يشترك اضطراب الهلع مع اضطراب القلق العام ببعض الأعراض الشائعة، وبالرغم من أنه قد يتم الخلط بينهما في بعض الأحيان فإنهما حالتان مختلفتان كلياً.
ما هو الفرق بين اضطراب الهلع واضطراب القلق العام؟
بعبارة بسيطة نستطيع أن نقول إن اضطراب القلق العام هو مصطلح لوصف الأفكار المقلقة التي تراودنا والمخاوف التي نعاني منها بسبب الظروف الخارجية العامة، على سبيل المثال تراود أولئك الذين يعانون من اضطراب القلق أفكار مثل: ماذا لو لم أستطِع تسديد فواتيري؟ ماذا لو مت بسبب نوبة قلبية؟ ماذا لم خسرت عملي؟
أما اضطراب الهلع فهو الخوف من الخوف ذاته؛ إذ نشعر بالهلع خوفاً من أن نمر بتجربة الخوف والقلق مرة أخرى.
ويوجد لاضطراب القلق العام عدة أنواع ومستويات، بينما يتميز اضطراب الهلع بأعراضه الأكثر حدة، فلنتعرف على كليهما بمزيد من التفصيل:
خصائص اضطراب الهلع
وفقاً لما ورد في موقع Very Well Mind، يتميز هذا الاضطراب بحدوث نوبات هلع متكررة وغير متوقعة دون وجود خطر حقيقي أو داع لتلك النوبات.
وخلال النوبة قد تظهر على الأقل أربعة من الأعراض النفسية والجسدية التالية:
- ألم أو انزعاج في الصدر
- قشعريرة أو هبات ساخنة
- التعرق المفرط
- الشعور بالاختناق
- الخوف من الموت
- الخوف من فقدان السيطرة أو "الجنون"
- الشعور بالدوار أو عدم الثبات أو الإغماء
- الشعور بعدم الواقعية (الاغتراب عن الواقع) أو الانفصال عن الذات ( تبدد الشخصية )
- تسارع معدل ضربات القلب
- الغثيان أو ضيق في البطن
- الإحساس بالخدر والوخز
- الإحساس بضيق في التنفس أو الاختناق
- الارتجاف
عادة ما تحدث أعراض نوبة الهلع فجأة، وتبلغ ذروتها في غضون 10 دقائق، ثم تهدأ.
ومع ذلك، قد تستمر بعض النوبات لفترة أطول أو قد تحدث بشكل متتابع، مما يجعل من الصعب تحديد متى تنتهي نوبة وتبدأ أخرى.
غالباً ما يسبب اضطراب الهلع خوفاً وقلقاً مفرطين بشأن حدوث نوبة هلع أخرى، مما يؤدي إلى وقوع المصاب في حلقة مفرغة.
وليس من المستبعد أن يستغرق الشخص المصاب باضطراب الهلع في القلق والخوف لدرجة أن يطور تغيرات سلوكية، مثل رهاب الخلاء، لتجنب البيئات أو المواقف التي يخشى فيها حدوث نوبة هلع.
خصائص اضطراب القلق العام
يتميز هذا الاضطراب بالقلق المفرط بشأن أحداث الحياة اليومية، وهو قلق يصعب السيطرة عليه عادة.
جميعنا نصاب بالقلق من فترة إلى أخرى، لكن كي يشخص أحدهم بأنه مصاب باضطراب القلق العام فيجب أن تستمر حالة القلق لديه لأكثر من 6 أشهر وأن ينعكس هذا القلق على قدرتهم في الحفاظ على علاقات صحية أو إتمام مهامهم في العمل أو حتى الاعتناء بأنفسهم.
قد تظهر على المصابين باضطراب القلق العام أعراض جسدية، لكنها تختلف عن أعراض اضطراب الهلع. وتشمل الأمثلة الشائعة لهذه الأعراض ما يلي:
- الصداع المزمن
- مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإسهال أو عدم الراحة في المعدة
- إعياء
- تهيج
- شد عضلي
- أرق
- مشاكل النوم
فرق أساسي بين اضطراب الهلع واضطراب القلق العام
من الجدير بالذكر أن هناك فرقاً أساسياً ما بين اضطراب الهلع واضطراب القلق العام، إذ يتعلق اضطراب القلق العام عموماً بالقلق من ظروف ومشاكل الحياة اليومية المعتادة مثل الظروف الصحية والمالية أو قضايا العمل والأطفال. على عكس اضطراب الهلع الذي يصاب فيه الشخص بالقلق بشكل تلقائي وغالباً ما يكون بسبب الخوف من حدوث نوبة هلع ثانية.
ماذا تفعل إذا أصبت بأحد الاضطرابين؟
لا تستهن بالأمر إذا تعرضت لنوبة هلع أو أصابك قلق مزمن واطلب المساعدة من الطبيب المختص.
يجب أن تلجأ لطبيب متمرس قادر على التفريق بين الاضطرابين خاصة إذا قررت اللجوء للعلاج بالكلام، إذ إن هذا النوع من العلاج قد يفاقم المشكلة إذا لم تلجأ لشخص متمرس، فعندما نبالغ في التفكير بمخاوفنا فإننا نعطيها المزيد من القوة، حسبما قال المعالج النفسي جوشوا فليتشر لمجلة Glamour الأمريكية.
كذلك ينصح جوشوا بالقراءة والتثقيف الذاتي حول الموضوع، فمن المفيد أن تعلم ما الذي يحدث لجسمك وعقلك، وكيف يجب أن تتعامل مع قلقك وخوفك.