لا تختلف كثيراً أعراض السكري عند الأطفال بين المُصابين بالداء من النوع الأول أو الثاني، لذا من المهم مراقبة طفلك عن كثب وعدم إهمال أي مؤشرٍ غير اعتيادي قد تلحظينه. فكلما اكتُشف مرض السكري باكراً، كان التعامل مع علاجه أسهل.
بالنسبة إلى الرضع، يُمكن أن يتأخر اكتشاف داء السكري لأن بعض الأعراض قد تختلط مع أعراض أمراضٍ أخرى، لا سيما أن عدم قدرة الرضيع على التعبير يزيد من صعوبة ملاحظة الأعراض، فالبكاء المستمر لن يكون مؤشراً كافياً.
لكن يمكن أن تكون رائحة الفم الكريهة، أو المشابهة لرائحة الفواكه أو الحلويات، دليلاً على إصابته بداء السكري. وهذه بعض الأعراض التي لا يجب أن تهمليها:
- رائحة البول الكريهة.
- الجوع الشديد.
- البكاء المستمر من دون سبب واضح.
- الفطريات، التي قد تظهر كطفحٍ جلدي ناتج عن الحفاضات.
كما يُمكن للرضيع أن يعاني من الدوار المستمر، وعدم وضوح الرؤية، الذي يتزامن مع الشعور بالتعب. ولكن عدم قدرته على التعبير، سوى من خلال البكاء المستمر، يُمكن أن يؤخر عملية اكتشاف السكري من قِبل الوالدين.
هناك نوعان رئيسيان من السكري، وهما: السكري من النوع الأول، والسكري النوع الثاني. ووفقاً لـموقع Webmd الطبي، فكلاهما مزمن ويؤثر على ارتفاع مستويات السكر في الدم، كما يزيد من خطر مضاعفات داء السكري.
فما الفرق بين داء السكري النوع الثاني والنوع الأول؟
في النوع الأول، تتوقف خلايا البنكرياس عن إنتاج الأنسولين نتيجة مهاجمة المناعة له، ولذا يعتبر السكري هنا من أمراض المناعة الذاتية.
أما الأشخاص الذين يعانون من داء السكري النوع الثاني، فإنهم لا يستجيبون للأنسولين لأن أجسامهم تقاومها. وكذلك، وفي وقتٍ لاحق من الداء، فإنهم لا ينتجون ما يكفي من الأنسولين.
تتشابه أعراض السكري في نوعيه الأول والثاني، وتشمل هذه الأعراض كثرة التبول، والشعور الشديد بالعطش، وكثرة شرب المياه، والشعور الشديد بالجوع، إضافةً إلى التعب، وضبابية الرؤية، وعدم التئام الجروح والقرح.
وهناك أيضاً أعراض مختلفة، ففي السكري من النوع الأول، قد يشعر المصاب بالتهيّج، وتغيّر حالته المزاجية، ويفقد وزنه من دون اتباع حمية غذائية. أما المُصاب بالسكري النوع الثاني، فيشعر الشخص بالوخز والخدر في قدميه واليدين.
تتطور أعراض الداء ببطء لدى مرضى السكري النوع الثاني، وقد لا تُكتشف الإصابة إلا بعد حدوث مضاعفات، بينما تطور الأعراض في النوع الأول سريعاً في غضون أسابيع قليلة. وعادةً ما يبدأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ولكن هذا لا يمنع أن يُصاب أحدهم بالسكري من النوع الأول في وقتٍ لاحق من حياته.
لا بد من الإشارة إلى أن أعراض السكري عند الأطفال تتشابه مع أعراض السكري عند المراهقين. كما أن معظم الأعراض عند الأطفال المُصابين بأحد النمطين تتشابه فيما بينها إلى حدٍّ كبير.
أعراض السكري عند الأطفال من النوع الأول
- كثرة التبول، وهي إحدى العلامات المبكرة لداء السكري عموماً.
- العطش بشكلٍ متزايد، إحدى العلامات الشائعة جداً.
- الخمول والنوم الدائم، مع فقدان الطاقة لممارسة المهام اليومية الروتينية.
- رائحة البول الكريهة.
- رائحة النفس الكريهة، أو المشابهة لرائحة الفواكه.
- صعوبة في التنفس، أو الشخير خلال التنفس.
- زيادة الشهية أو الجوع الدائم.
- فقدان الوزن، رغم الأكل بصورة دائمة.
- تغيرات مفاجئة في الرؤية، مثل الرؤية المزدوجة أو عدم وضوح الرؤية.
وفي السكري من النوع الأول، يمكن أن يُصاب الطفل بالذهول أو فقدان الوعي، وهذه أعراض خطرة يمكنها أن تكون مهدّدة للحياة؛ لأنها تعني أن الطفل في حالةٍ متقدّمة من داء السكري.
عندئذٍ يجب نقل الطفل فوراً إلى المستشفى، وإخضاعه للفحوصات اللازمة، مع البدء الفوري بالعلاج الذي يقترحه الطبيب.
أعراض السكري عند الأطفال من النوع الثاني
كما سبق وذكرنا، تتشابه أعراض السكري عند الأطفال المصابين بالداء من النوعين، مع بعض الاختلافات التي قد تكون أساسية في اكتشاف نوع داء السكري. وهذا مهم؛ لأن علاج السكري يختلف بين النوع الأول والثاني.
وهذه أبرز أعراض السكري النوع الثاني:
- كثرة التبول، وخاصة في الليل.
- العطش بشكل متزايد
- فقدان الوزن غير المبرر
- حالات العدوى المتكررة
- ضبابية الرؤية نتيجة جفاف العين
- بطء التئام الجروح العادية في أنحاء الجسم
- الشعور بالحكة حول الأعضاء التناسلية، ويمكن أن ترافقها عدوى فطرية
- ظهور بقع داكنة مخملية على الجلد، وتُسمّى الشواك الأسود، وهي غالباً ما تظهر حول الرقبة أو تحت الإبطين.
يُوصي الخبراء بالرجوع إلى الطبيب المختصّ بصحة طفلك، إذا ما لاحظتِ أي مؤشرات لأعراض السكري عند الأطفال -النوع الأول أو الثاني- لدى طفلكِ. ففي حال لم يُشخّص الداء، فيُمكن أن يتسبب بأضرارٍ خطرة.
ويوصى بفحص داء السكري للأطفال الذين وصلوا إلى سنّ البلوغ؛ ويُمكن للمُصابين بزيادة الوزن أو بالشواك الأسود، أو بأي عارضٍ آخر من الأعراض، أن يزوروا الطبيب في حال بلغوا العشر سنوات.
وكلما تم اكتشاف داء السكري عند الطفل في وقتٍ أبكر، فإن إمكانية العلاج والاستجابة له تكون أفضل.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.