كثرة النوم بين البالغين هي عكس الأرق تماماً، وتشير عادةً إلى النوم أكثر الساعات الموصى بها خلال 24 ساعة. ولو أنك تشعر بالنعاس الشديد خلال النهار، رغم نومك بين 7 و9 ساعات ليلاً، فذلك يعني أنك تعاني من اضطراب "النوم المفرط" (بالإنجليزية: Hypersomnia).
واضطرابات النوم، مثل الخدار وانقطاع النفس الانسدادي، أحد أكثر الأسباب شيوعاً لفرط النوم. لكن توجد علامات وأعراض أخرى قد تكون مرتبطة أيضاً بكثرة النوم، وأبرزها:
- الشعور المتكرّر بالحاجة إلى النوم لساعات أطول في الليل، والشعور بالنعاس الشديد في النهار.
- النوم كثيراً خلال النهار، حتى في أوقاتٍ غير مناسبة، وفي أمكنة غير مناسبة.
- استمرار شعور التعب والإرهاق حتى بعد أخذ قيلولة.
- صعوبة الاستيقاظ أو الشعور بالتشوُّش عند الاستيقاظ.
وهناك أعراض أخرى قد تشعر بها أيضاً، مثل: القلق، انخفاض الطاقة، والأرق، والهلوسة، والصعوبة في التذكّر، وانخفاض الشهية، وغيرها.
أسباب قلّة الأرق وكثرة النوم
طريقة نومك لها تأثيرٌ تدريجي على طريقة عمل جسمك بالكامل، بالإضافة إلى تأثيرها على حياتك عموماً.. إليك أبرز الأسباب التي تجعلك تنام كثيراً:
1. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم
لو أنك تنام في النهار بعد نومٍ لأقلّ من 7 ساعات في الليل، فقد يكون عدم الحصول على قسطٍ وافر من النوم ليلاً هو المشكلة. وصحيح أن النوم لساعات أطول قد لا يكون متاحاً دائماً، ولكن إجعل النوم أولوية، فربما يساعدك ذلك على الالتزام بعاداته السليمة.
2. بيئة نوم مزعجة
لا تهمل أبداً بيئة نومك.. احرص على أن تكون غرفة نومك هادئة، وباردة، ومظلمة؛ كلّها عوامل تؤثر على جودة نومك. وفي حال كانت غرفتك غير هادئة وحارة ومضيئة، ستجعل نومك غير هانئ. ولا تلجأ إلى أي مصدرٍ للإلهاء، كمشاهدة التلفزيون أو تصفّح الإنترنت على هاتفك، فالنوم خلال المشاهدة من أكبر الأخطاء التي نمارسها.
3. اضطرابات النوم والاضطرابات العصبية
يصل عدد اضطرابات النوم إلى ما يقارب الـ80. وكلّ منها قد يكون له تأثير مختلف على نومك. لكن بعض هذه الاضطرابات قد تؤدي إلى النوم أكثر من المعتاد، أو صعوبة البقاء في حالة يقظة خلال النهار.
ومن أكثر هذه الاضطرابات شيوعاً: متلازمة تململ الساق، انقطاع النفس الانسدادي النومي، والخطل النومي؛ وهو اضطراب ينتج عنه سلوكيات غير اعتيادية، مثل: المشي خلال النوم، أو التحدث، أو ممارسة أنشطة أخرى، كما لو كنت مستيقظاً.
4. اختلال الساعة البيولوجية
الضوء يدخل إلى العينين على مدار اليوم، ويساعد عقلك على تنظيم ساعته البيولوجية، بالإضافة إلى تنظيم درجة حرارة الجسم، والتمثيل الغذائي، والنعاس، واليقظة.
ونظام الساعة البيولوجية قد يختلّ لدى البعض بسبب التعرّض أكثر -أو أقلّ- من اللازم للضوء أو اختلال الزمن (تغيّر مواعيد العمل أو فرق التوقيت عند السفر).
والاضطرابات الناجمة عن اختلال الساعة البيولوجية يمكن تخفيفها عن طريق التعرّض لضوء الشمس في وقتٍ مبكر من "يومك"، ومن خلال أيضاً إظلام غرفتك بالكامل قبل النوم. من شأن ذلك أن يساعدك على إنتاج الميلاتونين، الهرمون الذي يساعدك على النوم.
يصل عدد اضطرابات النوم إلى ما يقارب الـ80، وكلّ منها قد يكون له تأثير مختلف على نومك.
5. الاكتئاب والقلق
قد يعجز الأشخاص المصابون بالاكتئاب عن النهوض من الفراش صباحاً، أو يفرطون في النوم، أو يشعرون بالضيق، أو التعب الشديد. وهذه نتائج طبيعية للاكتئاب.
الأفكار السوداوية ومشاعر القلق قد تشعرانك بالتعب، وتسبّبان الاستغراق في النوم. ولو لاحظت أن القلق أو الاكتئاب يجعلانك تنام أكثر أو أقل، فالأفضل أن تلجأ إلى طبيبٍ مختصّ أو معالجٍ نفسي، ليرشدك إلى الطريقة الأفضل للنوم.
6. الأدوية
تحقق من الآثار الجانبية للأدوية التي تتناولها، وتحديداً تلك من دون وصفة طبية، فالنعاس أحد الآثار الجانبية الشائعة لبعض الأدوية.. ومن أكثر هذه الأدوية شيوعاً:
- المهدئات وأدوية القلق.
- مضادات الهيستامين.
- مضادات الاكتئاب.
- مسكنات الألم.
- أدوية الغثيان.
كثرة النوم، مثل الأرق تماماً، قد تكون علامة على مشكلة أكبر. فلو كان شعورك بالتعب الزائد غير مبرّر، فاستشر طبيبك النفسي أو العام، ليساعدك في تحديد المشكلة والبدء بالعلاج اللازم.
صحة النوم مرتبطة بالصحة النفسية والصحة الجسدية، وتحسين أحدها سيفيد الأخرى على الأرجح. والأرق، أو كثرة النوم، عاملان أساسيان للإشارة إلى حدوث اضطرابٍ ما.
نصائح للتوقف عن كثرة النوم
لو أنك لست مصاباً بمشكلة صحية تسبّب النوم المفرط، فقد تساعدك هذه التغييرات في عاداتك على نوم هانئ ليلاً:
- التزم بمواعيد النوم: الذهاب إلى الفراش، والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم.
- مارس الرياضة 20 أو 30 دقيقة يومياً، وليس في وقت متأخر من المساء.
- ابتعد عن تناول الكافيين في وقت متأخر من اليوم.
- احرص على أداء الأنشطة التي تحفز النوم مثل الاستحمام أو القراءة.
- بيئة النوم المثالية هي الحلّ: لا بد أن تكون غرفتك مظلمة وهادئة، وباردة بدرجة مريحة.. احتفظ بأجهزة التلفزيون والإلكترونيات في الغرف الأخرى.
- إذا لم تتمكن من النوم، انهض من فراشك وافعل شيئاً آخر حتى تشعر بالنعاس.