عندما يحدث تورّم باليدين فجأة دون سابق إنذار، من الصعب أن يتم تجاهله. خاصة أن الانتفاخ غالباً ما يأتي مصحوباً بالألم أو الحكة أو بعض الأعراض الأخرى. وقد يكون من الصعب حمل الأشياء والقيام بالأنشطة اليومية المعتادة، إذا ما تضررت اليد بأي شكل كان.
عادة ما يحدث تورّم باليدين بسبب احتباس السوائل أو التهاب المفاصل أو ارتفاع درجة حرارة الجسم. وقد تتحسّن بعض الأسباب من تلقاء نفسها ولا تكون مدعاة للقلق.
ومع ذلك، قد تكون بعض الأعراض الأخرى أكثر خطورة، وتتلف هيكل اليد بشكل مزمن ودائم، وقد يشير تورّم اليد أيضاً إلى مرض أو حالة صحية خطيرة تستلزم الحصول على الرعاية والعلاج.
أسباب تورّم اليدين
يحدث الورم عند احتباس السوائل الزائدة في أنسجة الجسم. يمكن أن تتسبب عدة أشياء في حدوث ذلك، بما في ذلك التعرّض للحرارة المرتفعة، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو في بعض الحالات الطبية.
وفي حين أن الأيدي المتورمة لا تستدعي القلق عادةً، فإنها قد تكون أحياناً علامة على مرض يحتاج إلى علاج.
1- ممارسة الرياضة
تزيد التمارين من تدفق الدم إلى القلب والرئتين والعضلات. يمكن أن يقلل التدريب أيضاً من تدفق الدم إلى يديك، ما يجعلهما أكثر برودة.
في بعض الأحيان، تتصدى الأوعية الدموية في اليدين لهذه البرودة عن طريق الانتفاخ للتدفئة، ما قد يؤدي إلى تورم اليدين وانتفاخها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التمارين الرياضية تجعل العضلات تنتج الحرارة. استجابةً لذلك، يدفع الجسم الدم نحو الأوعية الأقرب لسطح الجسم للتخلص من بعض الحرارة. هذه العملية تجعل الجلد يتعرق، ولكنها قد تسبب أيضاً تورّم اليدين.
في معظم الحالات، لا داعي للقلق بشأن اليدين أثناء ممارسة الرياضة. ومع ذلك، إذا كنت رياضياً، فقد يكون ذلك علامة على نقص صوديوم الدم، لكن عادة ما يكون مصحوباً بأعراض مثل الغثيان والارتباك أيضاً.
2- الطقس الحار
عندما تتعرض فجأة لدرجات حرارة مرتفعة، فقد يعاني الجسم محاولاً تبريد نفسه. في العادة، يدفع الجسم الدم الدافئ نحو سطح الجلد، ويبرد الحرارة عن طريق التعرق.
لكن في الأيام الحارة والرطبة، قد لا تعمل هذه التقنية بشكل صحيح. بدلاً من ذلك، قد يتراكم السائل في اليدين بدلاً من التبخر عبر التعرُّق.
قد يستغرق الجسم بضعة أيام للتأقلم مع الطقس الحار. بمجرد أن يحدث ذلك، يجب أن يزول التورم.
3- كثرة استهلاك الملح
يحافظ الجسم على توازن دقيق بين الملح والماء. وعادة تقوم الكلى بتصفية الدم طوال اليوم، وتخرج السموم والسوائل غير المرغوب فيها وترسلها إلى المثانة.
لكن عند تناول الكثير من الملح يصبح من الصعب على الكليتين إزالة السوائل غير المرغوب فيها. يسمح هذا للسوائل بالتراكم في الجسم، حيث قد تتجمع في مناطق معينة، بما في ذلك اليدين.
عندما تتراكم السوائل في الجسم، يعمل القلب بجهد أكبر لتدوير الدم، مما يزيد من ضغط الدم. يضع ضغط الدم المرتفع ضغطاً إضافياً على الكليتين ويمنعهما من تصفية السوائل.
يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم في استعادة التوازن الصحيح، ما يحمي من تورم اليدين.
4- الإصابة بالوذمة اللمفية
الوذمة اللمفية هي عبارة عن تورم ناتج عن تراكم السائل الليمفاوي. هذه الحالة أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تعرّضوا لعمليات إزالة العقد الليمفاوية أو تلفت لديهم أثناء علاج السرطان.
كذلك عند إزالة العقد الليمفاوية من الإبط أثناء علاج سرطان الثدي، ستكون المرأة أكثر عرضة للإصابة بالوذمة اللمفية في اليدين بعد شهور أو سنوات من العلاج. يُعرف هذا باسم الوذمة اللمفية الثانوية.
تشمل الأعراض الأخرى للوذمة اللمفية الثانوية ما يلي، بحسب موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية:
- تورم وألم في الذراع أو اليدين.
- شعور ثقيل في الذراع.
- خدر في الذراع أو اليد.
- إحساس بشد الجلد في اليدين أو الذراع.
- عدم القدرة على ثني أو تحريك الذراع أو اليد أو المعصم.
على الرغم من عدم وجود علاج للوذمة اللمفية، يمكن أن يساعد تدليك العقد اللمفاوية في تقليل التورم ومنع تراكم السوائل.
5- تسمم الحمل
تسمم الحمل هو حالة يرتفع فيها ضغط الدم، وتسبب خللاً وظيفياً آخر في الأعضاء. تُعتبر تلك الحالة شائعة بعد مرور 20 أسبوعاً من الحمل، ولكن يمكن أن يحدث ذلك أحياناً في وقت مبكر من الحمل أو حتى بعد الولادة. وهي حالة خطيرة يمكن أن تهدد الحياة وتستلزم الرعاية الطبية فوراً.
من المتوقع حدوث قدر معين من التورم أثناء الحمل، خاصة في اليدين والقدمين. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الزيادة المفاجئة في ضغط الدم بسبب تسمم الحمل إلى احتباس السوائل وزيادة الوزن بسرعة.
إذا كانت المرأة حاملاً وتعاني من أي من الأعراض التالية، يجب الاتصال بالطبيب على الفور:
- الشعور بألم في البطن.
- الصداع الشديد.
- رؤية البقع والوميض الملون.
- المعاناة من تغيُّر في ردود الفعل.
- التبول القليل، أو عدم التبول على الإطلاق.
- المعاناة من الدم في البول.
- الدوخة والدوار.
- الغثيان والقيء المفرط.
6- التهاب المفاصل
التهاب المفاصل الصدفي هو نوع من التهابات المفاصل التي تُعدّ من أسباب تورم اليدين، وهو يصيب الأشخاص المصابين بالصدفية.
الصدفية هي حالة جلدية تتميز ببقع حمراء من الجلد المتقشر والحكة. وعادة ما يتم تشخيص معظم الناس بالصدفية أولاً، قبل أن يعاني المريض من الورم في الأطراف، ولكن من الممكن أن تبدأ أعراض التهاب المفاصل قبل ظهور الأعراض الجلدية في حالات محدودة.
يمكن أن يؤثر التهاب المفاصل الصدفي على أي جزء من الجسم. لكنه غالباً ما يؤثر على الأصابع والقدمين وأسفل الظهر.
تشمل الأعراض الأخرى لالتهاب المفاصل الصدفي المفاصل المؤلمة والمتورمة، والمفاصل الدافئة عند لمسها، والألم في مؤخرة الكعب أو باطن القدم، وآلام أسفل الظهر.
لا يوجد علاج لالتهاب المفاصل الصدفي. يركز العلاج على التحكم في الألم والالتهابات، وذلك عادةً من خلال العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات أو حقن الستيرويد.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.