إذا جلست منحنياً على مكتب معظم اليوم أو أجهدت جسمك قليلاً في جلسة التمارين، فستشعر بطبيعة الحال بألم ما في موضع ما من عضلات الظهر أو أي مكان آخر، وهو ما يعرف بالعقد العضلية، فتطلب من المقربين تدليك المنطقة.
يُرجح أن يكون الكثير منا قد اختبر آلام العقد العضلية، المعروفة أيضاً بـ"نقاط الزناد الليفي العضلي" أو "نقاط تحفيز اللفافة العضلية"، وهي أماكن تهيجية مؤلمة في العضلات الهيكلية تتشكل عندما تصبح الألياف العضلية مشدودة وحساسة.
النبأ السار أن ثمة طرقاً لتخفيف ألم هذه العضلات المتقلصة المشدودة. قد تساعد بعض تمارين الإطالة والحركة الخفيفة والتدليك على تخفيف الألم. يعد استخدام أدوات التدليك وسيلة مريحة لتشجيع عضلاتك على الاسترخاء دون الحاجة إلى مغادرة المنزل. والأفضل من ذلك، ثمة خطوات بسيطة يمكنك اتباعها لتقليل خطر الإصابة بالعقد العضلية من الأساس.
رغم أنَّ آلام العقد العضلية أمر شائع، فقد يصعب تصفح جميع المعلومات المتعلقة بها، لا سيما أنَّ الفهم العلمي الكامل لهذه الحالة لا يزال يتطور. لذا، نستعرض في هذا التقرير أسباب ظهور هذا التشنّج العضلي إلى جانب نصائح بسيطة لتخفيف حدة الألم ومعرفة كيفية منع حدوثه.
ما هي العقد العضلية وسبب حدوثها؟
توضح أخصائية العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل آبي سميث لموقع live science، أنَّ "العقد العضلية مصطلح شائع يستخدم لوصف نقطة متهيجة بشدة داخل العضلة".
تحدث العقد العضلية، أو نقاط تحفيز اللفافة العضلية، عادة بسبب إما قلة استخدام العضلة أو التحميل الزائد على العضلة، وهذا ما يُحدِث الشد العضلي الذي ينتج عنه الألم.
تؤدي قلة الحركة واتباع نمط حياة خامل إلى زيادة فرص الإصابة بالعقد العضلية. وبينما لا تعتبر جلوسك على مكتب لمدة 8 ساعات مجهوداً شاقاً، لكن هذه الوضعية تضغط في الواقع على عضلات معينة، الأمر الذي بدوره يزيد الضغط على هذه العضلات ويرهقها.
ومع ذلك، حتى إذا كنت تتحرك على مدار اليوم وتمارس الرياضة بانتظام، فلا تزال فرصة إصابتك بالعقد العضلية ممكنة.
ووفقاً للمجلس الأمريكي للتمارين الرياضية، فإنَّ الإفراط في ممارسة الرياضة أو التدريب على نفس العضلات أياماً متتالية قد يجعل العضلات مجهدة ومشدودة.
لذا، ينبغي تحقيق التوازن بين الحركة وممارسة الرياضة بانتظام مع ضمان توفير وقت كافٍ للتعافي.
توضح شيري مكاليستر، دكتورة المعالجة اليدوية لتقويم العمود الفقري: "قد تتشكّل العقد العضلية أيضاً بسبب الإجهاد أو الوضعيات الخاطئة للجسم أو قلة النوم".
بغض النظر عن مستوى نشاطك، من المفيد لك معرفة ماهية العقد العضلية وفهم كيفية علاجها والوقاية من حدوثها.
كيف تستطيع علاج العقد العضلية؟
قد تكون هذه الإصابة مؤلمة، لكن سيسعدك معرفة أنك تستطيع تخفيف الألم بخطوات بسيطة.
إذا كان السبب هو الخمول وقلة الحركة، فينبغي إعطاء الأولوية للحركة المنتظمة على مدار اليوم، سواء كان ذلك من خلال ممارسة بعض تمارين الإطالة من داخل مكتبك أو الخروج لتمشية سريعة وقت استراحة الغداء. إذا أدركت أنَّك أفرطت في ممارسة التمارين داخل صالة الألعاب الرياضية، فدع جسمك يرتَح ويتعافَ.
تشير دراسة نُشرت في دورية "International Scholarly Research Notices" إلى أنَّ التدليك يساعد في تخفيف الإجهاد والتشنجات العضلية. قد تستخدم التدليك اليدوي أو تقرر تدليل نفسك بحجز موعد لدى أحد مراكز التدليك المتخصصة.
تشمل الاستراتيجيات البسيطة الأخرى لتخفيف الألم شرب الكثير من الماء وعمل كمادات باردة أو ساخنة على المنطقة المصابة. ينبغي استشارة طبيب متخصص في حال استمر الألم.
هل تستطيع الحد من خطر الإصابة بالعقد العضلية؟
على الرغم من صعوبة حماية نفسك تماماً من هذا النوع من الإصابات، ثمة خطوات بسيطة تحد من خطر حدوثها، ولعل أفضل طريقة للوقاية من ألم العقد العضلية وعلاجه هي الحركة.
اعتمد تغييرات بسيطة في وضعية جسمك مثل النهوض والتحرك كل 20 دقيقة على مدار اليوم؛ وتعد بعض التمارين الرياضية البسيطة وسيلة رائعة أيضاً لإرخاء عضلاتك.
أما إذا كنت رياضياً شغوفاً بالفعل وتريد تجنّب ظهور ألم العقد العضلية، فإنَّ إجراء تعديلات بسيطة على روتين التمرين الخاص بك سيفيد كثيراً. أعد ترتيب جدولك الزمني حتى لا تستهدف نفس مجموعات العضلات على مدار أيام متتالية. لا تنسَ إعطاء الأولوية لوقت الراحة والتعافي أيضاً- حيث إنَّ الإفراط في التدريب قد يؤدي إلى نتائج عكسية لأنه يزيد من خطر الإصابة التي قد تعيقك تماماً عن متابعة أنشطتك اليومية.
ينبغي أيضاً الانتباه إلى وضعية جسدك أثناء الجلوس والنوم لتجنب شد أنسجة العضلات، فقضاء فترات طويلة بممارسة أمر هادئ وساكن مثل تصفح هاتفك النقّال، على سبيل المثال، مع إسقاط رأسك للأمام وإجهاد فقرات أعلى ظهرك ورقبتك يؤدي إلى إجهاد هذه العضلات جراء الإفراط في استخدامها.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.