غالباً ما يرتبط الموت بالحزن والغضب، فكثيراً ما نسمع عن قصص لأشخاص فارقوا الحياة بسبب حدث مأساوي أو مفجع حصل معهم في حياتهم فيقال: "ماتوا حزناً وغماً". كما ترتبط الانفعالات مثل الغضب الشديد بحوادث الموت نتيجة سكتة أو نوبة قلبية.
ورغم أن حوادث الموت محزنة دائماً، إلا أن ارتباط سببها بالأحداث المحزنة أو المزعجة قد يكون مفهوماً ومنطقياً لأغلبنا.
لكننا قد نجد صعوبة بتفسير خبرٍ مثل وفاة السجين الإيراني الذي أصيب بنوبة قلبية لشدة سعادته عندما تلقى عفواً من حكم الإعدام بعد ارتكابه جريمة قتل قبل 18 سنة.
مما يدفعنا للتساؤل، هل يمكن أن تتسبَّب السعادة الشديدة بالموت أيضاً؟ وما هو التفسير العلمي الذي قد يفسر ذلك؟
تعرَّف معنا في هذا التقرير على متلازمة القلب المنكسر أو "تاكوتسوبو" التي يعتقد بعض العلماء أنها قد تقتلك فرحاً!
أولاً، ما هي متلازمة القلب المنكسر وما علاقتها بالنوبة القلبية؟
متلازمة القلب المنكسر هي حالة قلبية مؤقتة تحدث غالباً بسبب المواقف العصيبة واختبار المشاعر والانفعالات الشديدة. لكن يمكن أن تحدث الحالة أيضاً بسبب مرض جسدي خطير أو بسبب الخضوع لجراحة ما.
قد يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القلب المنكسر من ألم مفاجئ في الصدر وعدم القدرة على التنفس وقد يعتقدون أنهم يعانون من نوبة قلبية. لكن متلازمة القلب المنكسر تؤثر على جزء فقط من القلب، وتعطل مؤقتاً وظيفة ضخ القلب المعتادة.
لكن في بعض الحالات قد تتطور مضاعفات المتلازمة لتشمل تراكم السوائل في الرئتين وانخفاض ضغط الدم وفشل القلب نتيجة تشكل جلطات دموية.
الانفعال العاطفي وهرمونات التوتر قد تكون سبب متلازمة "تاكوتسوبو"
السبب الدقيق لمتلازمة القلب المنكسر غير معروف. إلا أنه يُعتقد أن زيادة هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين، قد تلحق ضرراً مؤقتاً بقلوب بعض الأشخاص، وفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic للطب والصحة.
وغالباً ما يسبق متلازمة القلب المنكسر حدث جسدي أو عاطفي شديد يسبب الضغط الانقباضي المؤقت للشرايين الكبيرة أو الصغيرة للقلب مما قد يسبب تغيراً في بنية عضلة القلب.
الفرح قد يعطّل قلبك ويوقفه
توصلت دراسة سويسرية قامت بها جامعة زيورخ عام 2106، إلى أن التوتر العاطفي الذي يسبب آلاماً في الصدر وضيقاً في التنفس يمكن أن يحدث في لحظات الفرح كما في الغضب والحزن والخوف.
وأنه يمكن أن تؤدي اللحظات السعيدة، مثل عيد ميلاد أو حفل زفاف، إلى ظهور المتلازمة التي تسبب ضعفاً مفاجئاً في عضلات القلب.
وتشير الدراسة إلى أن هذه الحالة تعرف باسم اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو وهي تسبب تغييراً في شكل البطين الأيسر للقلب. هذا التغيير يحصل بشكل أساسي بسبب التوتر، ورغم أن المتلازمة قد يتم العلاج منها إلا أنها تكون قاتلة أحياناً.
تشير الدراسة، التي أجريت على 1750 مريضاً، إلى أن حالة واحدة من كل 20 مصاباً بمتلازمة القلب المنكسر كانت ناتجة عن حدث مفرح مثل حفلة عيد ميلاد أو زفاف أو لقاء صديق بعد أعوام طويلة أو الفوز بالجائزة الكبرى.
ورغم أن معظم الحالات كانت عند النساء بعد سن الـ55 إلا أن المتلازمة يمكن أن تصيب الجنسين.
ما هو علاج اعتلال عضلة القلب؟
لا يوجد علاج موحد لمتلازمة القلب المنكسر حتى الآن. لكن في بعض الأحيان، إذا لم يكن سبب الأعراض واضحاً، فقد يتبع الأطباء نهج العلاج من نوبة قلبية، ثم قد يصفون بعض الأدوية مثل مدرات البول لتقليل تراكم السوائل في الجسم ومثبطات تخفيف الضغط عن القلب ومساعدته على العمل بشكل أكثر فاعلية ودواء تسييل الدم في حال كان الشخص معرضاً لخطر كبير للإصابة بجلطات دموية أو عدم انتظام ضربات القلب.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.