تواجه النساء خلال فترة الحمل، العديد من الأعراض الصحيّة البسيطة كتورم القدمين والنفور من بعض الأطعمة والانتفاخات والمزاجية، ولكن عندما يتعلق الأمر بصحّة الفم، فإنّ ألم الأسنان عند الحامل قد يخبئ معه أيضاً العديد من المشاكل الصحيّة للأم أو لطفلها لاحقاً.
ألم الأسنان عند الحامل وأسبابه
في بعض الأحيان يمكن أن تؤثر التغييرات في الجسم أثناء الحمل على الأسنان واللثة، ومن بين تلك التغييرات ما يلي:
- قد تؤدي الزيادة في مستويات هرمونات معينة، مثل البروجسترون والأستروجين في الجسم أثناء الحمل، إلى زيادة خطر الإصابة ببعض مشاكل صحة الفم.
- قد تحدث تغيرات في العادات الغذائية، بعض النساء أثناء الحمل، تميل لتناول الكثير من السكريات، أو الحمضيات التي تؤثر على صحة أسنانك.
- قد تخاف بعض النساء أثناء الحمل من تفريش أسنانهنّ أو استخدام الخيط السني، بسبب أنّ الحمل قد يؤدي أحياناً باللثة لأن تصبح رخوة.
تسوس الأسنان عند الحامل وانتقالها للطفل
بعض النساء تميل إلى تناول الحلويات بكثرة أثناء الحمل، وبسبب زيادة السكريات التي تدخل إلى الفم وعدم العناية الفموية المناسبة يسبب هذا السكر تسوس الأسنان، باعتباره الغذاء الرئيسي للبكتيريا داخل الفم.
وهذه البكتيريا التي تسبب تسوس الأسنان قد تنقلها الأم أثناء الحمل وبعد الولادة إلى طفلها، مما يسبب مشاكل لأسنان الطفل لاحقاً.
التهاب اللثة لدى الحامل، وخطر الولادة المبكرة!
التهاب اللثة هو احمرار وتورم يحدث في اللثة، إذا لم يتم علاجه، ويمكن أن يؤدي إلى أمراض أكثر خطورة في اللثة.
السبب الأساسي في حدوث التهابات اللثة، التغيرات الهرمونية التي تحدث للنساء أثناء الحمل، وتقدَّر النسبة بين 60 إلى 75% من النساء الحوامل مصابة بالتهاب اللثة، فيما تشمل العلامات والأعراض ما يلي:
- احمرار وتورم في اللثة.
- تصبح اللثة رخوة ولامعة.
- نزيف اللثة، حتى عند غسل الأسنان بلطف.
- ألم أثناء لمس اللثة بالفرشاة لتنظيفها.
كما أنّ إصابة المرأة بأمراض اللثة ترتبط بشكل مباشر بالولادة المبكرة التي تحدث قبل إتمام فترة 37 أسبوعاً، إذ تزيد التهابات اللثة الحادة من إفراز هرمون البروستاغلاندين، الذي يعتبر سبباً رئيسياً لتسريع الولادة.
في حين ينخفض خطر الولادة المبكرة لديهنّ بنسبة 34% في حال قمن بتنظيف أسنانهنّ لدى الطبيب.
ضعف الأسنان
يمكن للمستويات المرتفعة من هرمونات البروجسترون والأستروجين أثناء الحمل أن تؤدي إلى إحداث ضعف في الأنسجة والعظام التي تحافظ على الأسنان في مكانها بشكل مؤقت.
وقد يسبب ذلك تخلخلاً في الأسنان وضعفها، وقد يصل الأمر إلى خسارتها.
أمراض النسج الداعمة حول السنية
أمراض النسج الداعمة حول السنية، أو كما تسمى أيضاً التهاب دواعم السن.
إذا لم يتم علاج التهاب اللثة، فقد يؤدي ذلك إلى وصول الالتهاب إلى النسج المحيطة بالأسنان.
وهذا يسبب عدوى خطيرة ومشاكل في العظام التي تدعم الأسنان، قد يؤدي ذلك الى فقدان الأسنان، وقد يتعين خلعها.
كما يمكن أن يؤدي التهاب النسج الداعمة حول السنية إلى تجرثم الدم، وهي حالة خطيرة تحتاج إلى علاج فوري.
أورام الحمل
هذه الأورام ليست سرطانية، وإنما هي كتل تتشكل على اللثة عادة بين الأسنان، وتبدو حمراء اللون وتنزف بسهولة.
سبب هذه الأورام قد يكون وجود الكثير من البلاك، وعادة ما تختفي هذه الأورام من تلقاء نفسها بعد الولادة، في حالات نادرة قد تحتاج إلى إزالتها من قِبل طبيب الأسنان.
تآكل الأسنان
تعاني معظم النساء الحوامل، وخصوصاً في الأشهر الأولى من الحمل من الغثيان الصباحي والقيء، وذلك قد يعرِّض الأسنان للكثير من حمض المعدة.
وهذا الحمض يمكن أن يضر بطبقة مينا الأسنان، ويسبب تأكلها، وهذا الغثيان معروف باسم الغثيان الصباحي أثناء الحمل.
أعراض مشاكل الأسنان لدى الحامل
هناك علامات وأعراض تظهر على الحامل، لتستطيع التعرف على أنها تعاني من مشاكل الأسنان لديها، وهي:
- رائحة فم كريهة.
- تخلخل الأسنان.
- تقرحات في الفم أو كتل موجودة على اللثة.
- مسافات جديدة بين الأسنان.
- انحسار اللثة (عندما تبتعد لثتك عن أسنانك حتى تتمكن من رؤية جذور أسنانك) أو ظهور الجير على طول خط اللثة (حيث تلتقي لثتك بأسنانك).
- اللثة الحمراء أو المنتفخة أو الرقيقة واللامعة.
- اللثة التي تنزف بسهولة.
- ألم الأسنان.
إذا لاحظتِ أياً من هذه العلامات والأعراض يجب الاتصال بطبيب الأسنان وتحديد موعد لزيارته ومعالجة المشاكل للوقاية من أي ضرر قد يحدث للمرأة الحامل أو جنينها.
العناية بالأسنان أثناء الحمل
أولاً: اغسلي أسنانك بمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد مرتين في اليوم، واستخدمي الخيط مرة في اليوم.
ثانياً: استخدمي فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة.
ثالثاً: يمكن للتنظيف المنتظم بالفرشاة والخيط أن يزيل البلاك، ويساعد في الحفاظ على صحة أسنانك ولثتك.
رابعاً: إذا لم تتمكني من تنظيف أسنانك، لما تسببه الفرشاة من شعور بالقيء، فاستخدمي مضادات الحموضة من خلال مزج ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ والمضمضة به.
خامساً: تناولي الأطعمة الصحية، وقللي من تناول الحلويات، وتشمل الأطعمة الصحية الفواكه، والخضروات، واللحوم الخالية من الدهون، وخبز الحبوب الكاملة، والمعكرونة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، سيما أنّ تناول الأطعمة الصحية يساعد على تزويد الحامل والطفل الذي ينمو بمغذيات مهمة.
سادساً: الابتعاد بشكل قطعي عن التدخين أثناء الحمل، لما له من مخاطر كبيرة على الجنين، بالإضافة إلى تسببها بمشاكل الأسنان الكثيرة.
وأخيراً، تُعتبر فحوصات الأسنان قبل وأثناء الحمل مهمة جداً حتى يتمكن طبيب أسنانك من اكتشاف المشاكل التي لديك وعلاجها مبكراً، كما تساعد عمليات تنظيف الأسنان المنتظمة في الحفاظ على صحة أسنانك ولثتك وتمتعك بحمل سليم يخلو من أي مشاكل.