تنتشر العديد من المفاهيم الخاطئة عن النوم، ويمكن أن نلقي اللوم على الأبحاث القديمة والأكاذيب التي أخبرنا بها آباؤنا في طفولتنا لإقناعنا بالخلود إلى النوم، لكن الكثير من تلك الأساطير المرتبطة بالنوم ليست صحيحةً بكل بساطة.
نستعرض في ما يلي 5 أساطير مرتبطة بالنوم يرددها المصابون باضطرابات النوم، إلى جانب الأسباب التي تجعل دحضها أمراً ضرورياً.
أساطير عن النوم يدحضها الخبراء
1- "من الأفضل أن تنام بمجرد وضع رأسك على الوسادة"
ربما تحمل هذه الأسطورة شيئاً من الصحة لأن الأشخاص الذين يُعانون من ضغط نومٍ قوي عادةً ما ينامون بسرعة ويستغرقون في النوم طوال الليل (حيث يرتفع ضغطهم أثناء الاستيقاظ وينخفض أثناء النوم). لكن الاستغراق في النوم بمجرد وضع رأسك على الوسادة قد يكون علامةً على أنك لا تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم.
وتنصح دكتورة علم النفس السريري وخبيرة النوم في Sleep Cycle -لي أسلوند من أن تكون سرعة النوم الناجمة عن الإرهاق نتاج ممارسة الأنشطة اليومية وليس قلة النوم.
2- "توقيت النوم ليس مهماً، بل الأهم مدته"
يشيع اعتقاد بأن الحصول على 8 ساعات من النوم كافٍ، حتى لو كانت على مدار أوقات مختلفة من اليوم.
وربما يكون الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم مهماً، ولكن عليك أن تنتبه أكثر لمسألة انتظام النوم وتوقيته.
إذ يُؤثر ذلك على نظمك اليومي، ولهذا من المهم للغاية أن تضبط توقيت نومك، حسب ما قالت الطبيبة النفسية المتخصصة في طب النوم نيشي بوبال.
3- "يحتاج جميع الناس إلى 8 ساعات كل ليلة"
يختلف "القسط الكافي" من شخصٍ لآخر، وأكبر أسطورةٍ هي 8 ساعات من النوم.
يقول دكتور علم النفس السريري وأخصائي النوم مايكل بريوس: "هذه الجملة هي أبعد ما يكون عن الصحة! إذ لا يحتاج الجميع بالضرورة لثماني ساعات من النوم. ولو نظرنا للحقائق سنجد أنّ دورة النوم تستغرق 90 دقيقة في المتوسط. ويحظى الإنسان في المتوسط بخمس دورات في الليلة، أي 450 دقيقة إجمالاً، بما يعادل 7.5 ساعة.
وأضاف أن احتياجات النوم لكل شخص تختلفٍ بمرور الوقت، وقد تتغير من فصل لآخر، أو من عامٍ لآخر. وربما تتغير على مدار الشهر بالنسبة للنساء.
4- "يُمكن للقيلولة أن تُعوّض عن قلة النوم في المساء"
هذه الجملة ليست صحيحةً بالضرورة. فإذا كنت بحاجةٍ دائمة للقيلولة على أساسٍ منتظم، فهذا دليل على عدم حصولك على ما يكفي من النوم- أو النوم مرتفع الجودة- في المساء.
إذ يجب أن تركز على النوم مرتفع الجودة، وأن تنام لفترةٍ كافية بالنسبة لجسدك، وبناءً على جدولٍ منتظم. وبعدها يمكنك الاعتماد على القيلولة كعاملٍ مساعد- وليس كبديلٍ للنوم.
5- "سأعوض ما فاتني في عطلة نهاية الأسبوع"
تعويض ساعات النوم التي فاتتك هو أمرٌ شبه مستحيل، لأن الطاقة تنتج عن اتساق جدول النوم. وإذا تمكنت من الحفاظ على الاتساق بين وقت استيقاظك وبين نمطك الزمني يومياً، فسوف تتمتع بطاقةٍ أكبر بكثير وستحتاج لساعات نومٍ أقل!
6- "ينام جيداً من لا يتحرك في الليل"
يمكن أن تحدث حركات طفيفة للجسم أثناء النوم الطبيعي والصحي. وتعتبر الحركات أثناء النوم بشكل عام مصدر قلق فقط إذا كانت واحدة أو أكثر مما يلي:
- مطولة أو مزمنة.
- غير طبيعية (مثل السير أثناء النوم).
- عدوانية أو عنيفة.
- مزعجة لشريك السرير.
- تتسبب في الاستيقاظ ليلاً.
7- "يتوقف الدماغ عن العمل أثناء النوم"
يظل المخ نشطاً أثناء النوم، رغم تغير أنماط نشاطه أثناء مراحل النوم المختلفة، وفي نوم حركة العين السريعة (REM)، يرتفع نشاط الدماغ إلى مستوى يتشابه معه عندما تكون مستيقظاً.
ويُعتقد أن التحولات في نشاط الدماغ أثناء النوم هي جزء من سبب أهمية النوم للتفكير الفعال والذاكرة والمعالجة العاطفية.
8- "المزيد من النوم أفضل دائماً"
بينما تركز معظم المخاوف بشأن مدة النوم القصيرة، هناك أيضاً مشاكل ناشئة عن النوم لفترات طويلة.
قد يحتاج الأشخاص في ظروف معينة، مثل التعافي من المرض إلى مزيد من النوم، ولكن النوم المفرط بشكل عام يمكن أن يكون أحد أعراض مشكلة صحية أساسية.
بالإضافة إلى ذلك، نشر موقع Sleep Foundation ما توصلت إليه بعض الدراسات بشأن معدلات أعلى للوفيات لدى الأشخاص الذين ينامون كثيراً، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه العلاقة بشكل أفضل.