يتمثل شلل الأمعاء، والذي يسمى كذلك بانسداد الأمعاء، في أنه يسبب حركة غير فعالة لعدة أجزاء من الجهاز الهضمي، التي تتداخل مع عملية الهضم العادية.
إذ إن عضلات أمعاء الأشخاص المصابين بهذا النوع من الشلل، تكون غير قادرة على الانقباض والتوسع بشكل طبيعي، وبالتالي ينتج عنه إبطاء لحركة الطعام في الجهاز الهضمي، ومنع مرور الطعام، سواء من الأمعاء الدقيقة، أم الغليظة.
أسباب شلل الأمعاء وضرورة علاجه السريع
هناك عدة أسباب تؤدي إلى الإصابة بشلل الأمعاء، من أبرزها تكوّن أشرطة ليفية من الأنسجة في البطن بعد العمليات الجراحية.
وكذلك عند الإصابة بالفتق، أو سرطان القولون أو تضيقات من الأمعاء الملتهبة الناجمة عن حالات معينة، مثل مرض كرون أو التهاب الرتج.
وفي حال عدم علاج شلل الأمعاء في الوقت المناسب، يمكن أن تموت الأجزاء المسدودة منها، ما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
في حين أن ملاحظة الأعراض بشكل سريع، وعلاج شلل الأمعاء بشكل فوري، يمكن أن يؤدي إلى نتيجة إيجابية في غالبية الأحيان.
الغثيان ونقصان الشهية.. أعراض الإصابة بشلل الأمعاء
هناك عدة أعراض تبرز الإصابة بشلل الأمعاء، وهي الشعور بالغثيان المستمر، والقيء، والشعور بالامتلاء والشبع، وتورم البطن.
كما أنه في بعض الأحيان، ينظر أيضاً إلى حرقة المعدة، والتعرق الليلي، ونقص الشهية، وعدم القدرة على إطلاق الغازات، على أنها أعراض توضح الإصابة بشلل المعدة.
قد يسبب هذا المرض أعراضاً أخرى ثانوية، أبرزها الإصابة بسوء التغذية، والجفاف بسبب القيء المتكرر، على المدى الطويل.
شلل الأمعاء بسبب مرض السكري أو الوراثة!
يمكن أن تكون هناك مسببات أخرى لشلل الأمعاء من بينها فقدان وظيفة العضلات، أو مشكلة في الجهاز العصبي، في بعض الأحيان، يمكن أيضاً أن تكون هذه الاضطرابات موروثة عائلياً بشكل مباشر.
كما أن الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو يعانون من أمراض أخرى مثل التصلب المتعدد أو مرض باركنسون يمكن أن يصابوا أيضاً بشلل الجهاز الهضمي، ويكونوا معرضين لشلل الأمعاء.
وإذا وجد أن العصب المبهم، وهو العصب الرئيسي الرابط بين الدماغ والجهاز الهضمي، قد تضرر، بسبب جراحة سابقة للبنكرياس، أو الإصابة بمرض السكري، قد يؤدي إلى شلل المعدة.
ويرجح أن التعرض المستمر لمستويات عالية من السكر يضر بالعصب المبهم. ومع ذلك فإن الآلية الكامنة وراء ذلك ليست مفهومة بعد بشكل مفصل.
الطرق المحتملة لعلاج شلل الأمعاء
تعتبر طريقة العلاج المعتمدة حالياً من أجل علاج شلل الأمعاء، أو تخفيف أعراضه، هي التغيير في النظام الغذائي، إلى جانب الأدوية.
إذ إنه ينصح المرضى بتناول الأطعمة منخفضة الدهون، ومنخفضة الألياف، للمساعدة في تسريع عملية الهضم.
فيما يتم تجنب تناول الحبوب الكاملة، والخضراوات مثل البروكلي، والملفوف، والفاصوليا الخضراء، والفواكه مثل التفاح، والبرتقال، والتوت، والمكسرات، والبذور.
إضافة إلى تناول وجبات ذات حجم أصغر، مقارنة بالوجبات التي يتم تناولها بشكل عادي، مع إبقاء الجسم رطباً، عن طريق شرب كمية مهمة من السوائل.
أما فيما يخص الأدوية، فغالباً ما يتم وصف تلك المضادة للقيء، لأولئك الذين يعانون من الغثيان المستمر، في حين يتم وصف الأدوية المضادة للحركة لأولئك الذين يعانون من الإسهال، فيما يمكن للعقاقير الحركية تحسين حركة الأمعاء وتقليل الغثيان والانتفاخ.
الصيام 12 ساعة للكشف عن شلل الأمعاء
ولكي يتمكن الطبيب من تشخيص الإصابة بشلل الأمعاء، يقوم أولاً باختبار للصيام لمدة 12 ساعة، ثم تأتي مرحلة غسيل المعدة.
وفي حال وجود طعام متبقٍ في المعدة بعد 12 ساعة من الصيام الكامل، يتم تشخيص المريض على أنه مصاب بشلل الأمعاء.
كما يمكن اعتماد طريقة أخرى للكشف عن المرض، وهي تناول المريض لمادة مشعة، ثم الانتظار 12 ساعة من أجل التحقق من وجود الطعام في البطن من عدمه.