يعتبر داء الرتوج شائعاً جداً لدى الأشخاص الذين يعتمدون بشكل أساسي على أطعمة منخفضة الألياف في نظامهم الغذائي، فما هو هذا الداء، وكيف يمكن لنظام غذائي غني بالفاكهة والحبوب أن يحمينا من خطر الإصابة به؟
ما هو داء الرتوج؟
داء الرتوج هو حالة تنتج عن تشكل أكياس على طول الجهاز الهضمي، قد تلتهب وتسبب العدوى للمريض إذا تركت دون علاج.
إذ يمكن أن تحبس الأكياس بقايا الطعام أثناء مرورها عبر القولون، وتصبح أرضاً خصبة لتكاثر البكتيريا. ونتيجةً لذلك فإن حوالي 20% من المصابين بداء الرتوج ستتطور حالتهم إلى إصابةٍ بالتهاب الرتوج، وهو التهاب وعدوى يمكن أن تؤدي إلى خراريج خطيرة، وانثقاب في القولون، إذا لم تُعالج بالشكل المناسب.
ويمكن أن يسبب التهاب الرتوج أعراضاً يمكن أن تظهر فجأة أو أن تتطور تدريجياً على مدار عدة أيام، ووفقاً لما ورد في موقع Healthline، تتمثل هذه الأعراض بالتالي:
- ألم في البطن
- انتفاخ
- إسهال
- إمساك
وقد يواجه المصابون بالرتوج:
- ألم مستمر أو شديد في البطن
- استفراغ وغثيان
- حمى وقشعريرة
- دم في البراز
- نزيف من المستقيم
ويزداد خطر الإصابة بهذا المرض مع تقدم العمر، ليصل إلى 60% بحلول سن السبعين.
ويذكر أن معظم المصابين بالرتوج لا يعرفون أنهم يعانون منه إلا في حال اكتشاف الالتهاب أثناء فحص ليس ذي صلة، مثل تنظير القولون.
ألياف الفاكهة والحماية من داء الرتوج
وفقاً لما ورد في صحيفة New York Times الأمريكية، وجدت الدراسات أن أفضل أنواع الحماية من داء الرتوج تأتي من ألياف الفاكهة والحبوب.
إذ أدى تناول المزيد من حبات الفاكهة الكاملة، وخاصة التفاح والكمثرى والبرقوق، إلى تقليل خطر الإصابة بالتهاب الرتوج لدى المشاركين في إحدى الدراسات. كما ارتبطت أيضاً ألياف الخضراوات، والفاصوليا، والعدس بتقليل خطر الإصابة.
وفي إحدى الدراسات التي استهدفت النساء أدت كل حصة يومية إضافية من حبات الفاكهة الكاملة إلى تقليل خطر الإصابة بنسبة 5%. كما كانت النساء اللواتي تناولن ما يقرب من 10 غرامات من ألياف الحبوب كل يوم أقل عرضةً للإصابة بالتهاب الرتوج بنسبة 10%، مقارنةً بأولئك اللواتي تناولن أقل كمية، أي حوالي 3 غرامات.
وأفادت الدراسة بأن الألياف غير القابلة للذوبان في حبوب النخالة تعتبر أكثر توفيراً للحماية من الألياف القابلة للذوبان في أطعمةٍ مثل الفاصوليا السوداء، كما أن الأفوكادو، والبطاطا الحلوة، والبروكلي هي مصادر جيدة لكلا النوعين من الألياف.
وفي دراسةٍ سابقة أُجريت على ما يقرب من 44 ألفاً من الذكور، كانت الألياف من الفاكهة والخضراوات هي المرتبطة بانخفاض مخاطر الإصابة بداء الرتوج.
ويُذكر أن الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف تقلل من حجم ومحتوى الماء في البراز، ما يسبب الإمساك، الذي يزيد بدوره الضغط داخل القولون، ويمكن أن يضعف عضلات جدار القولون، ليؤدي بالتالي إلى فتقٍ أو كيسٍ رتجي.
واقترح باحثون في كلية الطب بجامعة ييل أن اختلال التوازن في بكتيريا القولون قد يفسر تأثير الألياف الغذائية على خطر الالتهاب المزمن في القولون، حتى بدون تطور التهاب الرتوج.
حيث ذكروا في مراجعة بدورية Therapeutic Advances in Gastroenterology عام 2013، أن اتباع نظام غذائي منخفض الألياف يغير تكوين البكتيريا في القولون، ما يؤدي إلى زيادةٍ كبيرة في الكائنات الحية الدقيقة اللاهوائية.
ومن الناحية المثالية، يجب اختبار فوائد الألياف الغذائية في الوقاية من أمراض الرتوج والالتهابات الناتجة، وذلك من خلال تجارب إكلينيكية مصممة جيداً، لكنه أمرٌ مكلف للغاية ويصعب تنفيذه مع الأسف.
فوائد أخرى للألياف
وبالرغم من غياب الدراسات الأكثر دقة في هذا المجال من المفيد دائماً اتباع نظام غذائي غني بالألياف، ليس فقط من أجل صحة الأمعاء، إذ يمكن أن يساعد النظام الغذائي الغني بالألياف في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري، وتسهيل الحفاظ على وزن صحي.
كما قد تساعد الألياف القابلة للذوبان، في الفاصوليا والشوفان مثلاً، على خفض مستويات الكوليسترول الضار بالشرايين في الدم. وتساعد الألياف القابلة للذوبان أيضاً على التحكم في مستويات السكر في الدم عند مرضى السكري.
ونظراً لأن الأطعمة الغنية بالألياف تكون أكثر إشباعاً من الأطعمة منخفضة الألياف، فيمكن أن تساعدك على تناول كميات أقل والحفاظ على الشبع لفترةٍ أطول، كما تحتوي أيضاً على سعرات حرارية أقل من الأطعمة منخفضة الألياف من نفس الحجم.
وتوصي الأكاديمية الوطنية للطب البالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أقل بتناول الألياف يومياً، بكميةٍ تعادل 38 غراماً للرجال و25 غراماً للنساء. أما الذين تبلغ أعمارهم 51 أو أكثر فينصح الرجال بتناول 30 غراماً، بينما ينصح النساء بتناول 21 غراماً.