لا شكَّ أنّ الأسنان والعظام متشابهة بالنوعيّة وتتشاركان في بعض القواسم، بما فيها أنها أقسى المواد في الجسم، ورغم ذلك فإن الأسنان في الحقيقة ليست عظاماً.
نلقي هنا نظرة فاحصةً على مكونات الأسنان وأنواع الأسنان المختلفة وما إذا كان بإمكاننا الاستغناء عن أيٍّ منها.
اقرأ أيضاً
الفرق بين الأسنان والعظام
على الرغم من أن الأسنان والعظام تبدوان متشابهتين جدًا، إلا أنها في الواقع مختلفة، الأسنان ليست عظاماً، كلتاهما بيضاء اللون وتخزن الكالسيوم بالفعل، وتشكلان معاً 99% من المعادن في جسمك، ولكن هنا ينتهي أوجه التشابه بينهما.
تمثِّل الأسنان بنيةً مختلفة تماماً عن العظام، فهي مصنوعة من المينا ولا شكّ أنه مصطلح مألوف بالنسبة لك.
والمينا وفقاً لإخصائيّة الأسنان الأردنية مُنى غانم هي الجزء المرئي المسؤول عن حماية أسنانك.
أما بالنسبة عن الأنسجة الأخرى التي تتكون منها الأسنان، قالت غانم لـ"عربي بوست": "تتكون الأسنان من نسيج عصبي، وعاج ولُب وملاط ومينا، وتعتبر الأخيرة أقسى نسيج في الجسم، لذلك فهي قابلة للتآكل بمرور الوقت بسبب تعرضها للأحماض والبكتيريا وقلة الاهتمام بها".
وأوضحت غانم أنّ العاج يقع أسفل المينا هو شديد الحساسية للبكتيريا التي يمكن أن تسبب حساسية الأسنان ومن ثمّ التسوس، أما اللب فهو الجزء الحي من السن، والذي يتكون من أعصاب وأوعية دموية تمر من خلاله.
في حين أنّ الملاط هو طبقة من النسيج الضام المسؤول عن إبقاء الأسنان متصلة باللثة وعظم الفك.
من جهتها، تقول كات إيدني، وهي إخصائية بريطانية في صحة الأسنان والمعالجة لموقع LiveScience الأمريكي: "نظراً إلى أن الجزء الخارجي من أسناننا ليس نسيجاً حياً، فلا يمكن لأسناننا إصلاح نفسها بشكل طبيعي عند تعرُّضها للتلف، ولا يمكن أن تتجدَّد المينا في حالة تلفها تلفاً كبيراً، وهذا هو سبب أهمية العناية بأسناننا وعلاج التسوُّس والتجاويف في أسرع وقتٍ ممكن".
أما بالنسبة للعظام فهي عبارة عن أنسجة حيّة تتكسر وتستبدل بأخرى جديدة باستمرار، وهذه الدورة هي التي تحافظ على صحة وقوة عظامنا.
وتتكون العظام من هيكلٍ من الكولاجين مملوء بفوسفات الكالسيوم وهذا يجعلها قويةً ومرنة، ولأنها كيانٌ حي، فإنها تُجدَّد باستمرار وتُصلَح في حالة كسرها.
اقرأ أيضاً
ما أنواع الأسنان الأربعة؟
نولد جميعاً ولدينا مجموعة كاملة من الأسنان داخل فكنا، ولا نعلم بها حتى تبدأ في الظهور. أغلب الأطفال تظهر أسنانهم الأولى بين 6 إلى 12 شهراً – 10 أسنان في الأعلى ومثلها في الأسفل. وبحلول الوقت الذي يبلغ فيه عمر الطفل 13 أو 14 عاماً، تحلُّ محلَّ هذه المجموعة 32 سناً أكبر ودائم.
لدينا أربعة أنواع مختلفة من الأسنان:
القواطع 8
الأنياب 4
الضواحك 8
الأضراس 12
القواطع
توجد القواطع في الجزء الأمامي من الفم، 4 في الفك العلوي و4 في الفك السفلي، وعادة ما تكون القواطع هي أول مجموعة من الأسنان تظهر في فم الأطفال، وفقاً لما ذكره موقع Health Line الطبي الأمريكي.
كما تستخدم القواطع في تقطيع الطعام عند تناوله كما تحمي شفاهنا وتساعدنا على إصدار الصوت عندما نتحدث.
الضواحك
ثاني مجموعة تظهر من الأسنان هي الضواحك، وهي أكبر وأعرض من القواطع لديها سطح مستوٍ مع نتوءات لسحق وطحن الطعام إلى قطع أصغر لتسهيل البلع، ولها فائدة أخرى، وفقاً لـ Dental Clinic Singapore وهي مساعدتها في الحفاظ على ارتفاع وجهك.
أما الرضع والأطفال الصغار فليس لديهم ضواحك، لأن هذه الأسنان لا تبدأ في الظهور حتى سن العاشرة تقريباً.
الأنياب
ثم تأتي الأنياب التي يمتلك الإنسان منها 4 وتقع بجوار القواطع، وهي ذات سطح حاد ومدبب لتمزيق الطعام.
تظهر أول الأنياب لدى الأطفال عندما يبلغون بين الـ16 شهراً والـ20 شهراً، وعادة تبدأ الأنياب العلوية في الظهور ومن ثمّ تليها السفلية.
الأضراس
أما الأضراس فهي 12 تقع في مؤخرة الفم ويبلغ عددها 12 وهي أقوى أسنانك، وتستخدم لمضغ وطحن الطعام.
هل نحتاج كلَّ أسناننا؟
لكلِّ نوعٍ من الأسنان دوره الخاص في مساعدتنا على قضم الطعام وتمزيقه ومضغه، ولكنها تساعد أيضاً في الحفاظ على شكل وبنية الفك، لكن هل نحتاجها جميعاً حقاً؟ وماذا سيحدث إن لم يكن لدينا مجموعةٌ كاملةٌ من 32 سناً؟
تقول الطبيبة مُنى غانم إن معظم المرضى لن يتحملوا فقدان أحد أسنانهم الأمامية، ولكن فقدان أحد الأسنان الخلفية قد لا يكون مصدر قلق لبعض المرضى.
وأضافت: "أحد عوامل الخطر لفقدان الأسنان في المستقبل هو فقدان الأسنان السابق، وإذا استمر فقدان الأسنان، فستكون هناك نقطة يلاحظها المريض، لذلك يجب إعادة صياغة السؤال الأصلي، وهو كم عدد الأسنان المفقودة التي يحتاج المريض إلى استبدالها لتحسين إدراكه لقدرته على المضغ؟".
وأوضحت أنَّ الإجابة المختصرة هي أن كل الأسنان المفقودة بحاجة إلى استبدال، حتى لا يصاب المريض مستقبلاً بمشاكل على مستوى المفصل الفكي الصدغي وضياع البعد العمودي وتطاول في السن المقابل للسن المفقود.
وأخيراً إذا أزلت أسنانك لتلائم تقويم الأسنان، أو تأثَّرَت ضروس العقل لديك، فمن غير المُرجَّح أن تؤثِّر على قدراتك على المضغ أكثر من اللازم.
ولكن إذا فقدت سناً لأيِّ سببٍ آخر، فقد تتحرَّك أسنانك الأخرى تاركةً فجوة.
وإذا كان فقدان الأسنان كثيراً لديك، قد يكون تركيب الأسنان ضرورياً لاستعادة بنية الفك واستعادة ابتسامتك.
قد يهمك أيضاً: 10 معلومات عليك معرفتها قبل تركيب تقويم للأسنان
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.