عيناك مغمضتان، لكن لا تنام؛ تأمل أن تغرق في النوم سريعاً، لكنك قد تستلقي لنحو نصف ساعة بينما يعاندك النوم. فهل يحتسب الاستلقاء مُغمَض العينين نوماً؟
وصفت بعض الدراسات العلمية الاستلقاء في السرير بعينين مغمضتين بـ"اليقظة الهادئة"، حسب ما نشرت مجلة The Atlantic.
وأوضحت عالمة الأعصاب كيارا سيريللي أنَّ خلايانا العصبية تنشط عندما نكون مستيقظين، لكن عندما نخلد للنوم تنتقل هذه الخلايا إلى حالة "صعود وهبوط"، وخلال فترات النوم الأعمق، يصبح نشاطنا العصبي صامتاً تماماً.
لذا فإنَّ الجواب، على الأقل على مستوى علم الأعصاب، هو لا.
وبالتالي فإنَّ إغلاق العينين والاستلقاء في السرير لا يعتبر نوماً إلا إذا كنت تغط في النوم بالفعل.
ومع ذلك، لا يمكن القول إنَّ الاستلقاء وعيناك مغمضتان عديم الفائدة؛ إذ تسمح تلك الحالة لعضلاتك وأعضائك بالاسترخاء.
الاستلقاء في السرير ضروري للتعافي
بخلاف علم الأعصاب، فإنَّ الاستلقاء في السرير بعينين مغمضتين مفيد لسبب واحد: فهو يساعد على النوم.
تساعدنا الراحة على التعافي من الجهد البدني والعقلي ويمكن أن تكون نشطة أو سلبية.
تقنيات الاسترخاء مثل اليقظة الذهنية هي أشكال نشطة للراحة، وتعتبر التمارين المعتدلة أحياناً راحة نشطة، حيث يمكن أن تكون أكثر تنشيطاً من الاستلقاء أو عدم القيام بأي شيء على الإطلاق.
كما تتبادر إلى الذهن أشكال الراحة السلبية مثل القيلولة أو الاستلقاء مغمض العينين طمعاً في بعض الراحة.
غالباً ما نستخدم مصطلحي "النوم" و"الراحة" بطرق مماثلة. كلاهما له تأثيرات مهمة على العقل والجسم وهما ضروريان للحفاظ على رفاهية المرء. ومع ذلك، يلعب النوم والراحة أدواراً مختلفة ولهما أغراض مختلفة.
لا يمكن التقليل من أهمية النوم، حيث نقضي ما يقرب من ثلث حياتنا نائمين، لكن الراحة لها تعريف أوسع من النوم.
طبياً، تُعرف الراحة بأنها سلوك يهدف إلى زيادة الرفاهية الجسدية والعقلية، والتي تتضمن عادةً إيقاف النشاط. في حين أن النوم هو بالتأكيد حالة مريحة، إلا أن معظم فترات الراحة لا تنطوي على نفس مستوى فك الارتباط مثل النوم.
ما هي فوائد الراحة؟
من خلال إرخاء العضلات وتهدئة الدماغ، يمكن أن تساعد الراحة في استعادة الشعور بالهدوء أثناء أوقات الإرهاق أو المرض أو الإرهاق.
يتطلب الإجهاد والتعب اليومي العادي أيضاً فترات من الراحة والاسترخاء، حيث يعمل بمثابة زر إعادة ضبط للعقل والجسم، ويمكن للراحة أيضاً أن تمهِّد الطريق لنوم أفضل بالليل.
وثبت أن تقنيات الاسترخاء تقلل التوتر، وتشمل أعراض الإجهاد التنفس الضحل وزيادة معدل ضربات القلب والقلق وتوتر العضلات، حسب موقع Sleep.
وتتضمن أمثلة تقنيات الاسترخاء التأمل واليوغا واليقظة الهادئة أو الاستلقاء.
وفي حين أن للراحة فوائد لا حصر لها، فإن عدداً من العمليات الإصلاحية المعقدة فريدة من نوعها ولا يمكن تحقيقها من خلال القيلولة أو أي سلوك آخر أثناء الراحة، إنما بالنوم حصراً.
لا يزال النوم هو أعلى شكل من أشكال الراحة
إذا كنت تعاني من ديون النوم أو الحرمان المزمن من النوم، فلن تساعد الراحة على إعادة الشحن بالطريقة التي يحققها النوم، ولكن هناك الكثير الذي يمكنك تعلمه من الراحة بعينين مغمضتين.