يعتقد الكثير من الناس أن الكلمنتينا برتقال صغير أو نوع من اليوسفي، لكنها في حقيقة نوع آخر من الفاكهة، التي اخترعت حديثاً من خلال ظهور عمليات التهجين بين الأشجار.
فقد كانت هذه الفاكهة الطازجة والمفيدة نتيجة عملية تهجين بالصدفة بين شجرة البرتقال وشجرة اليوسفي، لتنتج فاكهةً أكثر حلاوة من البرتقال نفسه، وتمتاز بنسبة السكر المنخفض، ما يجعلها فاكهة مناسبة للكبار والصغار.
"الكلمنتينا" اكتشفت صدفةً عبر راهب فرنسي بالجزائر
تدين فاكهة الكلمنتينا باسمها إلى الراهب الفرنسي الأب كليمان الذي كان يعمل مديراً لدار الأيتام بقرية مسرغين من مدينة وهران الجزائرية، والذي قام في عام 1892، رفقة عالم النبات والطبيب الفرنسي لويس تشارلز ترابوت بعملية تهجين شجرة البرتقال مع شجرة اليوسفي.
وبعد نجاح التجربة، قرر لويس تشارلز ترابوت، الذي أراد تكريم رجل الكنيسة، تسميتها "الكلمنتينا " تكريماً له.
لا تحتوي فاكهة الكلمنتينا على بذور على عكس اليوسفي، فهو فاكهة خضراء عندما تنضج، وتتحول إلى اللون البرتقالي فقط تحت تأثير انخفاض درجة الحرارة في الشتاء.
فوائد فاكهة الكلمنتينا الصحية والغذائية
هذه الثمار الصغيرة البرتقالية الزاهية اللون، وسهلة التقشير، والتي تعدّ أحلى من معظم الحمضيات الأخرى، والخالية من البذور، تتميّز بفوائدها الغذائية والصحية الكبيرة، فبحسب موقع webmd الطبي الكلمنتينا تساعد في علاج والوقاية من عدة أمراض أبرزها ما يلي:
قد تساعد فاكهة الكلمنتينا على الوقاية من السرطان
تحتوي الكلمنتينا على مستويات عالية من مضادات الأكسدة، مثل فيتامين سي، والذي يلعب دوراً مهماً في التقليل من الالتهابات.
وتربط الكثير من الأبحاث بين الالتهاب المفرط وأنواع عديدة من السرطان، وبالتالي قد تثقلل الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المضادة للالتهابات، مثل الكلمنتينا، من احتمالية الإصابة بالسرطان.
تساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي
تحتويال كلمنتينا على غرامٍ واحدٍ من الألياف، وهي كمية رائعة بالنظر إلى عدد السعرات الحرارية المنخفضة للفاكهة، ويشجع تناول الألياف على الهضم الصحي عن طريق إضافة كميات كبيرة إلى البراز وتسهيل مروره.
كما يعزز فيتامين سي الموجود في الكلمنتينا أيضاً من عملية الهضم الصحية، إذ يمكن أن يؤدي النقص الشديد في فيتامين سي إلى انخفاض مستويات حمض الهيدروكلوريك، ما يساعد الجسم على تكسير العناصر الغذائية وامتصاصها، أمّا في حالة فاكهة الكلمنتينا الغنية بفيتامين سي فعلى العكس تماماً، مستويات حمض الهيدروكلوريك تكون جيدة، إذ يحارب هذا الحمض أيضاً الفيروسات والبكتيريا في المعدة؛ ما يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بالعدوى.
تقوي وتحافظ على صحة العين
تكشف الأبحاث أن الأشخاص الذين يتناولون ثمار الحمضيات بشكل منتظم أقل عرضة للإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر، قد تكون مركبات الفلافونويد الموجودة في الحمضيات مسؤولة عن هذه الحماية، بينما يمكن العثور على مركبات الفلافونويد في مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات، يبدو أن النوع الموجود في الكلمنتينا قوي بشكل خاص لتعزيز صحة العيون.
مغذٍّ للجسم بشكل فعّال
تعود العديد من الفوائد الصحية للفاكهة إلى محتواها العالى من فيتامين سي، إذ يساعد هذا الفيتامين المهم في العديد من الأنظمة الرئيسية في جسم الإنسان، بما في ذلك جهاز المناعة. كما أن الكلمنتينا غني بمركبات الفلافونويد، وهي مركبات نباتية يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب.
أمّا من ناحية قيمتها الغذائية، فاكهة الكلمنتينا هي مصدر كبير لفيتامين ب6، والكالسيوم، والمغنيسيوم.
وتحتوي حبة الكلمنتينا واحدة على:
السعرات الحرارية: 35
البروتين: أقل من 1 غرام
الدهون: أقل من 1 غرام
الكربوهيدرات: 9 غرامات
الألياف: 1 غرام
السكر: 7 غرام
المخاطر الصحية لفاكهة كليمنتينا
الكلمنتينا هي إضافة صحية لمعظم الوجبات الغذائية عند تناولها باعتدال، لكن هناك شيء واحد يجب الانتباه إليه، ويتعلّق الأمر بمحتوى هذه الفاكهة من السكر.
السكريات الموجودة في الكلمنتينا هي سكريات طبيعية، وغالباً ما تكون خياراً جيداً للأشخاص لتناول الطعام عندما يحتاجون إلى زيادة النسبة المنخفضة للسكر في الدم، ومع ذلك، فإن تناول الكثير من السكر يمكن أن يسبب مشاكل للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة السكر في الدم أو الأشخاص الذين يهتمون بتجنب ارتفاع السكر في الدم.
كما وجدت بعض الأبحاث أن الكلمنتينا يحتوي على الفورانوكومارين، وهو مركب موجود أيضاً في الجريب فروت يمكن أن يتفاعل مع بعض أدوية القلب.
فعلى سبيل المثال، يمكن للفيورانوكومارين أن يقوي الستاتين الخافض للكوليسترول ويسبب مضاعفات خطيرة، لهذا السبب، إذا كنت تتناول العقاقير المخفضة للكوليسترول، فيجب عليك الحد من تناول الكلمنتينا، وذلك حسب موقع healthline الطبي المتخصص.