تطول فترة التئام الحروق والشفاء منها، لكن ما يأخذ فترة أطول هي الندوب التي تتركها.
رغم أن آثار الحروق الطفيفة قد تختفي مع مرور الوقت، لكن إذا كان لديك حرق من الدرجة الثانية أو الثالثة فإن فترة شفاء الجلد قد تستغرق مدة طويلة جداً، وتحتاج إلى علاجات مناسبة، تبدأ فور شفاء الجرح حتى لا تترك أثراً مدى الحياة.
رغم أنه في بعض الحالات الشديدة قد لا يمكنك القضاء على آثار الحروق تماماً، ولكن يمكنك تقليل ظهورها بشكل ملحوظ.
نستعرض في هذا التقرير أربع فئات رئيسية من علاجات ندوب الحروق، بعضها منزلي وبعضها تجميلي وبعضها جراحي. ويعتمد اختيار العلاج على شدة الحروق وحجم الندوب التي خلفتها، وأثرها على حركة الجسم.
طرق علاج آثار الحروق التي لا تستلزم وصفة طبية
المرطبات والمطريات
الحكة المستمرة مشكلة شائعة مع ندوب الحروق. يحدث هذا لأن الحروق تضعف أو تُدمّر الغدد الدهنية في المنطقة المصابة؛ ما يؤدي إلى جفاف وحكة الجلد.
يمكن أن يساعد استخدام المرطبات والمطريات غير المعطرة والخالية من العطور على تجنب تهيج الجلد.
يجب عليك وضع المرطبات بعناية ورفق، عندما تكون ندوب الحروق لا تزال جديدة، مع مرور الوقت عندما تصبح الندوب أقل هشاشة يمكنك ممارسة المزيد من الضغط عند وضع المرطبات، للمساعدة في منع تصلب الندوب وتخفيف جفاف المنطقة.
صفائح هلام السيليكون
يتكون هذا العلاج من قطع رقيقة من السيليكون الطبي يتم ارتداؤها على الجلد للمساعدة في علاج آثار الحروق والندوب. وقد تم استخدامها في علاج ندوب الحروق لأكثر من 30 عاماً، وتتميز بأنها أحد أفضل الخيارات غير الجراحية لندوب الحروق.
ثبت أن هلام السيليكون (سواء كان على شكل صفائح أم لا) يساعد في تقليل سمك ندوب الحروق، كما أنه يقلل من الحكة والألم في مكان الندبة، يمكن استخدام صفائح هلام السيليكون على الندوب حتى إذا كانت الندوب تسبب تيبساً وتتداخل مع الحركة.
ولكن لتحقيق أقصى قدر من الفاعلية، يجب استخدام رقائق هلام السيليكون على بشرتك لمدة ستة إلى 12 شهراً على الأقل.
عند استخدام هذا النوع من العلاج، من المهم أن تحافظ على بشرتك نظيفة لتجنب الطفح الجلدي أو التهيج أو الالتهابات، خاصةً إذا كنت تعيش في منطقة ذات طقس حار أو دافئ، كما يجب عدم استخدام السيليكون على أي جلد غير معالج أو مع مراهم الجلد التي تحتوي على المضاد الحيوي.
العلاج بالتدليك أحد الخيارات لعلاج آثار الحروق بشكل غير جراحي
يستخدم العلاج بالتدليك لتقليل الألم وحساسية الجلد والحكة التي تأتي عادة مع ندوب الحروق. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يقلل من ارتفاع ومظهر آثار الحروق .
ولأنه يتضمن التلاعب بالنسيج الندبي الموجود تحت الجلد، فإن العلاج بالتدليك يقلل من ضيق الحركة وتقييدها، إذا كنت تواجه مشكلة في تحريك المناطق المصابة بحرية وسلاسة، وفقاً لموقع Science Direct.
هناك أنواع مختلفة من تقنيات التدليك المستخدمة في مراكز الحروق، بما في ذلك التدليك، ولف الجلد، والشد، والتمسيد. ويقوم المعالج المهني بتقديم إرشادات حول كيفية ووقت تنفيذ هذه التقنيات في المنزل.
لكن يجب الانتباه إلى أنه لا يجب عدم تدليك الجلد المصاب بالعدوى أو الهش أو الذي لم يلتئم تماماً.
العلاج بالضغط أحد الخيارات ولكن له جوانب سلبية
تُستخدم هذه الطريقة في علاج ندوب الحروق منذ عقود طويلة، وهي عادةً الخيارُ الأول لعلاج الندوب الضخامية البارزة في مراكز الحروق.
يستخدِم العلاج الملابس الضاغطة المرنة، التي يتم ارتداؤها للضغط على مناطق الندوب. إذا كانت ندوب الحروق على وجهك فسيتم الضغط باستخدام أقنعة الوجه الشفافة.
يجب استخدام العلاج بالضغط لمدة 6 إلى 12 شهراً حتى يكون فعالاً، ويُنصح بارتداء الملابس لمدة 23 ساعة يومياً، كما يشير موقع Nature.
في حين أنها طريقة فعالة للغاية في علاج (وحتى منع) ندوب الحروق الضخامية، إلا أن هناك مشكلتين مرتبطتين بالعلاج بالضغط:
- قد يكون ارتداء الملابس الضاغطة أمراً مزعجاً للغاية، ويمكن أن يتسبب في ظهور تقرحات، خاصة إذا كنت تعيش في مناخ حار ورطب.
- يمكن أن تسبب الملابس سخونة زائدة وحكة والجروح.
يجب أن يتم تنفيذ العلاج بالضغط من قبل مختص أثناء وجودك في المستشفى، وستستمر في ذلك في المنزل حسب التوجيهات.
من المهم ملاحظة أنه رغم انتشاره في المستشفيات والعيادات، فإنه لا يوجد الكثير من المؤلفات الطبية التي تدعم فاعلية العلاج بالضغط.
حقن الستيرويد تساعد على تقليل الألم وتقليص الحروق
تستخدم حقن الستيرويد بشكل أساسي لعلاج آثار الحروق المرتفعة والناعمة والسميكة والمستديرة، التي تتسع لمساحة أكبر من الحرق الأساسي، كما يشير موقع Cleveland Clinic.
يتم حقن الستيرويدات في الندوب لتليينها وتقليصها، كما يمكن أن تساعد أيضاً في تقليل الألم والحكة المرتبطين بشكل عام بندوب الحروق.
إذا تلقيت هذا النوع من العلاج فقد تواجه آثاراً جانبية، مثل تلوّن الجلد وترقّقه. أما ردود الفعل التحسسية لحقن الستيرويد فهي غير شائعة جداً.
يتم إجراء حقن الستيرويد في المستشفى أو العيادة، ويجب ألا تحاول القيام بها بنفسك في المنزل.
العلاج بالليزر آمن وفعال
تُستخدم العلاجات بالليزر لتخفيف الألم الناتج عن ندوب الحروق، بالإضافة إلى تنعيمها وتقليل احمرارها.
هناك أنواع مختلفة من العلاجات بالليزر، تُستخدم لعلاج ندوب الحروق. أهمها الليزر المصبوغ بالنبض، والليزر الجزئي، وليزر ثاني أكسيد الكربون، والليزر Q-switched.
قبل وبعد العلاج بالليزر يجب أن تكون حريصاً على الحماية من أشعة الشمس. ويعد اتباع تعليمات ما بعد الليزر للجراح أو طبيب الأمراض الجلدية في العناية بالموقع أمراً ضرورياً أيضاً.
عند العلاج بالليزر قد تحتاج إلى أكثر من علاج واحد، وقد يستغرق الأمر أيضاً عدة أسابيع قبل أن تبدأ في رؤية النتائج.
تشمل الآثار الجانبية النادرة للعلاج بالليزر الاحمرار والتورم وفرط التصبغ (تلوّن الجلد الداكن) والحكة، وتشكيل ندوب جديدة، لكن يوجد إجماع مستمد من العديد من الدراسات والتجارب السريرية، على أن استخدام العلاج بالليزر لعلاج ندوب الحروق آمن بما يكفي، بحيث تفوق الفوائد المخاطر المحتملة.
العلاجات الجراحية قد تكون الحل الأخير في الحالات الصعبة
يمكن أن تكون الجراحة خياراً لعلاج الندوب، عندما تتضرر مناطق كبيرة من الجلد بشدة، ما يتسبب في تكوين تقلصات مع جلد مشدود وحركة محدودة.
تتم معظم العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها على ندوب الحروق لتحسين نطاق الحركة، وقد يتطلب ذلك أحياناً إزالة النسيج الندبي الذي تكوّن تحت الجلد.