الحوادث تقع، حتى لدى أكثر الآباء حرصاً وحذراً. إذ قد يقع طفلك عن طريق الصدفة والخطأ، أو لأي سبب محتمل آخر، حينها خُذ نفساً عميقاً أولاً، وحاول أن تتبع الخطوات التي نستعرضها في هذا التقرير.
على الرغم من أن وقوع الأطفال أمر شائع، يشير الموقع الرسمي لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن حوادث وقوع الأطفال هي السبب الأبرز في حالات إسعاف الصغر، إلا أن الأمر لا يزال مخيفاً.
فيما يلي نستوضح ما يجب عليك فعله عند سقوط الطفل، وما هي العلامات التحذيرية التي تتطلب الاتصال بالإسعاف أو التوجه إلى الطوارئ فوراً، وما يمكنك توقعه إذا انتهى بك الأمر بحاجة للتدخل الطبي العاجل.
أمور مهمة يجب معرفتها عن رأس وجمجمة الطفل
عند إلقاء نظرة على أطفالك ربما ستلاحظ أن رؤوسهم كبيرة بالمقارنة مع ما يتناسب مع أجسامهم. ليس هذا فقط، ولكن قد تلاحظ أيضاً أن رؤوسهم صلبة كلياً، وفيها العديد من الأجزاء التي لا تزال طرية وناعمة.
إذ عادة ما لا تكون الجمجمة عند الأطفال عظمة واحدة صلبة مثل البالغين. بدلاً من ذلك، تتكون من عظام وخيوط مختلفة (تعمل كمفاصل تمدد) تسمح لدماغ الطفل بالنمو والتوسع مع تنامي دماغ طفلك وكبرها مع جسمه.
وبحسب موقع Healthline للصحة والطب، يمتلك الطفل أيضاً منطقتين ناعمتين في الجمجمة تسميان "اليافوخ". هذه المناطق محمية بغشاء رقيق يمر فوق أنسجة الدماغ. ويُطلق على اليافوخ الأمامي أيضاً اسم البقعة الرخوة للطفل.
والتي تظل طرية حتى يبلغ طفلك ما بين 18 شهراً وعامين.
أما اليافوخ الخلفي فهو يقع بالقرب من العظم القذالي- الذي يقع في قاعدة الجمجمة فوق مؤخرة العنق- وتنمو المنطقة وتنغلق تماماً في وقت ما في الأشهر القليلة الأولى من حياة طفلك.
ما الذي يحدث عند سقوط الطفل الرضيع؟
من الممكن أن يحدث سقوط الطفل من ذراعي والديه أثناء حمله، أو أن يسقط من فوق الدرج في حال بدأ في الحبو بمفرده. كما يمكن لهم أن يسقطوا من على سطح آخر، مثل السرير أو طاولة تغيير الحفاضات.
حتى لو كنت حريصاً جداً، تحدث هذه الأشياء أحياناً. ومهما حدث، فإن السيناريو الأكثر شيوعاً هو أن طفلك سوف يرتطم رأسه بشدة.
يعود ذلك إلى أن مركز ثقل الطفل يكمُن في رأسه الكبير نسبياً بالمقارنة بحجم الجسم. أضف إلى ذلك افتقار طفلك إلى التحكم في عنقه.
إذا لم يكن سقوط الطفل قوياً أو عن سطح مرتفع بشكل رهيب، فقد يتعافى طفلك سريعاً بقبلة وعناق، ويبدأ في الهدوء تدريجياً والتوقف عن البكاء بهدهدته وملاعبته.
أما إذا كان السقوط من ارتفاع يزيد عن متر كامل، فقد يكون طفلك على ما يرام نعم، لكن الأمر يستحق أن يفحصه طبيب الأطفال.
الخطوات العملية بعد سقوط الطفل
قبل الوقوع في لعبة إلقاء اللوم، حاول قدر المستطاع أن تظل هادئاً وتستوعب أن الحادث وقع بالفعل ولا يمكن العودة بالوقت للوراء.
ويوضح موقع الهيئة البريطانية للصحة NHS، أن الأهم في هذه المرحلة هو تقييم حالة طفلك ومراقبته والحصول على المساعدة التي تحتاجها بالشكل المنطقي. وانظر إلى موقع التأثير أو النتوء.
حتى المطبات الكبيرة أو الداكنة قد لا تكون خطيرة بالضرورة كما تبدو، فقط ضعي عليها كمادات باردة لتهدئة التورُّم.
تحدث الكدمات والنتوء لطفلك نتيجة تجمع الدم تحت الجلد. قد يستمر في التورم خلال اليوم الأول بعد الحادث ويتطور ليصل إلى الحجم الأخير له. كما قد يتغير لون الكدمة من الأسود والأزرق إلى المزيد من الأصفر والأخضر أثناء الشفاء.
لكن إذا فقد طفلك الوعي أو ظهرت عليه علامات تحذيرية أخرى- اختلال التوازن والقيء والارتباك- فلا تترددي في الحصول على عناية طبية فورية. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنه يجب توخي الحذر بشأن تحريك طفلك إذا كنت تشك في أنه قد يكون قد أصيب أيضاً بجروح أو كسور في أي جزء من جسمه.
فقط يجب مراعاة إبقائه في مكانه دون حراك والحصول على المساعدة الطبية.
إصابات خطيرة محتملة عند سقوط الطفل
هناك عدد قليل من الإصابات المحتملة التي قد يتعرض لها طفلك عند الوقوع، وهي كالتالي بحسب موقع Cleveland Clinic للصحة والمعلومات الطبية:
1- ارتجاج المخ: هذه الإصابة الداخلية تحدث عندما لا يعمل الدماغ كما هو معتاد لفترة من الزمن تطول أو تقصُر بحسب حدة الارتطام.
قد لا يبدو طفلك على طبيعته لبضع دقائق أو ساعات بعد الوقوع. وتتراوح الحالة من الارتجاجات الخفيفة إلى الشديدة. وفي كل الحالات من الجيد مراجعة طبيب الأطفال إذا اشتبهت في إصابته بارتجاج.
تشمل العلامات أعراضاً مثل فقدان الوعي والصداع ومشاكل التوازن والقيء والتهيج وعدم وضوح الرؤية التي قد تظهر للآباء من خلال مراقبته عن كثب.
2- الكدمات: قد تكون على دراية بالرضوض والكدمات المعروفة، مثل النتوءات والكدمات التي تتكون على الجزء الخارجي من جمجمة الطفل. لكن أحد الاحتمالات الأخرى هو حدوث الكدمة الداخلية التي تسبب نزيفاً وتورماً في الدماغ وحوله.
قد تتشكل الكدمات في المكان الذي سقط فيه طفلك على رأسه (إصابة انقلابية) أو على الجانب الآخر، بسبب اصطدام الدماغ بالجانب الآخر من الجمجمة عند الاصطدام (إصابة العارضة).
3- الكسر في الجمجمة: ويحدث هذا الأمر عندما تُصاب عظام جمجمة الطفل الرضيع بالكسر. يمكن أن يحدد التصوير المقطعي عند زيارة المستشفى ما إذا كان طفلك يعاني من كسر ونوعه الكسر ودرجته.
هناك أربعة أنواع من كسور الجمجمة:
- كسر خطي (كسر في العظام لا يحركها).
- كسر ضاغط (الجمجمة تُصاب بالضغط بدلاً من أن تنكسر).
- كسر انفصالي (كسر على طول خطوط الدماغ).
- كسر القاعدي (كسر في قاعدة الجمجمة).
الحالات التي تستدعي التوجه للطوارئ
في حال أوقع الأم أو الأب طفلهما الرضيع، أو حدث سقوط الطفل من مكان مرتفع لأي سبب، يجب أولاً ملاحظة أي إصابات خارجية ملحوظة، أو معاناته من فقدان الوعي والإدراك، حينها يجب الاتصال فوراً بالإسعاف أو التوجه لأقرب مركز للطوارئ.
القلق هنا سيكون فيما إذا كان طفلك مصاباً بكسر في الجمجمة أو أي إصابة داخلية، مثل نزيف الدماغ (النزيف داخل الجمجمة). في تلك الحالات وبدون تلقي العلاج الفوري، يمكن أن يتفاقم النزيف ويضغط على الدماغ، مما قد يتسبب في إصابة الدماغ بتلف دائم.
وتشمل علامات التحذير الأخرى بحسب موقع Healthline أشياء مثل: معاناة الطفل من القيء، والتهيج، وعدم الاتزان، واختلال التوازن، والصداع الذي قد ينكشف للأبوين من خلال بكاء غير محتمل للطفل بشكلك متواصل.
كذلك إذا أصيب الطفل ببقعة ناعمة صلبة أو منتفخة في الرأس، إضافة إلى أي تغييرات أخرى تبدو جديدة ومختلفة عن شخصية طفلك الطبيعية.
وبشكل عام، من الجيد التوجه إلى غرفة الطوارئ إذا كان طفلك يعاني من أكثر من مجرد نتوء صغير أو إذا سقط طفلك من ارتفاع يزيد عن متر. بخلاف ذلك، يجب مراجعة الطبيب في غضون يوم أو يومين إذا لاحظت أي أعراض جديدة أو مستمرة بعد سقوط الطفل.