توجد أنواع عديدة من اضطرابات الأكل، ولكل منها علامات وأعراض مختلفة. غالباً ما تؤثر هذه الاضطرابات على مشاعر الشخص وسلوكه وصحته الجسدية والنفسية، ولأن المصابين بهذه الاضطرابات يعانون في صمت، يمكن قراءة وربط بعض السلوكيات والعلامات الدالة من أجل تقديم المساعدة.
وتعتبر اضطرابات الأكل من الحالات الصحية الخطيرة التي قد تسفر عن عواقب وخيمة، إذا تُرِكَت دون علاج، تصل أحياناً إلى حد الموت أو الانتحار، وهي اضطرابات قد تصيب الناس في مختلف المراحل العمرية.
نعدد في ما يلي، بعض علامات الإنذار التي قد تشير إلى الإصابة بأحد اضطرابات الأكل وكيفية المساعدة.
اقرأ أيضاً
هوس الوزن
يمثل الهوس بالوزن إحدى علامات اضطراب الأكل. إذ قد يكون الشخص مهووساً بزيادة حجمه، أو يتابع وزنه على الميزان بقلق شديد.
تحمل هذه الأرقام كثيراً من المعاني للمصابين باضطراب الأكل، حتى إنهم قد ينسبونها إلى قيمتهم. لكن من الصعب على شخص يعاني اضطراباً في الأكل أن يستوعب أن هذا الرقم لا علاقة له بالشخصية.
اقرأ أيضاً
التقييد
يراقب بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل ما يأكلونه، ويمتنعون كلياً عن بعض الأطعمة، لأنهم قلقون بشأن زيادة الوزن. إذا وجدت نفسك أو أحداً مقرباً منك يتقيد ببعض الأطعمة بسبب محتوى الدهون أو السعرات الحرارية، فقد يكون هذا علامة على حالة اضطراب، حسب ما نشره موقع The Good Men Project.
يمكن أن يكون تقييد الطعام أمراً خطيراً، ويخشى بعض الأشخاص من تناول أي شيء على الإطلاق. من المهم التحدث إلى اختصاصي الصحة النفسية في هذه الحالة؛ لتصحيح علاقة الإنسان مع طعامه.
الشراهة
يعاني بعض الأفراد من الإفراط في تناول الطعام. عندما يفرط الشخص في الطعام، يأكل كمية زائدة في وقت واحد. وقد يستهلكون الطعام لدرجة أنهم يشعرون بحاجة إلى التقيؤ.
بعض الناس يفرطون في الشراهة فقط ثم يشعرون بالخزي والاشمئزاز من أنفسهم، بينما يعاني آخرون من نهم الطعام والتطهير، الذي يعني التقيؤ عن قصد.
هذه السلوكيات علامة على اضطراب الأكل، ويحتاج صاحبها إلى طلب المساعدة من اختصاصي.
الإفراط في ممارسة الرياضة
التمارين الرياضية وسيلة صحية لتغذية عقلك وجسمك. ومع ذلك، فإنَّ الإفراط في ممارسة الرياضة يمكن أن يكون خطيراً.
عندما يفرط الإنسان في ممارسة الرياضة يسبب ضغطاً مفرطاً على الجسم. بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل يمارسون الرياضة، لأنهم يريدون التخلص من السعرات الحرارية.
هذا سلوك خطير، ومن المهم التحدث إلى مختص في الصحة النفسية؛ لا بأس في ممارسة الرياضة من أجل الصحة الجسدية والعقلية، لكن الإفراط فيها مؤذٍ بالتأكيد.
الهوس بالصحة
من الطبيعي الاهتمام بالصحة العامة؛ من خلال تناول الطعام الجيد والحرص على حِمية مغذية. ومع ذلك، هناك فرق بين الانتباه إلى الرفاهية والهوس بها.
عندما تجد نفسك قلقاً دائماً بشأن ما تُدخِله في جسمك، وما إذا كان صحياً أم لا، فقد يكون ذلك أحد أعراض اضطراب الأكل.
الحقيقة هي أنَّ هناك العديد من الخيارات الصحية، ولا يوجد شيء هو الأمثل للأكل. إذا وجدت نفسك أو أحداً تعرفه مهووساً بهذه المشكلات، فلا بد من المساعدة المختصة لإدارة الأفكار الوسواسية.
العلامات السلوكية لاضطراب الأكل
تختلف التغيرات السلوكية التي تُسببها اضطرابات الأكل باختلاف الاضطراب. ومع ذلك قد يلاحظ الأشخاص شخصاً مصاباً بإحدى هذه الحالات التي عدَّدها موقع Medical News Daily:
- تقييد تناول طعامهم بشدة
- رفض تناول أطعمة معينة أو مجموعات غذائية كاملة، مثل الكربوهيدرات
- إجراء تغييرات جذرية على نظامهم الغذائي لإنقاص الوزن، مثل اتباع الأنظمة الغذائية القاسية
- اتباع طقوس الطعام، مثل الإفراط في المضغ
- التحدث كثيراً عن المحتوى الغذائي للطعام
- اعتبار الجسم سميناً دائماً
- التناوب بين تناول الطعام الكثير والطعام القليل
- زيارة الحمام مباشرة بعد الوجبات بشكل متكرر
- التحقق من المظهر بشكل متكرر بحثاً عن عيوب جسدية متصورة
- تجنب الأكل حول الآخرين
وقد يلاحظ أهل المصاب علامات أخرى محتملة يمكن أن تشمل:
- فقدان كميات كبيرة من الطعام
- طعام مُخفى في أماكن غريبة
- علامات القيء
كسر حاجز الصمت
على الرغم من أن الناس يعتقدون عادةً أن اضطرابات الأكل تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل خطير، فإن الواقع أكثر شمولاً من هذه الفرضية، وسيكون لدى بعض الأشخاص قليل من الأعراض الجسدية الواضحة.
يمكن أن يعاني الأشخاص من جميع الأحجام من اضطرابات الأكل. لهذا السبب، من المهم معرفة جميع الطرق التي يمكن أن تؤثر بها اضطرابات الأكل على الناس.
غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات الأكل في صمت، ويكونون متكتمين بشأن سلوكياتهم. قد يشعرون بالخجل حيال ما يفعلونه ويقلقون بشأن نظرة الآخرين إليهم.
يحتاج الشخص المصاب باضطراب الأكل إلى التوقف عن الاختباء إذا أراد الشفاء. وبهذه الطريقة، يمكنه الحصول على الدعم والتوجيه المناسبَين.
ليس من السهل البدء في الحديث عن التعايش مع اضطراب الأكل، لكن اتخاذ الخطوة الأولى يساعد في الحصول على العلاج الصحيح.