الماء عُنصر حيوي ومهم في الحفاظ على صحة جسم الإنسان، لذلك فإن إبقاء الجسم رطباً ومنتعشاً بالقدر الكافي من المياه اليومية أمر ضروري، ويجب أن يكون أولوية قصوى لأي شخص يتطلع إلى الحفاظ على نمط حياة صحي.
ومع ذلك، من الممكن في الوقت نفسه أن تبدأ في استهلاك المياه أكثر من اللازم دون أن تدري، وبالاستهلاك الزائد للمياه قد تُعرض جسمك وصحتك لتبعات لا تُحمد عُقباها.
أضرار شرب الكثير من المياه
وبحسب موقع Healthline للصحة والطب، شُرب الكثير من الماء يمكن أن يسبب آثاراً جانبية تبدأ من التهيج البسيط والاضطرابات المحدودة وصولاً إلى الأضرار المهددة للحياة، إذ يمكن أن يؤدي شرب الماء بكثرة إلى اختلال توازن الشوارد في الجسم.
ومعادن أساسية مثل البوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم في الجسم تساعد في تنظيم كل شيء يتعلق بكفاءة الأعضاء الداخلية، بداية من وظائف كليتيك وصولاً إلى وظائف القلب.
لذلك إذا كنت تستهلك الكثير من الماء فقد لا يكون هناك ما يكفي من هذه الشوارد في جسمك للحفاظ على مستوى وكفاءة العمل بالشكل الصحيح.
فيما يلي بعض العلامات التي تشير إلى أن كمية المياه التي تتناولها قد تكون مرتفعة للغاية ومؤذية للجسم.
في الوقت نفسه، ضع في اعتبارك أنه بينما بعض تلك الأعراض التي سنستعرضها تباعاً يمكن أن تُعزى إلى الإفراط في الماء، إلا أنها قد تكون أيضاً نتيجة لحالات أو مشاكل طبية أخرى.
لذلك في حال راودك الشك حول الأسباب وراء أعراضك الصحية، قم باستشارة طبيبك المتخصص للحصول على رأي طبي دقيق.
مخاطر شرب الماء بكثرة عندما لا تشعر بالعطش
يعتقد بعض الخبراء أن الكثير من الناس يلبون احتياجاتهم اليومية من المياه عن طريق انتظار أن يدفعهم العطش إلى شُرب المياه.
لذلك إذا كنت تشرب الماء بكثرة حتى عندما لا تكون عطشاناً فقد تشرب أكثر مما يحتاجه جسمك إذا لم تتوخَ الحذر.
صحيح أن الانتظار إلى حين الشعور بالعطش هو أمر سلبي على الصحة، لأنه يعني علامة حمراء أن الجسم بحاجة لتدخل سريع، لكن قد يكون العطش الطبيعي بدرجات معتدلة هو الدليل الأمثل لإنبائك أنك بحاجة لتناول المياه حتى الشعور بالارتواء التام.
ماذا يحدث عند شرب الماء بكثرة فوق حاجة الجسم؟
عندما تشرب الكثير من الماء، قد تعاني من تسمم الماء، أو التسمم العام، أو اضطراب وظائف المخ.
وبحسب موقع WebMD للصحة والطب، يحدث هذا عندما يكون هناك الكثير من الماء في خلاياك، بما في ذلك خلايا الدماغ، ما يؤدي إلى تضخمها وإتلاف كفاءتها الطبيعية.
وعندما تنتفخ الخلايا في الدماغ فإنها تسبب ضغطاً، وقد تبدأ في تجربة أعراض جانبية مثل:
- الارتباك.
- النعاس.
- الصداع.
- التشوش.
- الغثيان.
- صعوبة التنفُّس.
- ألم العضلات.
وبالتالي إذا زاد هذا الضغط عن المعدل المتوسط فقد يتسبب في حالات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم أو انخفاض معدل ضربات القلب.
كذلك قد يؤدي شرب الماء بكثرة لحدوث حالة تسمى نقص صوديوم الدم، الذي يساعد في الحفاظ على توازن السوائل داخل وخارج الخلايا.
وعندما تنخفض مستوياته بسبب وجود كمية كبيرة من الماء في الجسم، تدخل السوائل داخل الخلايا. ثم تنتفخ الخلايا، ما يعرضك لخطر الإصابة بنوبات صرع أو الدخول في غيبوبة أو حتى الموت.
علامات تخبرك أنك تشرب الماء بكثرة فوق حاجة جسمك
علاوة على قيامك بشرب المياه بكثرة في الأوقات التي لا تشعر فيها بالعطش الواضح، هناك علامات تُنذرك بأنك قد تكون تستهلك أكثر من حاجتك من المياه، أوضحها موقع Medical News Today الطبي كالتالي:
1- لون البول: من أفضل الطرق لتحديد ما إذا كنت تشرب كمية كافية من الماء مراقبة لون البول، عادة ما يتراوح لونه من الأصفر الباهت إلى لون الشاي، بسبب مزيج من صبغة urochrome ومستوى الماء في جسمك.
إذا كان البول صافياً في كثير من الأحيان ولونه يميل إلى لون المياه النقي فهذه علامة أكيدة على أنك تشرب الكثير من الماء في فترة قصيرة فوق احتياج جسمك.
2- إذا كنت تقوم برحلات أكثر من اللازم للحمام فهي علامة أخرى على أنك تبالغ في استهلاك المياه عن حاجتك اليومية. في المتوسط يجب أن تتبول من 6 إلى 8 مرات في اليوم.
إلا أن القيام بالتبول يومياً بما يصل إلى 10 مرات هو أمر طبيعي لذوي الإنجازات العالية في شرب الماء، مثل لاعبي الرياضات البدنية المرهقة، أو الأشخاص الذين يشربون الكافيين أو الكحول بانتظام.
3- المعاناة من الغثيان أو القيء تبدو مثل أعراض الجفاف. وذلك لأنك عندما تشرب الماء بكثرة لا تستطيع الكلى إزالة السوائل الفائضة التي تبدأ في التجمع في الجسم، ما يؤدي إلى الغثيان والقيء والإسهال.
4- الصداع والخفقان طوال اليوم أيضاً من أعراض شرب الماء بكثرة.
إذ يمكن أن يشير الصداع إلى أزمة انخفاض مستويات الملح في الجسم، يسبب هذا الضغط صداعاً حاداً وصعوبة التنفس.
4- تورُّم اليدين والقدمين والشفتين. عندما تكون مصاباً بفرط السوائل في الجسم ستلاحظ بعض التورم أو تغير لون القدمين واليدين والشفتين.
5- ضعف العضلات التي تتشنج بسهولة، عندما تنخفض مستويات الإلكتروليت بسبب شرب الكثير من الماء ينخفض توازن جسمك، يمكن أن يؤدي ذلك في النهاية إلى تقلصات وتشنجات عضلية.
6- التعب الشديد والإعياء نتيجة شرب الكثير من الماء يجعل الكلى تعمل بجد لإزالة الكمية الزائدة، يؤدي هذا إلى تفاعل هرموني يجعلك تشعر بالتوتر والتعب، إذا لم تتمكن من النهوض من الفراش بعد شرب الكثير من الماء فذلك لأن كليتيك تعملان بكد وتعانيان من الإرهاق.
ما نسبة المياه المناسبة للجسم يومياً؟
لتجنُّب شرب الماء بكثرة لدرجة تؤذي الصحة والجسم، يجب مراعاة استهلاك الكمية الموصى بها من المياه يومياً، وفي فترات زمنية محددة.
وفقاً للأرقام التي توصلت لها دراسة علمية منشورة بمجلة APEM للصحة عام 2013، يمكن للكلى التخلص من 20 إلى 28 لتراً من الماء على مدار اليوم، لكنها لا يمكنها إزالة أكثر من 0.8 إلى 1.0 لتر في الساعة الواحدة.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، لا توجد إرشادات رسمية حول كمية المياه التي يحتاج الشخص لشربها كل يوم.
إذ يختلف المقدار الصحيح اعتماداً على عوامل مثل وزن الجسم، ومستوى النشاط البدني، والمناخ، وما إذا كنّ نساء مرضعات.
في عام 2004، أوصت الأكاديمية الأمريكية الوطنية للطب، نقلاً عن موقع Insider بأن تستهلك النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و 30 عاماً حوالي 2.7 لتر يومياً، والرجال من نفس العمر حوالي 3.7 لتر يومياً كمعدل متوسط.
كذلك تجدر الإشارة إلى أن الاعتماد على العطش قد لا يصلح للجميع. قد يحتاج الرياضيون وكبار السن والنساء الحوامل، على سبيل المثال، إلى شرب المزيد من الماء كل يوم.
ولتقدير الكمية المناسبة يمكن أن يساعدك النظر في السعرات الحرارية. إذا كان الشخص يحتاج إلى 2000 سعر حراري يومياً فيجب أن يستهلك أيضاً 2000 ملليلتر من الماء يومياً.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.