تُعرف "متلازمة تسرب الأمعاء" بأن لها أعراضاً تشمل الانتفاخ، والغازات، والتشنجات، والحساسية تجاه الطعام، والأوجاع، والآلام، لكنها في الوقت ذاته ما تزال حالةً يكتنفها بعض الغموض الطبي.
ما هي متلازمة تسرب الأمعاء؟
يقول طبيب الجهاز الهضمي دونالد كيربي، مدير مركز التغذية البشرية في عيادة Cleveland Clinic، إن هذا المرض هو منطقة رمادية في وجهة نظر الطب، إذ لا يعرف الأطباء ما يكفي عن القناة الهضمية، وهي أكبر عضو في جهاز المناعة لدينا.
في حين قالت ليندا لي، طبيبة أمراض الجهاز الهضمي ومديرة مركز جونز هوبكنز للطب التكاملي والجهاز الهضمي، لموقع Webmd الأمريكي: "لا نعرف الكثير عن الحالة، ولكننا نعلم أنها موجودة، وفي غياب الأدلة، لا نعرف ماذا تعني أو ما هي العلاجات التي يمكن أن تتعامل معها بشكل مباشر".
ولا شك في أن زيادة نفاذية الأمعاء أو فرط نفاذية الأمعاء من الأسباب المحتملة لتسرب الأمعاء، ويمكن أن يحدث ذلك حين تتوقف الوصلات الضيقة، التي تتحكم في ما يمر عبر بطانة الأمعاء الدقيقة، عن العمل بشكلٍ صحيح، وقد يؤدي ذلك إلى تسرب المواد لمجرى الدم.
ويعاني الأشخاص المصابون بالداء البطني وداء كرون من هذه المشكلة.
وعلى حد قول ليندا: "يمكن للجزيئات أن تعبر في بعض الحالات، مثلما يحدث في حالة داء كرون، لكننا لا نعرف جميع الأسباب، ولم يتضح بعدُ ما إذا كان فرط النفاذية عاملاً مساهماً أم مجرد نتيجة".
كما لا يُعرف سوى القليل عن الأسباب الأخرى لتسرب الأمعاء والتي لا ترتبط بأنواع معينة من الأدوية، أو العلاج الإشعاعي، أو حساسية الطعام.
لغز غير محلول
ليست أعراض تسرب الأمعاء فريدة من نوعها، فهي تتشابه مع أعراض مشاكل أخرى أيضاً. وغالباً ما تفشل الاختبارات في الكشف عن سبب محدد للمشكلة، بل يمكن ترك الأشخاص دون تشخيص، وبالتالي، دون علاج، لذلك من المهم جداً العثور على طبيب يأخذ وقتاً معك ويأخذ مخاوفك على محمل الجد.
متلازمة تسرب الأمعاء وطريقة حدوثها
في حين يقول موقع Medical News Today إن متلازمة تسرب الأمعاء حالة هضمية تؤثر على بطانة الأمعاء، تسمح الفجوات الموجودة في جدران الأمعاء للبكتيريا والسموم الأخرى بالمرور إلى مجرى الدم.
فالجهاز الهضمي عبارة عن أنبوب من الأعضاء المتصلة التي تمتد من الفم إلى فتحة الشرج، وتشمل أعضاء الجهاز الهضمي ما يلي:
- المريء
- المعدة
- الأمعاء الدقيقة والغليظة
تقوم الإنزيمات الهاضمة في المعدة والأمعاء الدقيقة بتفكيك العناصر الغذائية في الطعام والشراب إلى جزيئات أصغر يستخدمها الجسم للطاقة والنمو والإصلاح.
تلعب الأمعاء أيضاً دوراً أساسياً في حماية الجسم من البكتيريا والسموم الضارة.
تسمح الفتحات الضيقة في جدران الأمعاء للماء والمواد الغذائية بالمرور إلى مجرى الدم مع الاحتفاظ بالمواد الضارة بالداخل، وفي حالة الإصابة بتسرب الأمعاء تصبح هذه الفتحات أوسع، مما يسمح لجزيئات الطعام والبكتيريا والسموم بالدخول مباشرة إلى مجرى الدم.
أعراض تسرب الأمعاء
تشترك متلازمة تسرب الأمعاء بكثير من أعراضها مع الحالات الصحية الأخرى، وهو ما يمكن أن يجعل من الصعب على الأطباء التعرف على الحالة.
قد يسبب تسرب الأمعاء أو يساهم في ظهور الأعراض التالية:
- الإسهال المزمن أو الإمساك أو الانتفاخ
- نقص غذائي
- إعياء
- الصداع
- الالتباس
- صعوبة في التركيز
- مشاكل الجلد، مثل حَب الشباب أو الطفح الجلدي أو الإكزيما
- ألم المفاصل
- التهاب واسع الانتشار
علاج تسرب الأمعاء
نظراً إلى أن العديد من الأطباء لا يعتبرون متلازمة تسرب الأمعاء حالة طبية، فلا يوجد علاج لها، ومع ذلك، قد تساعد بعض التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة الأشخاص على تحسين صحة أمعائهم، وهذا بدوره قد يخفف من أعراض تسرب الأمعاء مثل:
- تناول مزيد من البروبيوتيك لتعزيز بكتيريا الأمعاء المفيدة مثل الخضراوات والحبوب الكاملة.
- تناول كميات أقل من اللحوم والألبان والبيض.
- تجنب السكر المضاف والمُحليات الصناعية.
كما يمكن أن تؤدي التغييرات التالية في نمط الحياة إلى تحسين عملية الهضم ودعم الأمعاء الصحية:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة.
- تقليل التوتر.
- تجنب الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية.
- الإقلاع عن التدخين.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.