لطالما كان العمى من أكبر التحديات الطبية التي يحاول مجال البحث العلمي مراراً وتكراراً على مدار عقود طويلة أن يجد حلاً قاطعاً لها، وعلاجاً فعالاً يضمن استعادة البصر مجدداً بعد الإصابة بفقدان النظر لمختلف الأسباب الصحية أو الطارئة نتيجة الصدمات والحوادث.
فقدان النظر وأعراضه حسب الأسباب الرئيسية
العَمى بطبيعة الحال هو عدم القدرة على رؤية أي شيء، بما في ذلك الضوء.
إذا كنت مكفوفاً بشكل جزئي، فهذا يعني أنك تعاني من ضعف في الرؤية وليس انعداماً كاملاً، بحسب موقع Science العلمي.
على سبيل المثال، قد يكون لديك رؤية ضبابية أو عدم القدرة على التمييز بين أشكال الأشياء. أما فقدان النظر فهو يعني أنك لا تستطيع الرؤية على الإطلاق.
وتشير حالة العمى الطبية إلى الرؤية المعرضة لخطر كبير. وما يمكن أن يراه الشخص ذو الرؤية العادية من على بعد 200 قدم، يمكن للشخص الكفيف طبياً أن يراه من مسافة 20 قدماً فقط.
إلا أنه اعتماداً على سبب فقدان البصر لديك، قد يزيد العلاج الفوري والعمليات الجراحية من فرص استعادة الرؤية جزئياً أو كلياً. وقد يشمل العلاج الجراحة أو الأدوية والعقاقير.
ما هي أعراض العمى؟
إذا كان الشخص يعاني من فقدان البصر تماماً، فإنه لن يرى شيئاً تماماً، وتكون الرؤية هي العتمة وظلاماً دامساً بلا أي اختلافات.
أما إذا كان الشخص مصاباً بالعمى الجزئي، فقد يواجه المريض الأعراض التالية بحسب موقع Healthline الصحي:
- الرؤية الغائمة.
- عدم القدرة على رؤية الأشكال.
- رؤية الظلال فقط.
- ضعف الرؤية الليلية.
- الرؤية النفق.
ما الذي يسبب فقدان النظر؟
يمكن أن تسبب أمراض العيون وحالاتها التالية العمى وفقدان البصر التام:
- تشير الجلوكوما إلى حالات العين المختلفة التي يمكن أن تلحق الضرر بالعصب البصري، والذي ينقل المعلومات المرئية من عينيك إلى عقلك.
- يتسبب التنكس البقعي في تدمير جزء من العينين مسؤول عن رؤية التفاصيل. وهو المرض الذي عادة ما يصيب كبار السن.
- يسبب إعتام عدسة العين أيضاً في حدوث رؤية ضبابية. وهو كذلك أكثر شيوعاً عند كبار السن بسبب عوامل التقدم في السن وأعراض الشيخوخة.
- يمكن للعين الكسولة أن تجعل من الصعب رؤية التفاصيل، وبالوقت مع عدم تلقي العلاج اللازم قد تؤدي في النهاية إلى فقدان البصر.
- التهاب العصب البصري هو التهاب يمكن أن يسبب فقدان البصر بشكل مؤقت أو دائم.
- يشير التهاب الشبكية الصباغي إلى تلف الشبكية. يؤدي إلى العمى فقط في حالات نادرة.
- يمكن أن تسبب الأورام التي تصيب الشبكية أو العصب البصري العمى التام أيضاً.
- يُعد العمى من المضاعفات المحتملة إذا كنت مصاباً أيضاً بداء السكري أو السكتة الدماغية.
تشمل الأسباب الشائعة الأخرى للعمى ما يلي وفقاً لموقع Medical News Today:
- الولادة بحالة من العمى.
- إصابات العين المباشرة.
- مضاعفات جراحة العيون.
كيف يتم علاج فقدان النظر؟
في بعض حالات ضعف البصر، قد يساعد واحد أو أكثر مما يلي في استعادة النظر ولو بشكل طفيف ووقف احتمالية فقدانه بشكل تام، وذلك إما بارتداء نظارة طبية متخصصة لحالات الضعف الملائمة، أو عبر استخدام العدسات اللاصقة الطبية، والعمليات الجراحية وتناول العقاقير والأدوية.
ومع ذلك، يتطلب فقدان النظر الكامل التعامل مع الحياة بطريقة جديدة وتعلم مهارات جديدة. على سبيل المثال، قد تحتاج إلى معرفة كيفية قراءة برايل واستخدم كلب إرشاد.
الخيار الجراحي لعلاج فقدان البصر في بعض الحالات المحددة
حقق أخصائيو العيون تطورات مذهلة في جراحة تصحيح البصر، والمعروفة أيضاً باسم جراحة العين الانكسارية والليزر، في السنوات الأخيرة.
ومع ذلك هناك أنواع عديدة من جراحات تصحيح الإبصار التي تختلف عن جراحات استعادة النظر بالكامل بعد فقدانه تماماً.
وتعمل معظم الإجراءات على إعادة تشكيل القرنية بحيث يمكن للضوء الذي يمر عبرها أن يركز على شبكية العين. بينما تراعي جراحات أخرى أن تحل محل عدسة العين.
فيما يلي الأنواع المختلفة من العمليات الجراحية التصحيحية وما يتم تحسينه بها، بحسب موقع Vistar Eye لمشاكل الرؤية وصحة العينين:
1- الليزك (تصحيح تحدب القرنية بالليزر)
تعيد هذه الجراحة تشكيل نسيج القرنية الكامن لتركيز الضوء على العين والوصول إلى شبكية العين.
هذا الإجراء مثالي للمرضى الذين يعانون من قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية.
وفيه يقوم جراحو العيون بإنشاء سديلة من الطبقة الخارجية للقرنية من أجل الوصول إلى النسيج الأساسي.
2- استئصال القرنية الانكساري للضوء – PRK
PRK هو إجراء يستخدم الليزر لإعادة تشكيل القرنية. على عكس الليزك، يقوم PRK بإعادة تشكيل سطح القرنية فقط لعلاج العمى الجزئي نتيجة ضعف البصر في العين المصابة.
وهو خيار مثالي لقصر النظر الخفيف إلى المتوسط، أو طول النظر، أو اللابؤرية.
3- رأب القرنية الرقائقي الآلي – ALK
يمكن أن يساعد ALK الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر الشديد ومستويات قليلة من طول النظر، على الرغم من أن الليزك قد حلت محل ALK كطريقة للتصحيح.
وفي هذا الإجراء، يقوم أخصائي العيون بإنشاء سديلة في القرنية للوصول إلى الأنسجة الكامنة. لا يتم استخدام الليزر، وبدلاً من ذلك يقوم الطبيب بعمل شق في الطبقة الفرعية من القرنية لإعادة تشكيل الرؤية وتصحيحها.
4- عملية تبادل العدسة الانكسارية – RLE
RLE هو إجراء لتصحيح إعتام عدسة العين، وهو نوع من أنواع فقدان النظر الجزئي. وفيه يقوم الطبيب بعمل شق صغير لإزالة العدسة الطبيعية للعين على حافة القرنية.
بعدها يتم استبدال عدسة العين بعدسة سيليكون أو بلاستيكية صناعية. يُعرف هذا الإجراء أيضاً باسم CLE (استخراج العدسة الشفافة) أو RLR (استبدال العدسة الانكسارية) ويمكن استخدامه لتصحيح طول النظر الشديد أو قصر النظر.
كما أنه يُستخدم لتصحيح القرنيات الرقيقة وجفاف العين ومشاكل العين الطفيفة الأخرى.
5- تبادل العدسة طويل النظر – PRELEX
إذا فقدت عدسة العين مرونتها، يشار إلى الحالة باسم قصر النظر الشيخوخي، وهو كذلك نوع من العمى الجزئي وليس التام.
وفيه يعاني المرضى من قصر النظر الشيخوخي صعوبةً في التركيز على الأشياء القريبة ورؤيتها. وخلال العملية يقوم طبيب العيون بزرع عدسة متعددة البؤر لتحسين المرونة واستعادة قدرة الإبصار.
6- جراحة Intacs للقرنية
تُعرف أيضاً تلك الجراحة باسم مقاطع الحلقة داخل القرنية (ICR). في هذا الإجراء، يقوم الطبيب بعمل شق صغير في القرنية، ثم يتم وضع حلقتين بلاستيكيتين على شكل هلال عند الحافة الخارجية للقرنية لتسطيحها.
تسمح القرنية المسطحة بتغيير أشعة الضوء بالطريقة التي تركز بها على شبكية العين.
7- جراحة زراعة العدسات داخل مقلة العين
يحتاج بعض المرضى الذين يعانون من قصر النظر الشديد والحاد إلى زراعة عدسة Phakic داخل مقلة العين. في هذا الإجراء، يقوم الطبيب بإدخال غرسة من خلال شق صغير جداً عند حافة القرنية يتم توصيله بالقزحية خلف الحدقة. تُترك عدسة العين الطبيعية في مكانها.
وفي النهاية، حالات فقدان البصر السالف ذكرها تُعد إلى حد كبير عمى جزئياً فقط وليس تام، كما أن أسبابها ترجع إلى حالات طبية معينة قابلة للتصحيح. لذلك قد لا يملك الشخص المصاب بفقدان الإبصار التام خياراً لاستعادة نظره بالحصول عليها.
وفي بعض حالات العمى الناجمة عن صدمات الرأس، قد يكون من المتاح الخضوع لعمليات جراحية على الدماغ لتصحيح المشكلة الأساسية التي تسببت في فصل قدرة الشخص على الرؤية ومصدر تشغيلها الأساسي في الدماغ.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.