كيف تفرِّق بين أعراض أمراض موسم الإنفلونزا بأنواعها المختلفة وتحديداً إنفلونزا الخنازير، وفيروس كورونا وحتى نزلات البرد العادية؟ كي لا تفترض خطأً أن ما ألمَّ بك أو بشخص تحبه مجرد نزلة برد قاسية، لتكتشف لاحقاً أنه إنفلونزا الخنازير المُعدية أو حتى فيروس كورونا سريع الانتشار، نستعرض في هذا التقرير أوجه الشبه والاختلاف بين جميع هذه الفيروسات.
تشترك جميع هذه الأمراض في أعراض متشابهة، مما يجعل من الصعب أحياناً التمييز بينها وتوجيه أصابع الاتهام للفيروس المذنب.
أعراض يجب رصدها
تميل العلامات المبكرة للبرد والإنفلونزا وكورونا إلى أن تكون متشابهة، حسب موقع Mayoclinic.
وغالباً ما يتسبب كل من فيروس كورونا والإنفلونزا في ظهور أعراض مثل الحمى والتعب وآلام الجسم والتهاب الحلق وضيق التنفس والقيء أو الإسهال، وفقاً لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكي CDC.
ومع ذلك، يمكن تمييز عدوى كورونا بالصداع والسعال الجاف المتزامنين.
وأوضح الدكتور سيد أن فقدان حاستي التذوق والشم الذي كان أكبر علامة تحذير لعدوى كورونا، لايزال من الأعراض المحتملة حتى لمتحور أوميكرون، على الرغم من أنه أقل انتشاراً الآن مما كان عليه مع المتغيرات أو المتحولات الأخرى.
ما الفرق بين الإنفلونزا وكورونا؟
تصيب الإنفلونزا وكورونا الجهاز التنفسي، إلا أن فيروس كورونا ينتشر بسهولةٍ أكبر من الإنفلونزا. مع ذلك، ومع حصول مزيد من الأشخاص على التطعيم الكامل ضده، من المتوقع أن يتباطأ انتشار الفيروس المسبب للإصابة بكورونا.
مقارنة بالإنفلونزا، يمكن أن يسبب مرض كورونا أمراضاً أكثر خطورة لدى بعض الأشخاص، وقد يستغرق وقتاً أطول قبل أن تظهر الأعراض على الأشخاص ويمكن أن يصبح الأشخاص معديين لفترة أطول.
ونظراً إلى أن بعض أعراض الإنفلونزا وكورونا وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى متشابهة، فلا يمكن التمييز بينها بناءً على الأعراض وحدها، ولابد من إجراء فحص لدى مختص وتأكيد التشخيص.
ومن الجدير ذكره أنه يمكن أن يصاب الناس بالإنفلونزا والفيروس المسبب لكورونا في الوقت نفسه وتبدو عليه أعراض الفيروسين.
وماذا عن إنفلونزا الخنازير والكورونا؟
تم اكتشاف إنفلونزا الخنازير أو H1N1 أولاً في الولايات المتحدة ثم انتشرت إلى العالم، واحتوت على مزيج من جينات الإنفلونزا التي لم يسبق رؤيتها في الحيوانات أو البشر، كما يقول مركز السيطرة على الأمراض CDC.
ولكن الآن، تعد إنفلونزا الخنازير مجرد سلالة أخرى من سلالات الإنفلونزا الموسمية، التي يمكن تلقي لقاح ضدها في كل عام، كما يتم تشخيصها وفقاً لفحص مخبري.
يقدر مركز السيطرة على الأمراض CDC أن إنفلونزا الخنازير أصابت ما يقرب من 61 مليون شخص بالولايات المتحدة، وتسببت في وفاة 12469 شخصاً. أما حول العالم، فتوفي ما يصل إلى 575400 شخص بسبب جائحة إنفلونزا الخنازير.
تقدّر منظمة الصحة العالمية أن ما بين 290.000 و650.000 شخص يموتون بأسباب متعلقة بالإنفلونزا كل عام في جميع أنحاء العالم.
وبينما يستمر وضع خطورة فيروس كورونا في التغير بسرعة في بعض الأحيان مع ظهور المتحورات من جهة ومعدلات نشر اللقاح من جهة أخرى، يعمل الأطباء والعلماء على تقدير معدل وفيات كورونا.
في الوقت الحاضر، يعتقد العلماء أن معدل الوفيات الناجم عن الإصابة بكورونا يصل إلى 10 أضعاف أو أكثر من معظم سلالات الإنفلونزا.
* تأتي هذه المعلومات من خريطة الحالات العالمية لفيروس كورونا التي وضعها مركز جونز هوبكنز لعلوم وهندسة النظم CSSE.
مواضع التشابه بين كورونا والإنفلونزا:
يمكن أن تكون لكل من كورونا والإنفلونزا، ومنها إنفلونزا الخنازير، درجات متفاوتة من العلامات والأعراض، تتراوح بين عدم وجود أعراض وأعراض شديدة.
تشمل الأعراض الشائعة التي يتشارك فيها كورونا والأنفلونزا، ما يلي:
- حمى أو الشعور بالحمى/ قشعريرة
- سعال
- ضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس
- التعب
- التهاب الحلق
- سيلان أو انسداد الأنف
- آلام في العضلات أو آلام في الجسم
- صداع الرأس
- القيء والإسهال
- تغيُّر أو فقدان حاسة التذوق أو الشم، على الرغم من أن هذا العارض أكثر شيوعاً مع كورونا.
وماذا عن نزلات البرد؟
تحدث أعراض نزلة البرد العادية حين يتفاعل جهاز المناعة في الجسم مع واحد من عدد من الفيروسات، وفقاً لما يقوله الدكتور جوليان تانغ، عالم الفيروسات في جامعة ليستر لصحيفة The Times البريطانية.
وتحدث أعراضٌ مثل السعال والعطس وسيلان الأنف بسبب السيتوكينات، التي تفرزها الخلايا البائية المقاومة للفيروسات (التي تصنع الأجسام المضادة) والخلايا التائية (التي تهاجم الخلايا المصابة).
رغم أن نتائج فحوصات كوفيد تأتي إيجابية لعشرات أو مئات الآلاف يومياً (وكثيرون لا يدركون إصابتهم به)، أشار خبراء طبيون للصحيفة البريطانية إلى أن عدد الأشخاص الذين يصابون بنزلات البرد قد يكون أعلى بـ4 أو 5 أضعاف.
ونزلات البرد، التي يسببها عدد من الفيروسات مثل الفيروسات الأنفية وفيروسات كورونا الموسمية والفيروس التنفسي المخلوي RSV، تنتشر في البشر منذ فترة طويلة.
يتعرض حديثو الولادة والأطفال لكل فيروسات البرد منذ الصغر؛ ولكن لأن هذه الفيروسات تكيفت مع البشر إلى حد ما، أصبحت الأمراض التي تسببها أخف بشكل عام من كوفيد.
كورونا | إنفلونزا الخنازير | |
2020- حتى اللحظة | 2009 – 2010 | سنة البداية والنهاية |
SARS-CoV-2 | H1N1 | اسم الفيروس |
قطرات تنفسية، ملامسة الأسطح الملوثة، انتشار بدون أعراض | قطرات تنفسية، ملامسة الأسطح الملوثة، انتشار بدون أعراض | الانتقال |
مُعدٍ أكثر من إنفلونزا الخنازير، وتنتقل العدوى قبل يومين من ظهور الأعراض حتى 10 أيام بعد الاختبار. | أقل عدوى من كورونا، ويعدي من من يوم واحد قبل أن تبدأ الأعراض حتى 5 إلى 7 أيام بعد المرض | العدوى |
الحمى والقشعريرة والتعب والسعال وآلام الجسم والصداع والتهاب الحلق وسيلان أو انسداد الأنف، وأعراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال والقيء، وأضف إليها فقدان حاسة الشم والتذوق | الحمى والقشعريرة والتعب والسعال وآلام الجسم والصداع والتهاب الحلق وسيلان أو انسداد الأنف وأعراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال والقيء | الأعراض |
تدريجياً بعد يومين إلى 14 يوماً | مفاجئ بعد 1 إلى 4 أيام | تطور الأعراض |
كورونا طويلة المدى، جلطات الدم، متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال (MIS-C) | الالتهاب الرئوي، تدهور الظروف الصحية الأساسية، الالتهابات البكتيرية الثانوية، فشل الجهاز التنفسي، التهاب أنسجة القلب أو الدماغ أو العضلات، إصابة الكلى أو الكبد، متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) تعفن الدم | المضاعفات |
الفئات السكانية فوق 65 عاماً، الحوامل وبعض المصابين بأمراض أخرى | الفئات السكانية فوق 65 عاماً أو أكثر، والأطفال أقل من 5 سنوات، الحوامل وبعض المصابين بأمراض أخرى | الفئات الأكثر تضرراً |
الفرق بين أعراض كورونا وإنفلونزا الخنازير والإنفلونزا العادية والبرد، حسب منظمة الصحة العالمية WHO:
كورونا | إنفلونزا الخنازير | الإنفلونزا العادية | البرد | |
سعال جاف | غالباً | غالباً | غالباً | أحياناً |
حرارة | غالباً | غالباً | غالباً | نادراً |
انسداد الأنف | نادراً | نادراً | أحياناً | غالباً |
التهاب الحلق | أحياناً | نادراً | أحياناً | غالباً |
ضيق التنفس | أحياناً | أحياناً | غير ملاحَظ | غير ملاحَظ |
ألم في الرأس | أحياناً | غالباً | غالباً | نادراً |
آلام في الجسد | أحياناً | غالباً | غالباً | غالباً |
عطس | غير ملاحَظ | نادراً | غير ملاحَظ | غالباً |
إرهاق وتعب | أحياناً | غالباً | غالباً | أحياناً |
إسهال | نادراً | أحياناً | أحياناً | غير ملاحَظ |
فقدان حاسة الشم والتذوق | غالباً | نادراً | نادراً | أحياناً |
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.