الخطورة).
- التشاور مع الأخصائيين الطبيين الآخرين.
- المزيد من الموجات فوق الصوتية وتقييم الجنين من كثب.
- مراقبة ضغط الدم بالمنزل.
- المراقبة الدقيقة للأدوية المستخدمة لإدارة الحالات الموجودة مسبقاً.
- إذا كانت صحتك أو صحة الجنين في خطر، فقد يوصي مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بتحفيز المخاض أو الولادة القيصرية.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.