الأطفال ليسوا الوحيدين الذين يعانون من قلق الانفصال عند تركهم لوحدهم أو الابتعاد عنهم. هذا الاضطراب النفسي يمكن أن يؤثر أيضاً على البالغين الذين قد يشعرون بخوف شديد من حدوث أشياء سيئة لأشخاص مهمين في حياتهم، مثل أفراد الأسرة أو القلق من الابتعاد عن شخص معين أو مكان أو حتى حيوانهم الأليف.
وعلى الرغم من أن أسباب هذا الاضطراب غير معروفة للباحثين بشكل دقيق، فإنه غالباً ما يظهر جنباً إلى جنب مع الحالات الأخرى المرتبطة بالقلق، مثل اضطراب الهلع ورهاب الخلاء واضطراب القلق العام.
في هذا التقرير، نستعرض أعراض قلق الانفصال وأسبابه وعلاجاته المتاحة.
ما هي أعراض اضطراب قلق الانفصال عند الكبار؟
يُعرّف الدليل التشخيصي للجمعية الأمريكية للطب النفسي لحالات الصحة العقلية قلق الانفصال على أنه اضطراب يكون لدى الشخص الذي تظهر عليه الأعراض التالية:
- الشعور بالضيق الشديد قبل وأثناء الابتعاد عن شخص ما.
- القلق المفرط بشأن الأحداث التي قد تتسبب في الانفصال عن شخص ما.
- عدم الرغبة في ترك الشخص أبداً.
- الخوف المستمر والمفرط من الوحدة.
- رؤية كوابيس عن فقدان الشخص او ابتعاده.
- القلق المستمر والمفرط بشأن فقدان أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة بسبب مرض أو كارثة.
- القلق الدائم من حدوث شيء سيئ، مثل الضياع أو الاختطاف، مما يتسبب في الانفصال عن الوالدين أو الأحباء الآخرين.
- رفض الابتعاد عن المنزل خوفاً من الانفصال.
- شعور متكرر بالصداع وآلام المعدة أو أعراض أخرى عند الانفصال عن أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة.
يمكن أن تسبب هذه الأعراض ضغوطاً كبيرة تؤثر على الأداء الاجتماعي أو المهني أو الأكاديمي للشخص المصاب بالاضطراب.
ما الذي يسبب الاضطراب عند الكبار؟
- يمكن أن يتشكل قلق الانفصال لدى البالغين بسبب الأحداث الصادمة التي عاشوها في طفولتهم أو مسبقاً، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة كالوالدين أو الإخوة، أو حتى الابتعاد.
- التغييرات الكبيرة في الحياة، مثل الابتعاد عن الأسرة أو الانفصال عنها حتى لفترة زمنية قصيرة نسبياً.
- وقد يكون القلق أيضاً مرتبطاً بحالة صحية عقلية أساسية أخرى. على سبيل المثال، حالات اضطراب قلق الانفصال شائعة أكثر عند المصابين بالتوحد.
- وفي بعض الأحيان، يكون هوس السيطرة أو الشعور بالحماية المفرطة تجاه الأشخاص الآخرين سبباً للإصابة باضطراب الانفصال لأن الشخص يشعر وكأنه مسؤول عن حماية الشخص المتعلق به طوال الوقت.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بقلق الانفصال عند البالغين
يكون الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري أكثر عرضة للإصابة بقلق الانفصال، وفقاً لمقال منشور في مجلة Personality and Mental Health.
أولئك الذين يعانون من قلق الانفصال غالباً ما يكون لديهم اضطرابات نفسية أخرى، مثل الرهاب الاجتماعي أو اضطرابات الهلع أو رهاب الأماكن المكشوفة الذي ينطوي على الخوف والقلق من التواجد في أماكن يصعب فيها الهروب أو تلقي المساعدة.
خيارات العلاج المتاحة
قد يوصي الأطباء بمعالجة قلق الانفصال من خلال العلاج النفسي أو برامج الأدوية أو مزيج من الاثنين معاً.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
غالباً ما يكون العلاج السلوكي المعرفي هو الخطة الأولى من العلاج لقلق الانفصال. يهدف هذا العلاج إلى مساعدة الأشخاص على تحديد أفكارهم وسلوكياتهم التي تزيد من قلقهم من الانفصال.
وبالنسبة للأطفال قد يتعلم الوالدان أيضاً تقنيات الأبوة والأمومة الإضافية التي يمكن أن تقلل من قلق الانفصال عند الصغار أو المراهقين.
الأدوية المضادة للقلق
يمكن للأطباء أيضاً أن يصفوا مؤقتاً الأدوية المضادة للقلق لمساعدة الشخص على التخفيف من أعراضه الحادة لقلق الانفصال. وتشمل هذه الأدوية عادةً مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
ومع ذلك، فإن هذه الأدوية ليست دائماً حلولاً طويلة الأجل للاضطراب الأساسي ، ويوصي الأطباء عادةً بتقليل جرعات الأدوية تدريجياً بعد 6 أشهر.
وغالباً ما يكون الجمع بين العلاج المعرفي السلوكي ومثبطات السيروتونين الانتقائية أكثر فاعلية في علاج قلق الانفصال.
المضاعفات المحتملة لاضطراب قلق الانفصال
يسبب اضطراب قلق الانفصال قلقاً كبيراً ومشاكل في أداء المهام الاعتيادية في الحياة الاجتماعية أو في العمل أو المدرسة.
وتشمل الاضطرابات التي يمكن أن يتسبب بها اضطراب قلق الانفصال ما يلي:
- اضطرابات القلق الأخرى، مثل اضطراب القلق العام ونوبات الهلع والرهاب واضطراب القلق الاجتماعي أو رهاب الخلاء.
- اضطراب الوسواس القهري.
- الإصابة بالاكتئاب.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.