تعتبر مادة السكرين الحل الأمثل للأشخاص المصابين بمرض السكري، لاعتبارها بديلاً صحياً للسكر، لأنها خالية من أي عناصر غذائيه، أو سعرات حرارية، التي من الممكن أن تتسبب في رفع نسبة السكر في دم الإنسان.
ويتم استعمال مادة السكرين في المشروبات الخاصة بالحمية، وتنقيص الوزن، وكذلك تضاف على بعض الأدوية ذات الطعم المر، من أجل تحسين مذاقه.
لكن هذه المادة التي أصبحت بديلاً صحياً للسكر، لم تكن لتتواجد في الأسواق لولا صدفة غريبة، قادت عالم كيمياء روسياً- ألمانياً للتوصل إلى أقدم محلّ صناعي في العالم.
الصدفة سبب في اكتشاف السكرين
كان عالم الكيمياء الروسي/ الألماني كونستانتين فالبيرج، خلال سنتي 1878 و1879، يقوم بعدة أبحاث تخص مركبات قطران الفحم الكيميائية، في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.
وقد كرس فالبيرج الكثير من وقته من أجل أبحاثه العلمية هذه، لكنها سرعان ما تغيرت، بعد اكتشافه بالصدفة شيئاً جديداً يتعلق بمركبات قطران الفحم.
ففي إحدى الليالي، وبعد أن شعر بالجوع الشديد، ترك فالبيرج المختبر، وذهب من أجل تناول الطعام، لكنه عوض غسل يديه من المواد العالقة بها، قام فقط بمسحها بمنديل بشكل سريع، وشرع في الأكل.
وبعد تذوق الطعام، لاحظ أن به طعماً حلواً زائداً، في الوقت الذي لم يكن يحتوي فيه الأكل على السكر.
ومن هنا استنتج كونستانتين فالبيرج أن المواد التي بقيت عالقة في يديه من قطران الفحم هي التي ساهمت في تغيير طعم الأكل، فشرع في البحث مباشرة، من أجل معرفة المادة الحلوة بديلة السكر هذه.
وبعد عدة اختبارات، تبين أن الطعم الحلو الذي تذوقه لأول مرة ناتج عن مزج بين حمض سالفوبنزويك مع الأمونيا، الذي أعطى مادة السكرين، التي تقدر حلاوتها من 200 إلى 700 أضعاف حلاوة السكر العادي.
استهلاك السكرين يسبب السرطان!
تمكن عالم الكيمياء من الحصول على براءة اختراع بديل السكر، الذي اختار له اسم السكرين "saccharin" سنة 1884، وتم اعتماده من طرف الشركات المنتجة للمواد الغذائية والمشروبات قليلة السعرات الحرارية، وكذلك شركات الأدوية، ابتداء من سنة 1907.
لكن بالرغم من أن مادة السكرين ساعدت على تقليل استهلاك السكر من طرف الأشخاص المصابين بمرض السكري، إلا أن استعماله كان في نطاق محدود، وذلك خوفاً من أضراره الصحية.
إذ قام العديد من الباحثين بتجارب على الفئران، من أجل تحديد مدى خطورة استهلاك السكرين، فتبين أنها تسبب سرطان المثانة للفئران التي تلقت جرعات كثيرة منه.
وفي سنة 1972 تمت إزالته من قائمة "GRAS" التي تعترف بالمواد الآمنة من أجل الاستهلاك، من قبل إدارة الأغذية والعقاقير، مما تسبب في منع استعماله في المواد الغذائية.
وبعد استمرار الأبحاث، وفي سنة 2000، تم التصريح باستخدام السكرين من جديد من طرف إدارة الأغذية والعقاقير، بعد اكتشاف أن التجارب التي تمت على الفئران لا تنطبق على الإنسان، وأن هذه المادة لا تسبب السرطان للأشخاص الذين يستهلكونه.
كميات محددة لاستهلاك السكرين
وعاد السكرين للاستهلاك من جديد، لكن مع تحديد كميات خاصة، لتفادي أي أضرار صحية على جسم الإنسان، بعد أن كشفت بعض الأبحاث أن كثرة استهلاكه من الممكن أن تتسبب في زيادة إنتاج الأنسولين من البنكرياس، وصعوبة التنفس، وصداع الرأس، واحتمالية زيادة الوزن.
إذ تم تحديد تناول 5 مليغرامات من السكرين على كل كيلوغرام من وزن الإنسان، فيما يمنع تناوله من طرف النساء الحوامل والمرضعات، والأطفال حديثي الولادة.
لكن في نفس الوقت، فإن تعويض السكر الأبيض بالسكرين يمنع تسوس الأسنان الناتج عن استهلاك السكريات العادية، ويتم طرحه من الجسم دون تغيير، لعدم توفره على سعرات حرارية، كما أنه حل مناسب للحمية من أجل إنقاص الوزن.