الوسابي هو نوع من الخضروات خضراء اللون، التي تنتمي لعائلة الملفوف والفجل، ويُعرف كذلك باسم الفجل الياباني، بالرغم من أن شكله مختلف عن الفجل، فإن لديه نكهة قريبة نوعاً ما منه.
ويمتاز الوسابي بطعمه القوي والحار، لكنه لا يشبه الفلفل الحار، وذلك لأن تركيبتهما الكيميائية مختلفتان، إذ إنه يميل أكثر لطعم الخردل، كما أن الإحساس القوي عند أكله لا يدوم طويلاً.
ودائماً ما يتم تناول الواسابي على شكل معجون، إلى جانب المأكولات البحرية النيئة، أشهرها السوشي، كما أنه يدخل في تحضير عدة وصفات في المطبخ الياباني.
وبالرغم من طعمه الحار، فإن للواسابي عدة فوائد صحية، تساعد على الوقاية من عدة أمراض خطيرة، أبرزها مرض السرطان.
الواسابي.. مصدر غني بالفيتامينات والبروتين والمعادن
تحتوي الحصة الواحدة من الواسابي، والتي تعادل 100 غرام، على نحو 109 سعرات حرارية و1 غرام فقط من الدهون المشبّعة، كما أنه يعتبر مصدراً غنياً بالألياف والبروتين والطاقة.
كما أن نبات الواسابي يحتوي على الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم والزنك، وكلها عناصر ضرورية لتحقيق نظام غذائي متوازن.
زيادة على ذلك، فإن الواسابي غني بفيتامين سي، والثيامين والريبوفلافين والنياسين والفولات وفيتامين أ وفيتامين ب 6، إضافة إلى مستويات عالية من بعض مضادات الأكسدة، ولا يحتوي على الكولسترول.
لذلك، فإن دمج الواسابي في النظام الغذائي يمكن أن يعزز كمية المغذيات الضرورية للجسم، ويؤثر بشكل إيجابي على الصحة العامة بعدة طرق.
يعزز جهاز المناعة ويحسّن صحة القلب
تشمل الفوائد الصحية للواسابي في تحسين صحة القلب، بفضل قدرته على تخفيض نسب الدهون الثلاثية والكولسترول السيئ في الجسم، ما يجعله مناسباً للأشخاص الذين يعانون من مرض القلب.
وقد يساعد أيضاً في محاربة الالتهابات البكتيرية في الجسم والفم، مع التقليل من الآثار المزعجة للحساسية الموسمية، ومعالجة مشاكل الجهاز التنفسي.
وبفضل احتوائه على مضادات الأكسدة، فقد يساعد الواسابي في تعزيز جهاز المناعة وإزالة السموم الضارة من الجسم، إضافة إلى خصائص مضادة للالتهابات للمفاصل والعضلات.
كما يُساعد الواسابي على التخلّص من احتقان الحلق، إذ إنه يعتبر مفيداً للأشخاص الذين يعانون من حساسية الربيع مثلاً.
يمنع الإصابة بالسرطان ويقتل الخلايا المسببة له
تساعد إضافة الواسابي إلى النظام الغذائي بشكل منتظم في منع الإصابة بأنواع معينة من السرطان، وذلك بفضل العناصر الغذائية التي يتوفر عليها، أبرزها مضادات الأكسدة.
إذ إن عدة دراسات أثبتت على أن "الأيزوثيوسيانات"، وهو أحد مضادات الأكسدة التي يحتوي عليها الواسابي، تساعد في القضاء على الجذور الحرة المسببة للسرطان في جميع أنحاء أنظمة الجسم.
كما أن هذه الدراسات أكدت على الواسابي يمنع توسع الخلايا المسببة لسرطان الدم وسرطان المعدة، وسرطان الثدي، وسرطان الجلد، ويعزز موتها في غضون 24 ساعة من استهلاكه.
ومن بين إيجابيات تناول الواسابي منع نمو الأورام حتى قبل فترة العلاج، إذ إنه يعمل على قتل الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا الصحية المحيطة بها.
الواسابي الأصلي نادر، والمقلَّد غير مفيد!
يعتبر الواسابي من بين العناصر الأساسية في المطبخ الياباني، إذ هذا النوع من الخضار يُزرع في مناطق محددة فقط هناك، خاصة بالقرب من الوديان والانهار، والمناطق الجبلية.
وقد تمت زراعتها كذلك في أمريكا الشمالية، لكن عملية الزراعة كانت ناجحة في مكانين فقط، ما يفسر سبب ثمنه المرتفع، مقارنة بمكونات غذائية أخرى.
ولأنه يُعتبر من بين الخضروات النادرة، والتي يصعب الحصول عليها بشكل مباشر، بسبب قلة تصديره من اليابان، فغالباً ما يتم بيعه على شكل معجون، من أجل تناوله إلى جانب الوجبات البحرية.
فيما تقوم العديد من الشركات ببيع الواسابي المقلد، والمكون من الخردل والفجل ومكونات أخرى، إذ إن مذاقه الحار والقوي يكون مشابهاً لمذاق الواسابي الحقيقي، لكنه لا يوفر نفس الفوائد الصحية المذكورة سابقاً.
الآثار الجانبية لتناول الواسابي بكثرة
على الرغم من الفوائد الصحية الكثيرة التي يوفرها الواسابي للجسم، فإن استهلاكه بكثرة، سواء كان من أجل محاولة محاربة الخلايا السرطانية، أو الوقاية من أمراض القلب، قد تسبب في تدمير الكبد.
وذلك لأنه يحتوي على مكون كيميائي يسمى "hepatotoxin"، وهو جيد عند استهلاكه بجرعات صغيرة، ولكن عند الإكثار منه يمكن أن يسبب تلفاً شديداً في الكبد.
ومن بين الآثار السلبية التي يمكن أن يسببها تناول الواسابي بكثرة، هي الحساسية، لذلك يجب معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من حساسية إحدى المكونات التي يحتوي عليها قبل استهلاكه.
كما أن هناك آثاراً جانبية أخرى، يجب معرفتها قبل استهلاك الواسابي بكثرة، وهي اضطراب المعدة، والإسهال، والغثيان، واضطراب النزيف.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.