يحدث ألم الأذن عند الأطفال عندما تصيبها الالتهابات الناجمة عن وصول البكتيريا والفيروسات إلى السوائل خلف طبلة الأذن، مما يسبب التورم وانتفاخ الطبلة، إضافة إلى وجود أسباب أخرى، أبرزها بدء ظهور الأسنان اللبنيّة لدى الطفل.
أسباب ألم الأذن عند الأطفال
وفي كثير من الحالات، تختفي التهابات الأذن من تلقاء نفسها، وقد يوصي طبيب الأطفال دواء لتخفيف الألم، أما إذا تفاقمت عدوى الأذن أو لم تتحسن، فقد يصف الطبيب مضاداً حيوياً لعدوى الأذن، للسيما عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين.
فيما يلي، أبرز الحالات التي تسبب ألم الأذن لدى الأطفال وطرق علاجها، وفقاً لما ذكره موقع Cleveland Clinic.
1- ألم الأذن عند الأطفال بسبب التهاب الأذن الوسطى
تحدث حالة "التهاب الأذن الوسطى مع الانصباب"، عند انسداد قناة استاكيوس التي تصل الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الأنف، وهي القناة التي تسمح للسائل بالتجمع خلف طبلة الأذن.
ونظراً إلى عدم وجود عدوى، فإن المضادات الحيوية ليست مفيدة في هذه الحالة، وإنما يمكنك وضع كمادات ماء دافئة على أذن طفلك؛ لتخفيف آلامه أو إعطائه مسكنات أسيتامينوفين أو إيبوبروفين. بشكل عام، فإن التهاب الأذن الوسطى مع انصباب، يختفي ذاتياً بشكل عام في غضون 3 أشهر.
كما يمكن أن يترافق التهاب الأذن الوسطى مع الانصباب لدى الأطفال بضعف سمع خفيف ومؤقت.
في حين تقول طبيبة الأطفال الأمريكية لورين ماري ريد، إنه في حال استمرار هذه المشكلة أكثر من 3 أشهر، أو كان فقدان السمع مصدر قلق وأكثر من اللازم، فيجب تحويل الطفل إلى أخصائي أنف وإذن وحنجرة، والذي قد يقترح عليكم استخدام أنابيب الأذن التي تساعد في تصريف السوائل من الأذن.
2- ألم الأذن عند الأطفال بسبب العدوى
عند انسداد قناة استاكيوس التي تصل الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الأنف ويتجمع السائل في فجوة الأذن الوسطى، يمكن أن تنمو الفيروسات أو البكتيريا أحياناً في السائل وتسبب الألم.
بشكل عام، قد تحدث التهابات الأذن الوسطى هذه بعد أو في أثناء عدوى فيروسية بالجهاز التنفسي العلوي، وتكون أكثر شيوعاً في الشتاء، وتحدث بشكل متكرر لدى الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس.
وتشمل استراتيجيات الوقاية من التهابات الأذن ما يلي:
- الالتزام بأخذ تطعيمات الطفل خاصةً لقاحات المكورات الرئوية والإنفلونزا.
- تجنب تعريضهم للتدخين غير المباشر
- إرضاع الطفل من الثدي حصراً خلال الأشهر الستة الأولى من حياته
- أما إذا كان الطفل يعاني من نوبات متكررة من التهاب الأذن الوسطى الحاد (3 نوبات في 6 أشهر أو 4 نوبات في سنة واحدة)، فننصح بتحويل الطفل إلى اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة؛ لاستخدام أنابيب الأذن في تصريف السوائل.
أما إذا كان الطفل يعاني من نوبات متكررة من التهاب الأذن الوسطى الحاد (3 نوبات في 6 أشهر أو 4 نوبات في سنة واحدة)، فننصح بتحويل الطفل إلى اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة؛ لاستخدام أنابيب الأذن في تصريف السوائل.
3- ألم الأذن عند الأطفال بسبب أذن السباح
تحدث أذن السباح (التهاب الأذن الخارجية) عند وجود عدوى في قناة الأذن الخارجية للطفل، ويمكن أن يحدث ذلك عندما يصبح الجلد بقناة الأذن متهيجاً أو مخدوشاً ومن ثم أصيب بعدوى.
وتستخدم قطرات المضادات الحيوية الموضعية في علاج أذن السباح، كما يمكن استخدام الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين للسيطرة على الألم.
بالنسبة للأطفال الذين يعانون من أعراض أذن السباح بشكل متكرر، فإن هناك إجراءات وقائية تشمل ما يلي:
- جعل الأطفال يرتدون سدادات الأذن عند السباحة.
- تجفيف آذانهم بعد السباحة بمجفف الشعر على وضع منخفض.
- استخدام قطرات الأذن التي تحتوي على حمض الخليك أو الكحول بعد السباحة.
4- ألم الأذن عند الأطفال بسبب ضعف قناة استاكيوس
قناة استاكيوس هي قناة تمتد من الأذن الوسطى إلى البلعوم الأنفي (مؤخرة الأنف وأعلى الحلق).
تساعد هذه القناة في معادلة الضغط عبر الغشاء الطبلي (طبلة الأذن)، وحماية الأذن الوسطى من العدوى، كما تساعد على إزالة إفرازات الأذن الوسطى.
تشمل أعراض ضعف قناة استاكيوس ألم الأذن، وامتلاء الأذن، وانخفاض السمع، وطنين الأذن أو فرقعة/تشقق الأذن.
أما العلاج فيكون بعد معرفة السبب الكامن وراء ضعف أنبوب أوستاكي:
علاج أي التهابات الأنف التحسسية، أو التهابات الجيوب، أو الارتجاع الحنجري البلعومي، أو ارتجاع المريء.
تجنب التعرض للتدخين غير المباشر.
5- ألم الأذن عند الأطفال بسبب اضطرابات المفصل الصدغي الفكي
يمكن أن تسبب مشاكل المفصل الذي يربط الفك بالجمجمة، وهو المفصل الصدغي الفكي، ألماً في الأذن، خصوصاً عند الأطفال.
وتشمل أعراض اضطراب المفصل الصدغي الفكي ألماً في الفك أو الوجه، أو صداعاً، أو ألماً عند المضغ أو فتح الفم.
تعد اضطرابات المفصل الصدغي الفكي أكثر شيوعاً عند الأطفال فوق سن 10 سنوات.
يشمل العلاج تمارين الفك، أو استخدام جبيرة انسداد إذا كان طحن الأسنان يمثل مشكلة، واستخدام الأدوية المضادة للالتهابات.
أسباب أخرى لألم الأذن عند الأطفال
تشمل الأسباب الأخرى الأقل شيوعاً لألم الأذن رضوض الأذن أو قناة الأذن أو وجود جسم غريب في قناة الأذن أو تراكم الشمع.
تشمل الأمراض الأخرى التي يمكن أن تسبب ألم الأذن، التسنين والتهاب الغدة النكفية والتهاب الجيوب والتهابات البلعوم وتضخم العقد اللمفية، والتهاب العقد اللمفية، وإصابة العمود الفقري العنقي.
متى يجب أن تطلب المساعدة لطفلك عند إصابته بألم الأذن؟
- تفاقم ألم الأذن، أو استمراره أو صعوبة السيطرة عليه بتدابير الرعاية المنزلية.
- ظهور دم أو صديد ينزف من قناة الأذن.
- بدء المنطقة حول الأذن في الانتفاخ والاحمرار.
- إصابة الطفل بالحمى.
مضاعفات التهابات الأذن لدى الأطفال
من النادر حدوث مضاعفات من التهابات الأذن التي تصيب الأطفال والكبار، لكنها أحياناً قد تظهر، وتتضمن بعض المشكلات التي يمكن أن تحدث، وفقاً لما ذكره مركز Mott Children التابع لجامعة ميشيغان الأمريكية ما يلي:
مشكلة في السمع: عادةً ما تكون مشاكل السمع خفيفة إلى معتدلة وعادةً ما تكون مؤقتة، من النادر حدوث ضعف في السمع طويل الأمد.
مشاكل في التحدث: قد يعاني بعض الأطفال من مشاكل في تعلم التحدث وفهم الكلام إذا كانوا يعانون من التهابات الأذن المتكررة.
تمزق طبلة الأذن: إذا استمر السائل في التراكم بالأذن الوسطى، فقد تنفجر طبلة الأذن، هذا يترك ثقباً صغيراً غالباً ما يلتئم في غضون أسبوعين.
من المضاعفات الأخرى لعدوى الأذن الحادة التهاب الأذن الوسطى المستمر، وهي حالة تسمى التهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن.
ويتمثل العرض الرئيسي لهذه الحالة في تكرار أو التصريف المستمر للقيح من الأذن، من خلال ثقب صغير في طبلة الأذن.
ويعاني العديد من الأطفال المصابين بالتهاب الأذن الوسطى القيحي المزمن من بعض فقدان السمع.
قد تحدث المضاعفات التالية أيضاً في حالة تكرار التهابات الأذن:
- نمو الأنسجة خلف طبلة الأذن (ورم صفراوي).
- تلف العظام الصغيرة في الأذن الوسطى.
العناية بألم الأذن
- قد يكون ألم الأذن أسوأ عند الاستلقاء، لذا حاول أن تجعل الطفل يجلس أو ينام مع رفع رأسه.
- قد تساعد الكمادات الدافئة في تخفيف ألم الأذن.
- يمكن استخدام الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين للمساعدة في الشعور بالراحة؛ عن طريق اتباع التعليمات الموجودة على الملصق أو التي يقدمها الطبيب.
- لا تعطِ الأسبرين لأي شخص دون سن 18 عاماً، فقد تم ربطه بتطور متلازمة راي، وهو مرض يسبب تورماً في الدماغ والكبد.
- لا تُدخل أي شيء في أذن طفلك، بينما يمكنك تنظيف الجزء الخارجي منها بقطعة قماش دافئة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.