بعدما كان الصباح مظلماً بعض الشيء، من المتوقع أن تقتحم أشعة الشمس سباتك أبكر. مع تعديل التوقيت الصيفي. لكن تقديم الساعة مع أواخر شهر مارس/آذار من كل عام لا يتم بسلاسة، إذ يفقد الناس عملياً ساعة من الظلام أو ساعة من النوم، بينما يستغرق آخرون عدة أيام للتأقلم.
فالتوقيت الصيفي، الذي تم تطبيقه بدايةً لتوفير الطاقة، يجبر ساعة الجسم الداخلية على التنافس مع الساعة العادية؛ إذ يوجد داخل الدماغ منطقة تحت المهاد "رئيسية" تسمى النواة فوق التصالبية (SCN)، والتي تستخدم الإشارات الهرمونية والكيميائية لمزامنة الوقت في جميع أنحاء الجسم، حسب موقع Webmed.
وتنظم ساعاتنا الداخلية عمليات الجسم بأكملها، بما في ذلك وظائف الكبد والجهاز المناعي وسائر الأعضاء في الجسم، مما يعني أن أي اضطراب سيؤدي لتأثيرات كبيرة.
ويبدو أن المعاناة بالاستيقاظ صباح الأيام التي تلي تعديل التوقيت الصيفي، أمر يلفت إليه الأطباء ويحذرون منه بل يرفضون تطبيقه.
تعديل التوقيت الصيفي يتعارض مع الساعة البيولوجية
بدورها، قالت مديرة مركز التميز في النوم في جامعة كولومبيا بنيويورك إن تعديل أو تأخير الوقت لمدة ساعة في الخريف، يكون متناسقاً بشكل أفضل مع إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، أو دورات النوم والاستيقاظ الطبيعية.
فالساعة البيولوجية للإنسان مبرمجة على الاستيقاظ مع سطوع الضوء والنوم مع حلول الظلام، ويوفر التوقيت الشتوي مزيداً من سطوع الشمس في الصباح وحلول الظلام باكراً.
أما تعديل التوقيت الصيفي فيقوم بعكس ذلك، موفراً مزيداً من سطوع الشمس في المساء.
ويقول خبراء النوم إن هذا التعديل يتعارض مع ساعة الجسم البيولوجية بطرق تضر بالصحة العامة.
ولاحظت الأكاديمية الأمريكية لطب النوم AASM ارتباط التغيير المفاجئ في الساعات كل ربيع بمجموعة واسعة من مشاكل الصحة والسلامة العامة، بما في ذلك زيادة النوبات القلبية والسكتات الدماغية واضطرابات المزاج وحوادث السيارات.
إذ يصعّب تعديل التوقيت الصيفي النوم في الأسبوع الأول تحديداً، ويفقد الإنسان ما معدله 40 دقيقة من النوم كل ليلة، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة علم النفس التطبيقي.
ووجدت الدراسة ارتفاعاً طفيفاً في إصابات العمل. ومع ذلك، فإن تعديل التوقيت الشتوي لا يسجل أياً من هذه التداعيات.
وفقاً لدراسة نُشرت في Current Biology في يناير/كانون الثاني 2020، زادت حوادث المرور المميتة بنسبة 6% خلال الأسبوع الذي يلي تعديل التوقيت الصيفي.
وخلص المؤلفون إلى أن ضرورة التوقف عن هذا التغيير الزمني الموسمي لمنع ما معدله 28 حادثاً مميتاً في السنة.
أما النوبات القلبية، فسجلت هي الأخرى ارتفاعاً في الأسبوع الأول، إذ ارتفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 3%، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة طب النوم.
ووجدت الدراسة أنه لا يوجد أي تغيير في معدلات النوبات القلبية مع تعديل التوقيت الشتوي.
كما كشفت دراسة نشرت العام 2017 على دورية The Journal of Biological and Medical Rhythm Research أن هذا التعديل أثر أيضاً على نجاح عمليات التلقيح الصناعي لدى النساء اللواتي يحاولن الإنجاب، إذا ارتفعت فرص فشلها بنسبة 9%.
وحذرت من أن الاختلال بين الساعات البيولوجية ودورات النوم والاستيقاظ من خلال اعتماد التوقيت الصيفي على مدار يءؤرشسيبلعام، سيزيد من معدلات مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية المرتبطة باضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 ، والسمنة والخرف.
نصائح لانتقال أسلس نحو التوقيت الجديد
يمكن أن يقلل الشعور بالتعب من الإنتاجية والتركيز والرفاهية العامة، ولكن هناك بعض الطرق البسيطة لتسهيل التعامل مع تغيير الساعة، حسب ما عددها موقع Time and Date:
- اضبط ساعة جسمك واستيقظ مبكراً قليلاً عن المعتاد في الأسبوع الذي يسبق التوقيت الصيفي. تسهل هذه التحضيرات النهوض من السرير صباح يوم الإثنين وأيام الأسبوع الأول.
- تناول وجبة فطور صحية لإبلاغ الجسم أن النهار بدأ بصورة رسمية.
- مارس رياضة المشي مع بداية النهار، فضوء الشمس والتمرين يضبطان ساعة الجسم.
- ساعد الأطفال على التكيف عن طريق وضعهم في الفراش أبكر بقليل خلال الأسبوع الذي يسبق تغيير الوقت.