في الوقت الذي تضرب فيه موجة أوميكرون عالم أنهكه الوباء، تعد أول الأدوية المضادة لفيروس كورونا بالحماية خصوصاً لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض خطيرة. ومع ذلك، يجب أن يخضع كل من يتناول هذه الأدوية لمراقبة دقيقة من قبل الأطباء، إذ إنها ليست آمنة للجميع، كما يحذر الخبراء.
وكانت الإدارة الأمريكية للطعام والأدوية FDA منحت دواءي Paxlovid و molnupiravir إذناً للاستخدام الطوارئ في أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول من العام 2021 لعلاج حالات كورونا الخفيفة إلى المعتدلة.
تتدخل هذه الأدوية من خلال مسارات مختلفة في قدرة الفيروس على التكاثر، ويمكن تناولها في المنزل، قبل أن تتطور الحالة.
يقلل دواء Molnupiravir الذي تصنعه شركة ميرك أو Merck من معدل الحاجة للدخول المستشفى في المرضى المعرضين لمخاطر عالية بحوالي 30% ويحمل بعض الآثار الجانبية المحتملة.
أما دواء Paxlovid من شركة فايزر فيقلل من معدل الحاجة لدخول المستشفى بحوالي 90% ويعتبر أكثر أماناً.
وبعبارة أخرى، فإن باكسلوفيد سيكون الدواء الأكثر طلباً في العالم.
آلية عمل دواء مولنوبيرافير
يعتمد هذا الدواء على الحمض النووي الريبي (RNA)، وهو مكوِّن خلوي يعمل بشكل مشابه لآلة نسخ التعليمات الوراثية للفيروس.
تُجبر الخلية المصابة على إنتاج RdRp، والذي يبدأ في توليد المزيد من نسخ الحمض النووي الريبي للفيروس.
وهنا يأتي دور دواء مولنوبيرافير عبر تثبيط البوليميراز، إذ يقوم بإدراج نفسه في التعليمات الفيروسية التي يتم نسخها، مما يؤدي إلى خلط المحتويات وتوقف تناسخ الفيروس، حسب موقع Visual Capitalist.
آلية دواء باكسلوفيد: نيرماترلفير + ريتونافير
يجعل الفيروس البروتينات ضرورية لبقائه في كتلة كبيرة متكتلة تسمى البروتينات المتعددة. مكون خلوي يسمى البروتياز يقطع البروتينات المتعددة للفيروس إلى أجزاء أصغر قابلة للتطبيق.
دواء فايزر المضاد للفيروسات هو مثبط لمكون خلوي يدعى البروتياز والذي يحتاجه الفيروس والدواء مصنوع من حبتين:
الحبة الأولى نيرماترلفير أو nirmatrelvir، توقف البروتياز من تقطيع المنتجات الفيروسية إلى قطع أصغر.
الحبة الثانية Ritonavir أو ريتونافير، تحمي نيرماترلفير من دفاعات جسم الإنسان وتسمح له بمواصلة العمل.
وبالتالي يصعب على الفيروس التاجي التكاثر، وكلما تم العلاج مبكراً قل تأثير الفيروس.
من هم مرضى كورونا المؤهلون للدواء؟
بدوره، قال المدير الطبي للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية في أمريكا ويليام شافنر إنه لن يتم تسليم أدوية Paxlovid وmolnupiravir إلى كل من أصيب بفيروس كورونا.
وأوضح لموقع Webmed أنه تمت الموافقة عليهما للأشخاص الذين يعانون من إصابة خفيفة أو معتدلة وهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة – خاصة أولئك الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكبر أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب أو أمراض الرئة أو السكري أو السمنة أو أجهزة المناعة الضعيفة.
ومع ذلك، تأتي هذه الحبوب مع قائمة معقدة من المشاكل الصحية التي تحد من المرضى الذين يمكن وصفها لهم:
- يمكن وصف دواء باكسلوفيد للأطفال بعمر 12 عاماً أو أكبر ولكن لا يمكن وصف دواء مولنوبيرافير بسبب مخاوف من أنه قد يتعارض مع نمو العظام.
- لا يمكن وصف مولنوبيرافير للنساء الحوامل لأنه ينطوي على مخاطر حدوث عيوب خلقية. يُنصح الرجال الذين يتناولون الدواء باستخدام وسائل منع الحمل لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد آخر جرعة، حيث إن التأثير على الحيوانات المنوية غير مفهوم تماماً.
- لا يُنصح باستخدام باكسلوفيد للمرضى الذين يعانون من مشاكل حادة في الكلى أو الكبد.
- يمكن أن يتفاعل كلا الدواءين مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.
متى يجب تناول الدواء؟
يحتاج الأشخاص المصابون بفيروس كورونا إلى البدء في تناول الحبوب المضادة للفيروسات في غضون 5 أيام من ظهور الأعراض الأولى حتى يكون للعقاقير أي أمل في القضاء على المرض.
قال شافنر: "هذا يعني أنه على الناس الجري وليس المشي لأداء الاختبار" إذا ظهرت عليهم أي من هذه الأعراض:
- حمى أو قشعريرة.
- سعال.
- صداع الرأس.
- صعوبة في التنفس.
- فقدان حاسة التذوق أو الشم.
- التهاب الحلق.
- إعياء.
- سيلان الأنف.
- آلام في العضلات أو الجسم.
كيف يتم تناول الحبوب؟
يتطلب كلا المضادين للفيروسات دورة علاج لمدة 5 أيام.
سيحتاج الأشخاص الذين يتناولون Paxlovid إلى تناول ثلاثة أقراص في نفس الوقت، مرتين في اليوم.
أما دواء molnupiravir فيجب تناول أربع كبسولات مرتين في اليوم.
قال شافنر: "لا يمكنك التوقف عند اليوم الثالث وتوقع أي فائدة. عليك أن تأخذ العلاج بأكمله، حيثما لا يقل عن ثلاث حبات مرتين يومياً لمدة خمسة أيام".
ماذا لو لم أستكمل العلاج؟
لفت شافنر إلى مخاوف أخرى نتيجة عدم الالتزام بوصفة الدواء.
يعمل دواء Molnupiravir عن طريق إدخال أخطاء في الشفرة الجينية لفيروس كورونا، مما يتسبب في إنتاج الفيروس لنسخ معيبة، وفي النهاية ينتهي.
يشعر بعض خبراء الأمراض المعدية بالقلق من أنه إذا لم يأخذ الناس الدورة الكاملة، فقد يؤدي ذلك إلى متغيرات جديدة وربما أكثر خطورة من كورونا.
هل تنفع الحبوب ضد متغيرات دلتا وأوميكرون؟
تعمل لقاحات كورونا من خلال إنتاج الأجسام المضادة التي تهاجم البروتين الشائك لفيروس كورونا – وهو جزء من الفيروس يساعده على غزو الخلايا البشرية.
والمتغيرات الجديدة هي استجابة الفيروس لتلك الأجسام المضادة، حيث يحاول الفيروس التاجي الالتفاف حول حماية اللقاح.
في المقابل، تعمل الأدوية المضادة للفيروسات من خلال مهاجمة أجزاء أخرى من دورة حياة الفيروس التاجي، وتحطيم الوسائل التي يكرر بها الفيروس نفسه.
لهذا السبب، يعتقد خبراء الأمراض المعدية أن الحبوب ستكون فعالة ضد أحدث متحورات فيروس كورونا.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.