يخيف النوم والأضواء منارة "الوحوش المرعبة" في المساء، لكنه مرتبط للأسف بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، حسب ما توصلت إليه دراسة حديثة.
ويعد الضوء علامة هامة لمزامنة الساعة الداخلية للجسم مع الدورة الخارجية لليل والنهار، إذ تتحكم هذه الساعة الداخلية في مجموعة عمليات بيولوجية، بدايةً من درجة الحرارة ووصولاً إلى إفراز الهرمونات.
وبينما كان من المفترض أن يستمتع الجسم بوهج ونور القمر لأيام معدودة في الشهر، فإن المنازل الآن مضاءة على مدار 24 ساعة في اليوم. حسناً، هناك عواقب لكل تلك الإضاءة.
كشفت عدة دراسات أن إبقاء الأضواء مشتعلة في الليل قد يسبب بعض المشكلات. ومن بين هذه المشكلات، أشارت دراسة إلى ارتباط الأضواء أثناء النوم بالسمنة عند النساء، ومرض السكري من النوع 2 بين كبار السن.
في حين أشارت دراسة حديثة أجراها باحثون في هولندا إلى أن الإضاءة النهارية الساطعة والإضاءة المنخفضة في الليل قد تساعد الأشخاص المصابين بمرحلة ما قبل السكري في السيطرة على مستويات السكر في الدم.
ويقول باحثون في الولايات المتحدة إنهم اكتشفوا تأثير هذا الضوء الضار على تنظيم الغلوكوز ووظائف القلب والأوعية الدموية مقارنةً بأولئك الذين ينامون في الظلام، وهو أمر يقترحون أنه يرجع إلى بقاء الجسم أكثر يقظة.
النوم تحت الإضاءة
وأوضحت المؤلفة المشاركة في الدراسة من كلية فينبرغ الطبية بجامعة نورث وسترن الدكتورة فيليس زي: "وجدنا أن الضوء- حتى ولو كمية بسيطة- يزيد من تنشيط الجهاز العصبي الذاتي، والذي نفترض أنه يزيد من معدل ضربات القلب ويقلل من حساسية الأنسولين"، حسب صحيفة The Guardian.
وكتبت فيليس وزملاؤها في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences العلمية عن الكيفية التي درسوا بها تحمل الغلوكوز ومعدل ضربات القلب لـ20 شخصاً على مدار ليلتين.
إذ قضى 10 منهم ليلتين في النوم بضوء خافت، بينما قضى البقية ليلةً واحدة في غرفة ذات إضاءة خافتة والليلة التالية في غرفة ذات إضاءة علوية تبلغ شدتها حوالي 100 شمعة، وهو ما يعادل يوماً ملبداً بالغيوم تقريباً.
وتشير النتائج إلى أن مستويات الميلاتونين- الهرمون الذي يفرزه الجسم لتعزيز النوم- كانت متشابهة لدى كلتا المجموعتين، لكن المجموعة التي قضت ليلةً تحت الأضواء كانت تتمتع بمقاومة أعلى للأنسولين في الصباح، ومعدل ضربات قلب أعلى، وتغاير منخفض لمعدل نبض القلب.
وأوضحت فيليس: "لا يمكننا تحديد ما إذا كانت هذه النتائج مهمة من الناحية السريرية، نظراً لأننا درسنا ليلةً واحدة فقط وفي مجموعة تتمتع بصحة جيدة. لكن التغيير في الأنسولين يعتبر تغييراً فسيولوجياً مهماً قد يُترجم إلى خطر الإصابة بالأمراض".
بينما قال البروفيسور جوناثان سيديرنايس من جامعة أوبسالا في السويد، والذي لم يشارك في الدراسة، إنه ليس من المستغرب أن يكون للضوء أثناء النوم مثل هذه التأثيرات. لكنه حذر من أن الدراسة الجديدة صغيرة وتحتاج لتأكيد في مجموعات أخرى وظروف أخرى.
وأوضح: "الضوء هو أقوى إشارة لساعتنا البيولوجية المنظمة التي تتحكم في إيقاعات وظائف الأعضاء والسلوك، بما في ذلك التمثيل الغذائي"، مضيفاً أن الفريق الذي يقف وراء الدراسة الجديدة قد أظهر سابقاً أن الضوء الأزرق قد يكون له تأثير معين على عملية التمثيل الغذائي لدينا.
وأضاف سيدرنايس أنه يجب على الناس محاولة الحصول على بيئة نوم مظلمة قدر الإمكان، خاصة لأولئك الذين يقومون بأعمال الورديات.
لماذا ينام بعض البالغين مع إضاءة؟
هناك فرق بين الغفوة على الكنبة بكل الإضاءة وبين النوم ليلاً مع إضاءة الأنوار، والأسباب قد تكون:
- مشاهدة فيلم مرعب.
- بحثاً عن الراحة النفسية لمن يخاف من الظلام.
- الحاجة إلى إنارة من أجل الوصول إلى الحمام ليلاً.
- يفضل الشريك إنارة الضوء ليلاً.
- أو لمجرد نسيانه مناراً بعد يوم متعب وطويل.
قلة ساعات النوم وزيادة الوزن
ويعد الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات في اليوم أكثر عرضة لأن تكون أجسامهم أكبر. وترتبط زيادة الوزن بانقطاع النفس الانسدادي النومي ومتلازمة النوم غير الكافية، والخدار، حسب موقع The Sleep Doctor.
يعتقد العلماء أن السبب هو أهمية دورة النوم الصحية الضرورية للجسم لاستخدام الطاقة بشكل صحيح وإنتاج مستويات مثالية من الهرمونات التي تؤثر على تنظيم الوزن.
يمكن أن يؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أيضاً إلى تناول المزيد من الطعام خلال اليوم.