يعتبر الكرفس من الخضراوات المشهورة بفوائدها الصحية، ولكن الكثير من الناس لا يعرفون أن بذوره أيضاً لذيذة ومغذية جداً.
هذه البذور الصغيرة لونها بني فاتح ولها رائحة ترابية ونكهتها مرة بعض الشيء.
استخدم الطب الشرقي بذور الكرفس منذ آلاف السنين لعلاج أمراض مثل التهاب الشعب الهوائية واضطرابات الجلد والأنفلونزا.
أما اليوم، فتُستخدم بذور الكرفس بشكل شائع كتوابل للطبخ. ومع ذلك، فهي متوفرة أيضاً كمكمل غذائي في شكل مستخلص أو كبسولة.
على الرغم من صغر حجمها، إلا أن لبذور الكرفس قيمة غذائية كبيرة وتوفر العديد من الفوائد الصحية التي نستعرضها في هذا التقرير.
بذور الكرفس غنية بالمعادن ومنخفضة في السعرات
تعتبر بذور الكرفس مصدراً مهماً للمعادن الأساسية مثل الكالسيوم والمنغنيز والحديد والمغنيسيوم والفوسفور.
كما أن بذور الكرفس منخفضة في السعرات الحرارية، حيث توفر ملعقة كبيرة منها حوالي 25 سعرة حرارية فقط. بالإضافة لاحتوائها على كميات جيدة نسبياً من الكربوهيدرات والبروتين والدهون.
مفيدة لصحة العظام
تتطلب عظامك بعض الفيتامينات والمعادن بكميات متفاوتة للبقاء بصحة جيدة وقوية، وأهمها الكالسيوم.
عندما لا يحصل الجسم على كميات كافية من الكالسيوم، فإنه يعوض النقص عن طريق سحب الكالسيوم من عظامك. ما يؤدي إلى انخفاض كثافة المعادن في العظام. ويرتبط انخفاض كثافة المعادن في العظام بزيادة خطر الإصابة بالكسور، خاصة عند كبار السن.
تحتوي ملعقة كبيرة (6.5 غرام) من بذور الكرفس على 12٪ من الاحتياج اليومي لهذا المعدن.
بذور الكرفس غنية أيضاً بمعدن أقل شهرة يسمى المنغنيز؛ إذ تحتوي ملعقة كبيرة واحدة (6.5 غرام) من البذور على 27٪ من الاحتياج اليومي.
تأتي أهمية المنغنيز بسبب دوره في تنشيط الإنزيمات التي تنتج البروتينات اللازمة لتكوين أنسجة العظام والغضاريف. وبالتالي، فهو يدعم بنية العظام وقوتها.
أخيرًا، تحتوي بذور الكرفس أيضاً على المغنيسيوم والفوسفور اللذين يدعمان خلايا تسمى بانيات العظم. وقد يؤدي نقص أي من هذه العناصر الغذائية إلى الإصابة بأمراض العظام المزمنة مثل هشاشة العظام.
تعزز تكوين خلايا الدم الحمراء
الحديد معدن أساسي لإنتاج خلايا الدم الحمراء التي تقوم بتوصيل الأكسجين من رئتيك إلى أجزاء أخرى من جسمك.
بذور الكرفس مصدر كبير للحديد؛ إذ توفر ملعقة واحدة (6.5 غرام) من بذور الكرفس 17٪ و38٪ من الاحتياج اليومي للنساء والرجال على التوالي، ما يحارب الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
قد تحسّن مستويات السكر في الدم
يعد الحفاظ على مستويات السكر في الدم أمراً مهماً لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب. وأحد المعادن التي تساعد على تحسين مستويات السكر في الدم هو المغنيسيوم الموجود في بذور الكرفس.
يلعب المغنيسيوم دوراً مهماً في زيادة استجابة خلاياك للأنسولين، وهو هرمون ينظم مستويات السكر في الدم؛ ما يقلل خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.
لها خصائص مضادة للأكسدة
مضادات الأكسدة هي مركبات تمنع الضرر الخلوي الذي تسببه جزيئات تسمى الجذور الحرة. ويحتاج جسمك إلى توازن صحي من مضادات الأكسدة والجذور الحرة للحفاظ على الصحة المثلى.
على الرغم من محدودية البحث، يشير موقع Good Health، إلى أن مستخلص بذور الكرفس يمتلك خصائص مضادة للأكسدة بسبب وجود مادة البوليفينول في بذور الكرفس.
كيفية إضافة بذور الكرفس إلى نظامك الغذائي
تعد بذور الكرفس من التوابل متعددة الاستخدامات، إذ يتم بيعها كبذور كاملة أو مسحوقة أو كتوابل مطحونة. وغالباً ما يشار إلى بذور الكرفس المطحون بمسحوق الكرفس، ويستخدم بشكل شائع لتتبيل الحساء أو أطباق الخضار أو تتبيلات السلطة.
فيما يلي بعض الطرق الأخرى لإضافة بذور الكرفس إلى نظامك الغذائي:
- رشها على سلطتك لزيادة النكهة.
- استخدمها مع توابل اللحم المشوي.
- قم بدمجها في أطباق مثل سلطة الكولسلو أو سلطة البطاطس.
- أضفها إلى وصفات المخلل.
- بعض الناس يستخدمون بذور الكرفس لصنع الشاي عن طريق سكب الماء المغلي على ملعقة كبيرة من البذور المطحونة ونقع الخليط لمدة 10 دقائق تقريباً، ثم تصفية البذور من الماء.
الاحتياطات والآثار الجانبية
على الرغم من شيوع استخدام بذور الكرفس كتوابل للطبخ، إلا أنها متوفرة أيضاً في أشكال تكميلية أخرى مثل مستخلص بذور الكرفس
وكبسولات وأقراص، وتقدم هذه الأشكال جرعة مركزة من بذور الكرفس.
ينصح الخبراء بعدم استخدام مكملات بذور الكرفس للحوامل، لأنها قد تسبب نزيف الرحم وحتى الإجهاض.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من انخفاض نسبة السكر في الدم أو التهاب الكلى الحاد أو الحساسية من بذور الكرفس أو حبوب لقاح البتولا تجنب تناول بذور الكرفس أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، قد تتفاعل مكملات بذور الكرفس مع بعض الأدوية. لهذا السبب، من المهم مراجعة الطبيب قبل تناول مكملات بذور الكرفس.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.