يواجه الرياضيون كثيراً من التحديات في أثناء ممارسة تمارينهم الشاقة، ويتعرضون بشكل خاص لإصابات أو حالات طبية طارئة، لعل "الإنهاك الحراري" أبرزها، خاصة بالنسبة للرياضيين الذين يمارسون نشاطهم البدني في بيئة حارة أو رطبة.
ما هو الإنهاك الحراري؟
يحدث الإنهاك أو الإرهاق الحراري عندما ترتفع درجة حرارة الجسم أكثر من اللازم ولا يستطيع تبريد نفسه. وغالباً ما يحدث ذلك عند ممارسة التمارين الرياضية في الطقس الحار الرطب.
في أثناء ممارسة النشاط البدني، يفقد الجسم السوائل من خلال العرق، لكن إذا لم يتم تعويض هذه السوائل عن طريق شرب الماء أو السوائل الأخرى، فقد يصاب الشخص بالجفاف الذي قد يعرضه أيضاً لخطر الإنهاك الحراري.
سيشعر المصاب بالإنهاك الحراري بأعراض تشمل الدوخة والصداع والغثيان وتشنجات العضلات وغيرها. ويمكن أن يؤدي الإنهاك الحراري، إذا لم يتم علاجه، إلى الإصابة بضربة شمس، والتي يمكن أن تكون حالة مهددة للحياة.
ما مدى شيوع الإنهاك الحراري؟
يعتبر الإنهاك الحراري أكثر شيوعاً مما تعتقد، فغالباً ما يصيب الرياضيين في أثناء أداء التمارين بالأيام الحارة والرطبة، لكن الرياضيين ليسوا وحدهم عرضة للإصابة بهذا المرض، فهو يصيب أيضاً:
كبار السن والأطفال الصغار (إذ لديهم فرصة أكبر للإصابة بالإنهاك الحراري). لا يستطيع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً والأطفال دون سن الرابعة، تنظيم درجة حرارة الجسم بسهولة.
كذلك فإن الأشخاص الذين لم يعتادوا العمل في ظروف حارة لديهم فرصة أكبر للإصابة بالإجهاد الحراري في حال تواجدوا في أماكن رطبة وحارة.
أيضاً تشمل الآثار الجانبية لبعض الأدوية الموصوفة، القيء والإسهال والجفاف، مما قد يؤدي إلى الإنهاك الحراري. على سبيل المثال تقلل مُدرات البول (حبوب الماء) لعلاج قصور القلب من كمية السوائل في جسمك ويمكن أن تسبب الجفاف. ويمكن لأدوية العلاج الكيماوي (لعلاج السرطان) وحاصرات بيتا (لخفض ضغط الدم وإبطاء معدل ضربات القلب) أيضاً أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض الحرارة.
وأخيراً فإن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم فرصة أكبر للإصابة بالإجهاد الحراري، وفقاً لما ورد في موقع clevelandclinic
أعراض الإنهاك الحراري
قد تتطور أعراض الإنهاك الحراري ببطء أو قد تظهر فجأة.
وقبل ظهور أعراض الإنهاك الحراري، قد تصاب بطفح جلدي أحمر أو تشنجات عضلية مؤلمة في الذراعين أو الساقين.
وقد تشمل أعراض الإنهاك الحراري ما يلي:
- دوخة
- تشوش الرؤية
- صداع
- حمى
- تعب أو إغماء
- استفراغ وغثيان
- التعرق الشديد أو المفرط وبرودة الجلد
- تورم الكاحلين أو تورم القدمين واليدين (وذمة حرارية).
- ضعف وسرعة ضربات القلب، وانخفاض ضغط الدم عند الوقوف
أسباب الإنهاك الحراري
عادةً ما يعمل التعرق بمثابة مكيف هواء للجسم بأكمله. في حالات النشاط البدني، خاصة في الطقس الحار والرطب، يعمل الجسم بشكل مضاعف لتنظيم درجة حرارته عن طريق التعرق. لكن عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل كبير لدرجة لا يستطيع معها تبريد نفسه، يحدث في هذه الحالة "الإنهاك الحراري".
علاج الإنهاك الحراري
إذا ظهرت عليك أنت أو أي شخص تعرفه علامات الإنهاك الحراري، فمن المهم اتخاذ الإجراءات التالية على الفور:
الجلوس في مكان بارد: ابحث عن مكان مظلل أو خذ حماماً بارداً أو اجلس في مبنى مكيف. يمكنك أيضاً تبليل منشفة بالماء البارد ووضعها على جبهتك أو مؤخرة رقبتك.
شرب الماء: تناول رشفات صغيرة من الماء أو مشروباً رياضياً يحتوي على إلكتروليتات. لكن لا تشرب كثيراً أو بسرعة. وتجنب الكافيين.
الراحة: توقف عن القيام بأي نوع من أنواع الأنشطة البدنية. اجلس أو استلقِ حتى يرتاح جسمك.
اطلب المساعدة إذا كنت في حاجة إليها: إذا لم تتحسن الأعراض بعد نحو ساعة من الراحة وتناول السوائل، فهذا يعني أنك بحاجة لمراجعة الطبيب.
كذلك هناك أعراض للإنهاك الحراري تعني أن عليك رؤية الطبيب على الفور، ومن ضمنها:
- الحمى الشديدة
- عدم القدرة على الوقوف أو المشي أو التحدث
- التعرق بشدة
- فقدان الوعي
كيف أستطيع تجنب الإنهاك الحراري؟
لتجنب الإنهاك الحراري نستطيع القيام بما يلي:
تجنب درجات الحرارة المرتفعة: إذا كنت تمارس الرياضة في الطقس الحار، فارتدِ ملابس فضفاضة تسمح بمرور الهواء. وخذ فترات راحة متكررة في الظل أو في مكان بارد آخر. وارتدِ قبعة ذات حافة لحماية نفسك من أشعة الشمس.
شرب السوائل: حافظ على رطوبة جسمك عن طريق تناول رشفات من الماء أو مشروب رياضي كل 30 دقيقة أو نحو ذلك. ولا تنتظر حتى تشعر بالعطش للشرب.
التعامل السليم مع الأدوية: إذا كنت تتناول مدرات البول أو غيرها من الأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى الجفاف، فتحدث إلى طبيبك حول اتخاذ احتياطات إضافية في أثناء التدريب في الطقس الحار.
حدُّد وقتاً مناسباً لنشاطك البدني: في الأيام الحارة، من الجيد ممارسة الرياضة في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من اليوم، عندما تكون درجات الحرارة أقل.