دائماً ما يكون الانتقال إلى فصل الشتاء صعباً بعض الشيء، الكثير منا يبدأون في ارتداء الملابس فوق بعضها، بينما يبحث آخرون عن طرق للحفاظ على سلامة بشرتنا من البرد القارس، لكن أسوأ الأوقات هي تلك للأشخاص الذين يعانون من مرض الصدفية بالشعر أو البشرة، لأنّ الطقس البارد الجاف يؤدي لتهييج المنطقة المصابة.
مرض الصدفية بالشعر أو البشرة
الصدفية هي مرض جلدي التهابي مزمن يتسبب غالباً في طفح جلدي وبقع قشرية ملتهبة تسبب ألماً وشعوراً بالحكة. وهذا المرض غالباً يمر بدورات، فيشتد حيناً ويهدأ حيناً: وأعراضه قد تتفاقم لأسابيع أو حتى أشهر قبل أن تهدأ مرة أخرى، وفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic الطبي الأمريكي.
في حين أنّ نوبات الصدفية تبدو وكأنها تنشأ من العدم فجأة، ولكن لها في الواقع بعض المحفزات الشائعة، ومن ضمن هذه المحفزات التوتر؛ والتهاب الحلق والجروح وإصابات البشرة الأخرى؛ وحتى الطقس البارد.
لماذا تشتد أعراض الصدفية في الشتاء؟
الكثير من أسباب اشتداد الصدفية في فصل الشتاء غير مدعومة بأدلة علمية، لكن عدداً من أطباء الأمراض الجلدية يقولون إن مرضاهم يصابون بنوبات الصدفية في الشتاء، وفقاً لمؤسسة الصدفية الوطنية
والعلماء غير متأكدين من سبب إثارة الطقس البارد لالتهابات الصدفية لدى بعض المصابين بها، والمحفزات تختلف من شخص لآخر، لذلك فبعض الأشخاص المصابين بالصدفية لا يواجهون أي مشكلة في الطقس البارد، فيما يخشى البعض الآخر من تأثير الشتاء على بشرتهم.
ونقص فيتامين (D)- الذي هو أكثر شيوعاً في الشتاء بسبب عدم التعرض بدرجة كافية لأشعة الشمس- أحد هذه المحفزات.
إذ تُظهر بعض الأبحاث وجود علاقة بين الصدفية ونقص فيتامين د، رغم الحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات لفهم هذا الارتباط فهماً جيداً.
كاتي بوريس، طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة في المركز الطبي بجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، تقول لمجلة Self الأمريكية: "الأشعة فوق البنفسجية تُستخدم منذ فترة طويلة لعلاج مرض الصدفية، لذلك من المنطقي أنه خلال أشهر الشتاء، حين تُغطى بشرة المريض بالملابس ويصبح النهار أقصر، فغالباً ما يُصاب بالتهابات الصدفية".
ومن العوامل الأخرى هواء الشتاء البارد- وأنظمة التدفئة الداخلية- التي تكون خالية من الرطوبة. وعادة ما تسبب مستويات الرطوبة المنخفضة جفاف الجلد وقد تؤدي إلى اشتداد أعراض الصدفية، وفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD).
وتقول الدكتورة فيريس: "يتدرج تركيز المياه من المرتفع إلى المنخفض. ولو أن تركيز المياه في الهواء أقل بكثير من تركيزه في البشرة، تفقد البشرة كمية أكبر من المياه مما لو كان تركيز المياه في الهواء المحيط أعلى".
ويعاني عديد من الأشخاص أيضاً من التوتر الشديد خلال الإجازات، وهذا التوتر قد يكون سبباً رئيسياً لتحفيز التهابات الصدفية لدى بعض الأشخاص.
وهذا إلى جانب إصابات مثل التهاب الحلق التي تشتد في فصل الشتاء، وهذا وأمراض أخرى قد تؤدي إلى اشتداد نوبات الصدفية، وفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية.
كيف تتعامل مع نوبات الصدفية خلال فصل الشتاء
يمكن أن يؤدي الشتاء إلى استعار نوبات الصدفية، ولكن لديك العديد من الطرق لمكافحة آثار الجفاف الناتجة عن درجات الحرارة الباردة والتدفئة الداخلية، فيما يلي نصائح ستساعدك على اجتياز فصل الشتاء براحة أكبر:
1- حافظ على رطوبة بشرتك
وفقاً لما ذكره موقع WebMD الطبي الأمريكي، فإنّ عليك المحافظة على رطوبة بشرتك لتخفيف الاحمرار والحكة وشفاء بقع الصدفية من خلال استخدام الكريمات المخصصة لذلك.
وكلما كان الكريم أو المرهم أكثر سمكاً، كان ذلك أفضل في حبس الماء في بشرتك.
استخدم صابوناً مرطباً وغسولاً كريمياً بعد الاستحمام والاستحمام وغسل يديك، واختر المنتجات الخالية من العطور لتجنب الحساسية.
2- حمامات الماء الدافئ وليس الساخن
الاستحمام بالماء الساخن لفترة طويلة يزيل الرطوبة من بشرتك، لذلك عليك الاستحمام بالماء "الدافئ" فقط، لفترة كافية باستخدام الصابون.
كما يمكنك الاسترخاء في حوض الاستحمام، مع رش الزيت أو دقيق الشوفان المطحون ناعماً أو أملاح إبسوم أو أملاح البحر الميت في الحمام الدافئ.
انقع جسمك وشعرك لمدة 15 دقيقة لتقشير قشور الصدفية وتهدئة الحكة والاسترخاء، وضع كريماً أو لوشناً مرطباً بعد ذلك مباشرة لحبس الماء بالداخل.
3- استخدم أجهزة ترطيب المنزل
للاستيقاظ ببشرة ناعمة وغير متهيجة بسبب الصدفية، استخدم جهازاً للحفاظ على رطوبة الهواء الداخلي في المنزل.
قم بتشغيله في غرفة نومك ليلاً لمواجهة آثار الجفاف للتدفئة الداخلية، وتأكد من اتباع الإرشادات الخاصة بتنظيف جهاز الترطيب لتجنب تراكم البكتيريا.
4- ارتدِ ملابس مناسبة للخروج
ارتدِ طبقات من الملابس الناعمة والدافئة للخروج، إذ يمكن أن يؤدي الطقس البارد والرياح إلى تهيج بشرتك وتحفيز النوبات.
كما عليك تجنب ارتداء ملابس كثيرة، فالتعرق يمكن أن يجعل الصدفية أسوأ، اختر القطن بدلاً من الصوف والدنيم والأقمشة الأخرى، التي من المرجح أن تزعج بشرتك.
5- اشرب الكثير من الماء
خلال فصل الشتاء قد يخف شعورك بالعطش، لذلك احرص على أن تشرب كميات مناسبة يومياً من المياه للحفاظ على ترطيب جسمك، وستعرف ما إذا كنت تحصل على ما يكفي سيكون بولك أصفر باهتاً، أما إذا كان لون بولك أصفر فاتحاً أو داكن اللون، فقد تحتاج إلى مزيد من الماء.
6- احذر من التوتر
لاشك أنّ معظم الناس يفضلون العطلة الصيفية على الشتوية، وبالتالي يكون هذا الفصل البارد مليئاً بالعمل، ما يزيد من مستوى التوتر، الذي بدوره يجعل الصدفية أسوأ.
خطط لوقت الاسترخاء، جرّب التدليك أو العلاج بالمياه المعدنية لترطيب بشرتك والتغلب على الكآبة الشتوية، كما أن التمارين الرياضية تخفف التوتر، وقد تقلل من نوبات الاحتدام.
7- حافظ على مزاجك
يمكن أن تصيبك الصدفية بالاكتئاب، إذا كنت تعاني أيضاً من اضطراب عاطفي موسمي – الاكتئاب المرتبط بقلة ضوء الشمس في الشتاء والخريف – فهذه الأشهر تمثل تحدياً إضافياً.
إذا كنت حزيناً كثيراً، تحدث إلى طبيبك، قد يرفع العلاج بالضوء أو مضادات الاكتئاب من مزاجك.
8- العلاج الضوئي.
العلاج الضوئي من أكثر العلاجات الفعالة للمصابين بالصدفية الخفيفة إلى المتوسطة.
والعلاج الضوئي يتوفر بأنواع كثيرة ومختلفة، مثل العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق، والعلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية واسعة النطاق، والعلاج بالليزر.
وقد ينصحك طبيبك بتجربة نوع واحد فقط من العلاج الضوئي أو مزيج من علاجين، حسب الأعراض ونوع الصدفية المصاب بها.
والسبب الدقيق الذي يجعل العلاج الضوئي مفيداً في التخلص من الصدفية غير مفهوم بالكامل، لكن الباحثين يرون أنه يثبط خلايا الجلد المرتبطة بالاستجابة المناعية، وهذا في النهاية يؤدي إلى تهدئة التهيج. ويحتمل أن العديد من العمليات المعقدة تحدث في الجسم لتخلق هذا التأثير.
وأخيراً، إذا جرّبت هذه النصائح ولم تفلح معك في تخفيف مستوى الصدفية لديك، فننصحك بمراجعة طبيب أمراض جلدية، فهو الذي قد يجد لك علاجاً يهدئك في هذا الفصل البارد.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.