بعكس الصباح الشاعري الذي تتخلَّله أشعة الشمس وزقزقة الطيور ورائحة القهوة الساخنة، يستيقظ البعض على شعور بالقلق والكرب بمجرد سماع صوت المنبه، ويستمر هذا القلق الصباحي لفترة وجيزة دون فهم الأسباب فيؤثر على مزاج الإنسان وكل من حوله.
ما هي أعراض القلق الصباحي؟
تظهر أعراض القلق الجسدية والنفسية تدريجياً أو على نحوٍ مفاجئ، فإما تستيقظ في الصباح مع تلك المشاعر، أو تظهر بعد الاستيقاظ بفترةٍ وجيزة، حسب ما نشر موقع Medical News Today.
من الطبيعي تماماً أن تشعر بقلق مؤقت في الصباح رداً على ما يحدث في حياتك. ومع ذلك، عندما يكون القلق ثابتاً، فقد تكون مصاباً باضطراب القلق العام.
ووفقاً للمعهد الوطني الأمريكي للصحة النفسية، تشمل الأعراض الرئيسية لاضطراب القلق العام ما يلي:
- القلق المفرط بشأن الأمور اليومية.
- صعوبة النوم.
- المشكلات في السيطرة على القلق.
- القلق بصورةٍ مفرطة.
- الأرق.
- صعوبة التركيز.
- الصداع والألم غير المفهوم.
- التهيُّج.
- التعرُّق والدوار وضيق التنفُّس.
لماذا أستيقظ من القلق؟
قد يظهر القلق الصباحي نتيجة عمليةٍ طبيعية تسمى استجابة إيقاظ الكورتيزول.
يرتفع الكورتيزول (المعروف أيضاً باسم هرمون التوتر) في أول 30 إلى 45 دقيقة بعد الاستيقاظ. يعتقد الباحثون أن هذا الارتفاع في هرمون الكورتيزول يساعد العقل على الاستعداد لأي أنشطة، حسب ما نشر موقع Greatist الأمريكي.
في ما يلي بعض العوامل الشائعة التي قد تؤثر على مستويات القلق أثناء اليقظة:
الإجهاد
التوتر والقلق عملياً صديقان متلاصقان. قد تؤدي ضغوط الحياة- مثل المخاوف المالية والمرض وعدم الرضا عن العمل ومشكلات العلاقات- إلى زيادة القلق.
وبالإضافة إلى ذلك، تكون مستويات الكورتيزول أعلى بشكل عام في أي وقت تشعر فيه بالتوتر. لذلك، قد يكون التوتر أوضح خلال هذا الارتفاع صباحاً بعد الاستيقاظ مباشرة.
الصحة الجسدية
القلق واضطراب النوم من الأعراض الشائعة للعديد من الحالات الصحية. فيما يلي بعض الأشياء التي قد تجعلك تنام بشكل سيئ وتستيقظ قلقاً:
- الإصابات والألم المزمن.
- أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بالسرطان.
- داء السكري.
- الربو.
- الصدفية.
- التغيُّرات الهرمونية بسبب متلازمة ما قبل الحيض أو الحمل أو انقطاع الطمث.
- حالات الصحة النفسية.
- قلة النوم نتيجة اضطراب القلق العام.
كما تملك حالات الصحة النفسية الأخرى أعراضاً مماثلة، بما في ذلك الاكتئاب، واضطراب كرب ما بعد الصدمة، والاضطراب ثنائي القطب.
اضطرابات النوم
تساهم اضطرابات النوم مثل الأرق وانقطاع النفس النومي والخدر في القلق.
وتسبب نوبات شلل النوم أيضاً خوفاً شديداً عند الاستيقاظ، وأحياناً تشمل الهلوسة بأن هناك دخيلاً في الغرفة. يحدث اضطراب النوم الشديد أثناء نوم حركة العين السريعة عندما تكون مستيقظاً جزئياً، لكن عضلاتك لا تستطيع الحركة، وقد تؤدي إلى الشعور بالقلق في الصباح.
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الصدمات السابقة أو الأشخاص الذين يتعاطون الكحول هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بشلل النوم.
تعاطي الكحول أو المخدرات
يؤدي تعاطي الكحول والمواد الأخرى إلى تفاقم القلق. ويرتبط تناول الكحول بقلة النوم.
لماذا أستيقظ مع نوبات الهلع؟
إذا كنت تتعامل مع القلق أو اضطراب الهلع أثناء النهار، فمن الممكن أيضاً أن تستيقظ مصاباً بنوبة هلع في الليل.
تقدر الأبحاث أن حوالي 44 إلى 71% من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع سيعانون من نوبات الهلع الليلية. كما تحدث نوبات الهلع الليلية عادة في الساعات القليلة الأولى بعد النوم.
ويمكن أن يتسبب الرعب الليلي أيضاً في استيقاظك مرعوباً، وغالباً ما يرتبط الذعر الليلي بالحمى والمرض والإفراط في تناول الكافيين والكحول والتوتر العاطفي.
كيف يُعالَج الاستيقاظ الشعور بالقلق؟
إذا كنت تعتقد أن اضطراب القلق العام وراء نومك المضطرب والقلق، فتحدث مع طبيبك عن الأعراض. يمكنه تقييم تاريخك الصحي وقد يقوم بإجراء مزيد من الاختبارات لاستبعاد سبب جسدي لأعراضك، وقد يحيلك الطبيب أيضاً إلى معالج أو طبيب نفسي للعلاج.
عادةً ما يُواجَه اضطراب القلق العام بالعلاج (مثل العلاج السلوكي المعرفي) أو الأدوية. تتضمن بعض الأدوية المستخدمة في علاج القلق ما يلي:
- مضادات الاكتئاب.
- أدوية مهدئة تعمل على تهدئة نوبات القلق ونوبات الهلع.
كيف أخفف أعراض القلق الصباحي؟
يمكن اعتماد النصائح التالية لتحسين النوم وإدارة الشعور بالقلق في الصباح:
– حافظ على وقت نوم منتظم، ونم في بيئة مظلمة وباردة وهادئة.
– قلِّل من تناول الكافيين قبل النوم.
– تساعد التمارين في تقليل القلق، وهي تنتج الإندورفين، الذي يقلِّل من التوتر ويساعد على النوم بشكلٍ أفضل.
– الاسترخاء عبر التأمل أو التدوين أو التخيل لتحصل على حالة ذهنية إيجابية قبل النوم.
– جرب تمارين التنفس لتقليل القلق عندما تستيقظ وأنت تشعر بالضيق.
– ابدأ روتيناً صباحياً ممتعاً، هذا يعني عدم الضغط على زر الغفوة حتى اللحظة الأخيرة ثم مغادرة المنزل في حالة نوبة من الذعر.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.