لا شكَّ أنَّ الحساسية ليست أمراً ممتعاً على الإطلاق؛ إذ تُشعرك بعدم الارتياح والألم، وكثيراً ما ستعيقك عن الاستمتاع بأبسط متع الحياة، مثل تناول الشوكولاتة.
ولكن لحسن حظنا أنّنا أحرزنا بعض التقدم في مجال العثور على حلولٍ للعديد من حالات الحساسية، فإذا كنت مصاباً بالحساسية تجاه نوعٍ معين من الطعام مثلاً، فستتعلم التكيف من دونه أو البحث عن بديلٍ له مهما كان تفويت بعض الأطباق الشهية مزعجاً، ولكن ما الذي سيحدث إذا كنت مصاباً بالحساسية تجاه شيءٍ لا يُمكنك تجنبه، مثل الشمس؟
ما هي حساسية الشمس وهل يمكن أن نصاب بها؟
نعم، من الممكن أن تكون مصاباً بحساسية الشمس في الواقع، ويطلق عليها اسم "الشرى الشمسي".
ولكن قبل أن يُصيبك الذعر من احتمالية عدم الخروج في نزهات أو زيارة حمام السباحة مرةً أخرى؛ يجب أن تعرف أن هذا النوع من الحساسية يُعتبر غير شائع إلى حدٍ كبير.
لذا من الأفضل دائماً أن نفهم ما تعنيه حساسية الشمس تحديداً حتى نتجهّز لها، فواصل القراءة لمعرفة المزيد من المعلومات عن هذه الحساسية النادرة، وكيف تعرف ما إذا كنت مصاباً بها، وكيفية علاجها.
حساسية الشمس هي عبارة عن مجموعة من بقع الطفح الجلدي المثيرة للحكة، التي تظهر كرد فعل من جهازك المناعي عند التعرض للشمس.
ووفقاً لمجلة Allure الأمريكية يحدث هذا نتيجةً لتعامل الجهاز المناعي مع الجلد المتأثر بالشمس على أنه من الخلايا الغريبة؛ ما يؤدي بعدها لردود فعلٍ جسدية بحسب الدكتورة ديندي إنغلمان، خبيرة الجلدية والتجميل الحاصلة على شهادة البورد وجرّاحة موس في عيادة Shafer Clinic بمدينة نيويورك.
أنواع حساسية الشمس
- هناك العديد من أنواع حساسية الشمس المختلفة منها:
- الطفح الجلدي الضوئي.
- الشرى الشمسي.
- والحكاك السفعي.
ويمكن أن يصاب أي شخصٍ بحساسية الشمس؛ إذ إن الحالة قد تكون وراثية، أو قد يؤدي دواء معين لإثارة رد الفعل التحسسي، أو ربما نتيجةً لحالات طبية قائمة، أو غيرها من الحالات الجلدية.
كما أن حساسية الشمس تُصيب النساء بشكلٍ أكبر من الرجال عادةً، وتبدأ في التطور خلال فترة المراهقة والعشرينات.
فيما أن أصحاب البشرة ذات الألوان الأفتح يكونون أكثر حساسية تجاه الشمس عادةً، وأكثر عرضةً للإصابة بحساسية الشمس، لكنها قد تؤثر على أصحاب البشرة الداكنة أيضاً.
كيف تعرف أنك مصاب بحساسية الشمس؟
وفقاً لموقع Health Line الطبي الأمريكي؛ فإن هناك عدة طرق يمكنها مساعدتك في معرفة ما إذا كنت مصاباً بحساسية الشمس، مثل:
- إصابة الجلد بالاحمرار.
- الحكة.
- الألم بعد التعرض للشمس يعتبر علامةً عامة على احتمالية إصابتك بالحساسية.
- ضغط دم منخفض.
- صداع الرأس.
- غثيان.
- صعوبة في التنفس.
من المرجح أن يؤثر الطفح الجلدي على مناطق بشرتك التي لا تتعرض عادةً لأشعة الشمس. قد لا تعاني من الطفح الجلدي على يديك أو وجهك، والتي كثيراً ما تتعرض لأشعة الشمس، أما إذا كنت حساساً جداً للشمس، فقد ينتشر الشرى أيضاً على مناطق من جلدك مغطاة بملابس رقيقة.
علاج حساسيّة الشمس
إنّ حماية جلدك من الشمس وأنت في الخارج يعد من أفضل وأوضح طرق الوقاية من حساسية الشمس، وتشمل هذه الاستراتيجية ما يلي:
- البحث عن المناطق الظليلة قدر الإمكان.
- ارتداء ملابس واقية من الشمس.
- وضع الكريم الواقي من الشمس.
- تجنب الخروج في الهواء الطلق أثناء ساعات ذروة أشعة الشمس، التي تبدأ من الـ10 صباحاً وحتى الـ4 عصراً تقريباً.
أما عند الحديث عن علاج الحساسية التي ظهر رد فعلها؛ فإن العلاجات ستختلف بناءً على شدة حساسية الشمس.
فإذا كان رد فعلك التحسسي خفيفاً؛ فيمكنك ببساطة أن تتجنب الشمس لبضعة أيام، وسيختفي رد الفعل تدريجياً.
أما ردود الفعل الشديدة فيمكن أن تفيد معها الكريمات التي تحتوي على الكورتيكوستيرويد وتُباع دون وصفةٍ طبية، أو ربما تحتاج لوصفة طبية بدواء موضعي أو دواء يُؤخذ عن طريق الفم لتهدئة الالتهابات والاحمرار والحكة.
كما أن تناول مضادات الهستامين قد تساعد في حالة الإصابة بالشرى نتيجة حساسية الشمس.
وأخيراً.. لا تقلق؛ إذ لن تدفعك حساسية الشمس إلى توديع الأيام التي تقضيها على الشاطئ، ومغامراتك في الهواء الطلق؛ إذ لا يزال بإمكانك الخروج من المنزل بالطبع! لكن عليك التأكد من حصول جلدك على الحماية الكافية قبلها فقط.
ومن الأفضل دائماً الحديث إلى اختصاصي أمراض جلدية حول خطة علاجك أو التغييرات المرتبطة بجلدك. وراجع الطبيب المحترف لمعرفة الأفضل لك، إذا كنت تظن أنك تعاني من حساسية الشمس.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.