تختلف الأسباب المؤدية إلى الشعور بالصداع النصفي، فبعضها مرتبط بالتوتر والضغط، والآخر له علاقة باضطرابات النوم، فيما يمكن أن يتسبب عدم تناول الوجبات الرئيسية في وقتها المحدد في الشعور بهذا النوع من الصداع.
فيما أصبح الصداع النصفي المرتبط بإفراط النظر في شاشات الأجهزة الإلكترونية، من بين الأسباب الشائعة، والتي لا مفر منها هذه الأيام، بسبب قضاء معظم الناس ساعات طويلة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، سواء تعلق الأمر بشاشات التلفزيون، أو الحاسوب، أو الهاتف المحمول.
والصداع النصفي عبارة عن اضطراب عصبي تنجم عنه مجموعة واسعة من الأعراض، من بينها حساسية الضوء التي تعتبر من الأعراض الأكثر شيوعاً، بحيث يتسبّب الضوء الساطع، سواء من الشمس المباشر أو أضواء المصابيح، في شعور الشخص بعدم الراحة وزيادة ألم الصداع النصفي.
إذ إن إمتلاك جهاز عصبي شديد الحساسية من الضوء، يجعل التحديق في شاشات الأجهزة الإلكترونية لفترة طويلة قد يؤدي إلى تفاقم هذه الحالة، ما يجعل مجرد النظر إلى شاشة تحدياً كبيراً، لذلك يمكن اتباع عدة نصائح، لإيجاد طرق للتعامل مع هذا المرض.
التقليل من التعرض لضوء الشاشة الأزرق
حسب أبحاث أصدرت سنة 2016، تبين أن الضوء الأزرق يفاقم حدة الصداع النصفي، مقارنةً بالضوء الأخضر أو الأبيض، ما يعني أن التحديق في أي جهاز إلكتروني ينبعث منه ضوء أزرق قد يزيد الحالة سوءاً.
وفي هذه الحالة، يمكن تجربة نظارات الضوء الأزرق، التي تحجب بعض الأطوال الموجية للضوء المُسبّبة في إجهاد العين، ثم الصداع النصفي.
فيما يمكن اتباع حل آخر، وهو تفعيل الوضع الليلي في شاشات الأجهزة المستعملة، والذي يضبط تلقائياً ألوان الشاشة إلى درجات أكثر دفئاً ويقلل مقدار الضوء الأزرق المنبعث.
تغيير المصابيح الفلورية بأخرى متوهجة
حسب مجلة "glamour" البريطانية، من بين التعديلات التي يمكن القيام بها من أجل التقليل من مشاكل الصداع النصفي عند التحديق في شاشات الأجهزة الإلكترونية؛ تعويض المصابيح العلوية الفلورية في المنزل ذات الإضاءة الحادة الساطعة، بالمصابيح المتوهجة، ذات الإضاءة الصفراء الدافئة، إذ تساعد على الشعور براحة أكبر من المصابيح ذات درجات الألوان الباردة، مثل الأبيض أو الأزرق.
فيما يمكن تجربة فكرة تعتيم الأضواء أو استخدام مصباح مكتبي يضيء المكان الذي تستعمل فيه الجهاز الإلكتروني فقط، ليكون الشخص المصاب بالصداع النصفي في غنى عن تشغيل تلك المصابيح العلوية الساطعة.
قاعدة 20-20-20 لإراحة العينين
من الضروري أخذ استراحة من النظر إلى شاشات الأجهزة الإلكترونية، لمنح العينين وقتاً من الراحة، عن طريق اعتماد طريقة استراحة مدتها 5 دقائق لكل 45 دقيقة.
كما يمكن اتباع قاعدة 20-20-20، والتي تعني إراحة العينين بالنظر إلى شيء يبعد مسافة 20 قدماً لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة، إذ إن هذه الطريقة تمنع التحديق في الشاشات لفترة طويلة، وتقي من إجهاد العينين.
فيما ينصح الأطباء بممارسة بعض تمارين التمدد والإطالة لتهدئة العضلات المشدودة في الرقبة والكتفين، والتي تساعد في تخفيف آلام الصداع النصفي، لأنَّها تساعد على استرخاء العضلات والأعصاب.
التقليل من ساعات الجلوس أمام الشاشات
بسبب ارتباط العمل في عصرنا الحالي بأجهزة الكمبيوتر، أصبحت فترة الجلوس أمام الشاشات جد طويلة، لذلك من الضروري التقليل من وقت التحديق في الشاشات قدر الإمكان، وذلك بسبب وجود صلة بين مدة استخدام الشاشات ونوبات الصداع النصفي.
لذلك يجب الاقتصار في استعمال الأجهزة ذات الضوء الساطع والمضرة بالعين فقط في الحالات الضرورية، كالعمل، أو حضور الاجتماعات في المنصات الافتراضية.
وفي هذه الحالة، ينصح التواصل مع المدير في العمل، وإدارة الموارد البشرية، من أجل الوصول إلى حل مناسب، يقلل من النظر إلى الشاشات، مثل إدخال بعض التعديلات على جدول العمل، والإضاءة، والسماح بفترات راحة أكثر مرونة.
مسببات الصداع النصفي الأخرى وطرق الوقاية منها
لا تقتصر أسباب الصداع النصفي على إفراط النظر في شاشات الأجهزة الإلكترونية، إذ إن هناك عوامل كثيرة أخرى، مثل حدوث تغييرات في روتين النوم وتقلبات الطقس وتغير مستويات الهرمونات والتوتر والافتقار إلى نظام غذائي متوازن، واستهلاك بعض الأطعمة مثل مشتقات الحليب، والشوكولاتة، واللحوم المعالجة.
لذلك من الضروري معرفة الأسباب المحفزة للصداع، من أجل الابتعاد عنها، أو التقليل منها، إضافة إلى اتّباع نمط حياة صحي يتضمن الالتزام بروتين منتظم للنوم والاستيقاظ، وتناول غذاء صحي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية، ومحاولة التخلص من مسببات التوتر والحفاظ على رطوبة الجسم.
وفي حالة الشعور بالصداع النصفي، من الجيد تناول الأدوية التي تحد من الصداع، والتي من الأفضل أن تكون موصوفة من طرف الطبيب.
وفي حال عدم توفر دواء قد تم وصفه من الطبيب سابقاً، فيمكن تناول أدوية لا تستلزم وصفة طبية مثل "الأسيتامينوفين" أو "الإيبوبروفين"، ستكون مفيدة بالنسبة لبعض الأشخاص عند تناولها في بداية ظهور الأعراض.