اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو نوع من الاضطرابات العقلية الشائعة والمزمنة وطويلة الأمد المرتبطة بالشعور الدائم بالقلق الذي يحبس صاحبه في سلسلة متكررة من الهواجس والأفكار والمخاوف غير المنطقية؛ مما يؤدي إلى سلوكيات لا يمكن السيطرة عليها ومتكررة يشعر بالحاجة إلى تكرارها مراراً وتكراراً.
لكن في الحقيقة مصطلح اضطراب الوسواس القهري كلمة عامة تصف كثيراً من الحالات والأعراض المختلفة التي تظهر في سلوكيات عديدة والتي يمكن تقسيمها تحت أربعة أنواع أساسية.
تابِع القراءة لمعرفة المزيد حول أنواع الوسواس القهري، إضافة إلى أعراض كل نوع وطرق التشخيص والأسباب.
أنواع الوسواس القهري
أنواع الوسواس القهري عديدة، ويرى أخصائيو الصحة العقلية أن أعراض الوسواس القهري عند الأشخاص تظهر أربعة أشكال رئيسية:
- وسواس التنظيف والتلوث
- وسواس التناظر والترتيب
- وسواس الأفكار المؤذية أو المحرمة
- وسواس التخزين
وسوف نتحدث بالتفصيل عن أعراض كل منها على حدة.
وسواس النظافة والتلوث
قد يشمل هذا النوع من الوسواس القهري الأعراض التالية:
- قلق مستمر من الجراثيم أو المرض.
- أفكار دائمة حول الشعور بالقذارة أو عدم النظافة.
- مخاوف مستمرة من التعرض للدم أو المواد السامة أو الفيروسات أو مصادر التلوث الأخرى.
- تجنُّب المصادر المحتملة للتلوث أو الاتساخ.
- الرغبة في التخلص من الأشياء التي يعتبرها الشخص المصاب مُتسخة (حتى لو لم تكن متسخة).
- رغبة دائمة في غسل أو تنظيف الأشياء الملوثة.
- غسل اليدين أو الأسطح عدة مرات.
وسواس الترتيب والتنسيق
قد تشمل أعراض هذا النوع من الوسواس القهري ما يلي:
- الحاجة إلى محاذاة الأشياء أو ترتيبها بطريقة معينة.
- حاجة ماسَّة للتناسق والتماثل أو التنظيم في أي شيء.
- ترتيب الأغراض المستمر حتى يشعر الشخص بأنها مثالية.
- الشعور بالنقص والتوتر عندما لا تكون الأشياء مرتبة بشكل دقيق.
- عدُّ الأمور التي يجب عليهم القيام بها دائماً أو الخطوات لتنفيذ شيء ما لعدد معين من المرات.
- اعتقاد أن شيئاً سيئاً سيحدث إذا لم تقم بترتيب الأشياء أو تنظيمها بالطريقة الصحيحة.
- وجود طرق معينة للتنظيم لديهم لا يستطيعون تغييرها.
وسواس الأفكار المزعجة والسيئة والسلبية
تشمل أعراض الإصابة بهذا الوسواس ما يلي:
- الأفكار التطفلية المتكررة التي غالباً ما تكون جنسية أو عنيفة بطبيعتها.
- الشعور بالذنب والعار والضيق بسبب هذه الأفكار.
- القلق الدائم والخوف من القيام بتنفيذ هذه الأفكار السيئة .
- خوف الشخص من إيذائه لنفسه أو شخصاً آخر دون قصد.
- هواجس حول الأفكار الدينية أو المعتقدات.
- الشعور المستمر بالمسؤولية عن التسبب في حدوث أشياء سيئة.
- وجود دوافع لاستغلال الأشخاص الآخرين.
وسواس الادخار أو التخزين
غالباً ما تشمل أعراض هذا النوع ما يلي:
- قلق دائم من أن التخلص من أي شيء قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالشخص المصاب أو من حوله.
- الحاجة إلى جمع الأشياء للشعور بالأمان.
- الخوف الشديد من التخلص من أي شيء .
- شراء كميات كبيرة من الشيء نفسه حتى عندما لا يكون هناك حاجة لذلك.
- صعوبة في التخلص من الأشياء، لأن لمسها يمكن أن يسبب التلوث.
- الشعور بالنقص إذا لم تتمكن من العثور على شيء ما أو فقدته أو تخلَّصت منه عن طريق الخطأ.
- فحص أو مراجعة جميع الأشياء التي يمتلكها الشخص بشكل دوري.
ما هي أسباب الوسواس القهري؟
لم يستطع الخبراء تحديد سبب إصابة بعض الأشخاص بالوسواس القهري. لكن لديهم بعض النظريات حول الأسباب المحتملة، من ضمنها:
تاريخ العائلة
تزداد احتمالية إصابتك بالوسواس القهري إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً أيضاً بهذه الحالة.
ويعتقد الخبراء أنه من الممكن أن تلعب بعض الجينات دوراً في تطور الوسواس القهرية، لكنهم لم يكتشفوا بعدُ أي جينات بالتحديد يمكن أن تسببها. علاوة على ذلك، ليس كل الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري لديهم تاريخ عائلي بالإصابة به.
أسباب بيولوجية
قد تلعب كيمياء الدماغ دوراً أيضاً في الإصابة بالوسواس القهري. إذ تشير بعض الأبحاث التي قامت بها جامعة جون هوبكنز الأمريكية للطب عام 2010، إلى أنَّ ضعف وظائف أجزاء معينة من الدماغ أو مشاكل في نقل بعض المواد الكيميائية بالدماغ، مثل السيروتونين والنورادرينالين، يمكن أن يساهم في تطور الوسواس القهري، وفقاً لما ذكره موقع Very Well Mind.
العوامل البيئية
من الممكن أيضاً أن تلعب الصدمات أو سوء المعاملة أو الأحداث السيئة الأخرى دوراً في تطور الوسواس القهري وحالات الصحة العقلية الأخرى.
كما أن هناك عاملاً بيئياً آخر مرتبطاً باضطراب الوسواس القهري وهو PANDAS، التي تعني اضطرابات المناعة الذاتية العصبية للأطفال المرتبطة بالعدوى بالمكورات العقدية.
يحدث هذا التشخيص عند الأطفال الذين يصابون بعدوى بكتيرية ثم فجأة تظهر عليهم أعراض الوسواس القهري، أو يعانون من أعراضه المتفاقمة بعد الإصابة بالبكتيريا.
كيف يتم علاج الوسواس القهري؟
يعتبر خبراء الصحة العقلية عموماً أن العلاج والأدوية، أو مزيجاً من الاثنين، يمكن أن يحقق أكبر فائدة في علاج الوسواس القهري.
يعتبر منع التعرض والاستجابة (ERP)، وهو نوع من العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، النهج الموصى به بشكل عام.
وفي حالات الوسواس القهري الشديدة، أو إذا كانت الأعراض لا تستجيب للعلاج، فقد يوصي مختص الصحية العقلية بالتحدث إلى طبيب نفسي بشأن الدواء.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.