قد يكون الحصول على قسط جيد من النوم ليلاً أمراً صعباً رغم بداهته. فغالباً ما نجد صعوبة في التوقف عن تصفح هواتفنا، وبعدما نخلد إلى النوم أخيراً، ينتهي بنا الأمر بالتقلب كثيراً قبل أن نغط في نوم عميق. أضِف إلى ذلك النوم المتقطع الذي عانى منه الكثير منّا، نتيجة وباء كورونا والأخبار المؤلمة القادمة من أوكرانيا.
إضافة إلى ذلك، نلاحظ أكثر فأكثر أننا نستيقظ بألم في الظهر أو تصلب الرقبة والكتفين، وهو أمر مؤلم نظراً لأننا حين كنا أصغر سناً اعتقدنا أنَّ هذا النوع من الأمراض مخصص حصرياً لكبار السن.
من تغيير درجة الحرارة في الغرفة إلى الضوضاء البيضاء مروراً بشاي الأعشاب المهدئ كالينسون، عندما يتعلق الأمر بالوضعية الفعلية التي يجب أن ننام عليها للتمتع بنوم هانئ، فإنها ما زالت لغزاً.
شركة Levitex التجارية للوسائد والمراتب أجرت بعض الأبحاث حول أفضل وضعيات النوم. وعملت مع كبار الأطباء- بما في ذلك المدير الطبي للشركة الدكتور إيلان ليبرمان، استشاري طب الألم والطبيب في مستشفيات جامعة جنوب مانشستر- للوصول لفهم أفضل عن أهمية وضعية استلقائنا في السرير، ووجدوا أنَّ إحدى هذه الوضعيات تتفوق على البقية عندما يتعلق الأمر بنوم أفضل.
وضعية نوم الحالم
ويُعتقَد أنَّ وضعية نوم الحالم هي الوضعية الليلية الأمثل لأنها توفر أفضل دعم للرأس والرقبة والعمود الفقري والوركين؛ مما يسمح للجسم بالاستراحة في محاذاة محايدة بدون تقلبات أو ثنيات خلال الليل، حسب ما نشرت مجلة Glamour.
ويشرح الموقع الإلكتروني لشركة Levitex: "إنَّ وضعية النوم المثالية هي التي تتطلب أقل توتراً وتحقق محاذاة محايدة للعمود الفقري. هذا هو أسهل ما يمكنك فعله أثناء النوم على جانبك، بطريقة شبه جنينية؛ لأنَّ هذا الوضع يضع ضغطاً أقل على عمودك الفقري".
النتيجة نفسها توصل إليها فريق من الباحثين في مستشفيات جامعة جنوب مانشستر.
وشرح استشاري طب الألم الدكتور إيلان ليبرمان لصحيفة Mirror البريطانية: "وضعين نوم الحالم هي عبارة عن الاستلقاء على الجانب مع ثني الركبتين بزاوية 90 درجة، ووضع وسادة بين الكاحلين والركبتين، فيبقى الوركين محايدين ويقل الضغط على العمود الفقري".
ومع ذلك، نظراً لأنه لا يمكننا أبداً تسهيل الأمر على أنفسنا، فقد كشف الاستطلاع أيضاً أنَّ هذه ليست وضعية النوم التي يتبناها معظمنا بالفعل.
وبدلاً من ذلك، فإننا نرجح وضعية "الرافع الثقيل"، التي يختارها نسبة 20% من البالغين، ما يؤدي لمجموعة كاملة من الصعوبات، من مشكلات المفصل العجزي الحرقفي وعدم استقرار الكتف، إلى المعاناة من آلام أسفل الظهر عند الاستيقاظ.
وفي المرتبة الثانية على قائمة وضعيات النوم الأكثر شعبية، هي "القنفذ"، التي تبدو رائعة ولكنها لا تفضي إلى النوم. وهي عملية ثني الجسم في دائرة ضيقة- وتُعرف أيضاً باسم وضع الجنين- ويختار 15% من البالغين النوم بهذه الطريقة.
ومع ذلك، لم يتحمس الباحثون للتوصية بهذه الوضعية أيضاً، إذ وجدوا أنَّ هذا الخيار يمكن أن يؤدي إلى شد في عضلات الورك؛ مما قد يساهم في التهاب مفاصل الورك أو الألم لاحقاً.
وثالثاً، وضعية "المُهلِّل" المفضلة لدى 14% من البالغين. وهي عبارة عن النوم على الجانب، مع فرد الذراعين وراحة اليد، وكأنك تصفق.
لكن النوم على هذا النحو يجعلك تدير عمودك الفقري ويطيل العضلة الكمثرية؛ مما يؤدي إلى آلام الورك وأسفل الظهر والرقبة، كما حذر باحثو Levitex.
بالمختصر. لقد كنا جميعاً نرتكب أخطاء في طريقة النوم. لذلك، الليلة، احرص على تجربة وضعية نوم الحالم، حتى لو لم نستطِع التخلي عن عادة تصفح الهاتف قبل النوم بساعة. لكن من الأفضل البدء بخطوات صغيرة.
عوامل مهمة تؤثر على وضعية النوم
ولكن قبل اختيار أفضل وضعية مناسبة للنوم، من المهم أن تأخذ بعين الاعتبار عوامل هامة أخرى تؤثر على الشكل الذي سيرتاح عليه الجسد لعدد ساعات طوال، قد تدفعك لتغييرها والتجربة من جديد بحثاً عن تلك الزاوية المناسبة:
- ألم في الظهر والرقبة: يساعد النوم على الظهر مع وسادة أسفل الركبتين في تقليل ألم الركبة، ويمكن النوم على الجانب مع وسادة بين الرجلين.
- الشخير وانقطاع النفس خلال النوم: إذا كنت تعاني من هذه المشكلات حاول النوم على جانبك أو على البطن.
- حرقة المعدة وارتداد أحماض المعدة: يمكن النوم على الجانب الأيسر وتجنب الأيمن لمنع ارتداد حمض المعدة.
ولعل المغزى هو البحث عن طرق جديدة لتشعر بالراحة أكثر. لكن إذا جربتَ كل الوضعيات ولم تتوقف عن الاستيقاظ أكثر من مرة خلال الليل، أو كنت تعاني من العودة إلى النوم مجدداً، ما يعني الاستيقاظ متعباً في اليوم التالي، فربما قد حان الوقت للتوقف عن التجربة التلقائية وطلب المساعدة من شخص مختص.