يتدحرج مريض الهوس الاكتئابي ما بين قاع اللامبالاة واليأس وقمة الشغف والإثارة، ويعاني من اضطرابات حادة في مزاجه، فما أسباب هذا المرض وكيف السبيل إلى علاجه؟
ما هو الهوس الاكتئابي؟
قد تتطور حالة المصاب باضطراب ثنائي القطب، ليصبح مصاباً بالهوس الاكتئابي وهو مرض نفسي يؤثر بشكل كبير على الحالة المزاجية للمصاب بشكل ينعكس سلباً على حياته اليومية، إذ يفقد القدرة على ممارسة نشاطاته بشكل اعتيادي.
وتتغير مشاعر ومزاج المصاب بهذا المرض فيتصرف بجنون وإثارة تارة ثم ينزوي ليسيطر عليه الاكتئاب تارة أخرى. وهذه التغيرات المزاجية الحادة قد تحدث بشكل مؤقت وقد تمتد لفترات طويلة تصل لأسابيع أو أشهر في بعض الحالات، مما يجعل المصابين غير قادرين على التعامل مع محيطهم بشكل طبيعي.
أسباب الهوس الاكتئابي
لا يعرف العلماء بعدُ السبب الدقيق للهوس الاكتئابي، لكنهم يعتقدون أن الوراثة قد تكون عاملاً قوياً. أكثر من ثلثي الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب لديهم قريب بيولوجي واحد على الأقل مصاب به أيضاً.
تشمل العوامل الأخرى التي يعتقد العلماء أنها تساهم في تطور الهوس الاكتئابي، ما يلي:
- التغييرات في الدماغ: حدد الباحثون اختلافات طفيفة في متوسط حجم أو نشاط بعض الدماغ لدى الأشخاص المصابين بالهوس الاكتئابي. ومع ذلك، فإن فحوصات الدماغ لا يمكنها تشخيص الحالة.
- عوامل بيئية مثل الصدمة والتوتر: يمكن أن تؤدي الحوادث المؤلمة مثل وفاة شخص عزيز أو مرض خطير أو الطلاق أو المشاكل المالية، إلى نوبة هوس اكتئابي.
أعراض الهوس الاكتئابي
لا تظهر الأعراض ذاتها بالحدة نفسها على جميع المصابين بالهوس الاكتئابي، فقد تكون الأعراض معتدلة الحدة عند البعض وشديدة الخطورة عند البعض الآخر، لكن إجمالاً يمر مريض الهوس الاكتئابي بمرحلتين:
المرحلة الأولى
من الممكن أن تشمل أعراض هذه المرحلة:
- الإحساس بالسعادة الشديدة والتفاؤل.
- زيادة الثقة بالنفس.
- عدم قدرة المريض على السيطرة على أفكاره.
- التحدث بشكل سريع وغير مفهوم.
- إبداء بعض التصرفات العدوانية.
- زيادة النشاط الجسدي، والرغبة في العمل أو صرف الأموال.
- عدم القدرة على النوم.
- عدم القدرة على التركيز.
المرحلة الثانية
في هذه المرحلة تظهر على المريض أعراض مغايرة تماماً لأعراض المرحلة الأولى، مثل:
- الحزن، واليأس.
- أفكار انتحاريّة.
- اضطرابات النوم.
- اضطراب الشهيّة.
- الإرهاق.
- مشاكل في التركيز.
- قلق وعصبيّة.
- آلام مزمنة دون سبب ظاهر.
مضاعفات الهوس الاكتئابي
إذا لم تتم معالجة الهوس الاكتئابي فقد يؤدي إلى مشاكل نفسية خطيرة يمكن أن تؤثّر على مختلف مجالات الحياة اليومية للمريض.
فقد يحاول المريض الانتحار أو قد يدمن الكحول أو المخدرات، كما قد يتعرض لمشاكل مع محيطه مثل زملائه في العمل أو عائلته.
علاج الهوس الاكتئابي
يعتبر الهوس الاكتئابي من الأمراض التي تتطلب علاجاً طويل الأمد، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
1. العلاج بالأدوية
يجب تناول الأدوية التي يحددها الطبيب المختص وعدم تغيير الجرعات دون استشارته، وتشمل العلاجات الدوائية:
- مثبِّتات المزاج.
- مضادّات نوبات الصرع.
- مضادّات الاكتئاب.
الأدوية المضادّة للقلق مثل البينزوديازيبينات (Benzodiazepines) التي قد تساعد في تحسين جودة النوم، إضافة إلى ذلك فإن دواء كويتيابين (Quetiapine) الذي أكدت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية فعاليته في معالجة نوبات الهوس ونوبات الاكتئاب التي تميّز الاضطراب ثنائي القطب.
تشمل أبرز الأدوية المستعملة ما يأتي:
- أولانزابين (Olanzapine).
- ريسبيردال ( RISPERDAL).
2. العلاج النفسي (Psychotherapy)
يشمل العلاج النفسي عدة أنواع، أبرزها العلاج السلوكي الإدراكي.
وقد يكون العلاج النفسي مرافقاً لأنواع العلاج الأخرى مثل العلاج الدوائي.
3. علاج بالصدمة الكهربائية (Electroconvulsive therapy – ECT)
هذا العلاج مخصص للأشخاص الذين يعانون من فترات اكتئابيّة حادة ترافقها أفكار وميول انتحاريّة أو للأشخاص الذين لا يشعرون بتحسّن في أعراض المرض رغم معالجتهم بالعديد من الوسائل الأخرى.
في هذا النوع من العلاج يتم تمرير تيّار كهربائي مراقب عبر دماغ المريض بهدف إثارة نوبة صرعية.
وقد يكون من المفيد كثيراً في حالات معينة، إدخال المصابين باضطراب الهوس الاكتئابي إلى المستشفى.