يتم استخراج زيت الخردل من بذور نبات الخردل، المعروفة باسم بذور المستردة، وهو غني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، التي يُعتقد أنها تقلل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والعديد من الفوائد الأخرى.
ومع ذلك، فإن الطهي بالزيت قد يشكل خطراً كبيراً، خاصة للأطفال، لذلك يتم استخدامه بطريقة خاصة في تحضير الطعام للحصول على فوائده العديدة.
خصائص زيت الخردل
على مدى عقود استخدم الناس زيت الخردل في الطهي والطب البديل لعلاج الكثير من الحالات المَرضية، وهو شائع في المأكولات الآسيوية، ولا سيما الهندية.
يمتلك زيت الخردل العديد من الخصائص والفوائد، فهو غني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، كما يحتوي على مركبات يُعتقد أن لها خصائص مضادة للالتهابات.
ومع ذلك، فإن استخدام زيت الخردل مثير للجدل، ولطالما اختُلف على فوائده وأضراره؛ إذ له بعض المخاطر المحتملة، لدرجة أن إدارة الغذاء والدواء "FDA" الأمريكية قد حظرت استخدامه في الطهي بشكل كامل.
تناقش هذه المقالة فوائد ومخاطر استخدام زيت بذور الخردل على صحة الجسم.
فوائد زيت الخردل للقلب والأوعية الدموية
يُعد زيت الخردل مكوناً غنياً بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، وقد وجد الباحثون باستمرار أن تضمين الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة في النظام الغذائي للفرد يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقد وجد أحد الأبحاث التي نشرها موقع Karger العلمي، في العام 2011، أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة لديهم ضغط دم منخفض ودهون أقل في الجسم.
وأتى ذلك بالمقارنة مع غيرهم ممن يستهلكون كميات أقل من هذه الأحماض. يُشار أن ارتفاع نسبة الدهون في الجسم، وارتفاع ضغط الدم يمثلان مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين.
وبينما يحتوي زيت الخردل على مستويات عالية من هذه الأحماض الدهنية، يحتوي الأفوكادو وزيت الزيتون على المزيد منها أيضاً، لذا قد يكونان خيارات أفضل عند الاستهلاك.
إمكانات الزيت المضادة للالتهابات
يحتوي زيت الخردل على مركب يمكن أن يكون مفيداً لتقليل الالتهاب، وهو مركب "أليل أيزو ثيوسيانات".
ووجدت إحدى الدراسات التي نشرها موقع Journal of Cellular & Molecular Medicine لعلم الخلايا والأبحاث في الجزيئات، أن أليل أيزوثيوسيانات له تأثير مضاد للالتهابات.
ولاحظ مؤلفو الدراسة هذا التأثير في مزارع الخلايا، وهي خلايا يُنميها الباحثون في بيئة محكومة في المعمل. ومع ذلك، وجدوا أيضاً أن التأثير المضاد للالتهابات كان أقل بكثير لدى الفئران.
وتشير نتائج دراسة حديثة نُشرت بمجلة Plos One العلمية، إلى أن الأليل إيزوثيوسيانات يقلل الالتهاب، وله مجموعة من الفوائد الأخرى في علاج التهاب القولون المزمن.
ويُعد الالتهاب سمةً من سمات مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، ويمكن أن يسبب مجموعة من الأعراض والأمراض الخطيرة، بينها العديد من السرطانات.
وبالتالي فإذا كان الأليل إيزوثيوسيانات قادراً على تقليل الالتهابات، فقد يساعد زيت الخردل في علاج هذه المشكلات.
قد يمنع نمو الميكروبات في الجسم
وجدت بعض الدراسات أن زيت الخردل الأساسي يمتلك خصائص قوية مضادة للميكروبات، وقد يساعد في منع نمو أنواع معينة من البكتيريا الضارة على الجلد.
وبحسب موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية، يقلل زيت الخردل الأبيض الأساسي من نمو العديد من سلالات البكتيريا الضارة.
قارنت دراسة أخرى في أنبوب الاختبار التأثيرات المضادة للبكتيريا للزيوت الأساسية، مثل الخردل والزعتر والأوريغانو المكسيكي مع البكتيريا المسببة للأمراض، وجدت أن زيت الخردل العطري كان الأكثر فاعلية.
علاوة على ذلك، اكتشفت العديد من الدراسات المخبرية أن زيت الخردل الأساسي قد يمنع نمو أنواع معينة من الفطريات والعفن عند استخدامه موضعياً.
ومع ذلك، نظراً لأن معظم الأدلة تقتصر على الدراسات المعملية، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد كيفية تأثير زيت الخردل الأساسي على صحة الإنسان.
يعزز صحة الجلد والشعر
غالباً ما يتم تطبيق زيت الخردل النقي موضعياً للمساعدة في تحسين صحة الشعر والجلد.
بالإضافة إلى إضافته إلى أقنعة الوجه وعلاجات الشعر المنزلية، يتم خلطه أحياناً بالشمع، ويوضع على القدمين للمساعدة في علاج الكعوب المتشققة.
وفي مناطق مثل بنغلاديش، التي تستخدم الزيت في العلاجات الشعبية، يتم استخدامه أيضاً بشكل شائع لإجراء التدليك بالزيت لحديثي الولادة، والذي يُعتقد أنه يعزز قوة حاجز البشرة.
لكن إذا قررت استخدام زيت الخردل على بشرتك، أو فروة رأسك، فتأكد من إجراء اختبار الحساسية أولاً، واستخدام كمية صغيرة فقط لمنع التهيج.
يعزز المحتوى الغذائي للطعام
الخردل نبات كان موطنه الأصلي في أوروبا. وهناك العديد من الأصناف والبذور التي تُعد ضمن مكونات في العديد من الأطعمة والتوابل.
ويتضمن إنتاج زيت الخردل عصر هذه البذور أو طحنها، ويعتبر الزيت أقوى بكثير من البهارات التي تسمى بذور الخردل.
ويتكون زيت الخردل من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة.
ويوجد في كل 100 غرام من زيت الخردل ما يلي من الفوائد:
- 59 غراماً أحماضاً دهنية monosaturated غير مشبعة.
- 21 غراماً أحماضاً دهنية polyunsaturated غير مشبعة.
- 11 غراماً أحماضاً دهنية مشبعة saturated.
مخاطر زيت الخردل والأعراض الجانبية لاستخداماته الخاطئة
قد يشكل زيت الخردل خطراً جسيماً على الصحة، لأنه يحتوي على مستويات عالية من حمض الإيروسيك.
وعادة ما تكون الجرعات الصغيرة من حمض الإيروسيك آمنة، لكن المستويات الأعلى من استهلاكه قد تكون خطيرة.
وتشير الأبحاث وفقاً لموقع Medical News Today، إلى أنه على مدى فترات طويلة، قد يتسبب حمض الإيروسيك في حدوث حالة قلبية تسمى داء شحوم عضلة القلب المسبب للموت.
لذا فهو يشكل مخاطر على الصحة العامة، خاصة على الأطفال.
لذلك في عام 2016، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تحذيراً بأن زيت الخردل ليس آمناً للاستخدام في الطهي، بسبب محتواه العالي من حمض الإيروسيك.
طرق تحضير استخدام زيت الخردل بالطريقة الآمنة
ليس من الآمن أبداً استخدام زيت الخردل النقي في الطهي، أو تناوله كمكمل غذائي، ولكن تُعد الطريقة الأكثر أماناً لاستخدامه هي تخفيفه في زيت ناقل، وإضافته بشكل بارد في تحضير الصلصات، دون تعريضه للحرارة، مثل استخدامه في تحضير الواسابي.
كما يجب على الناس عدم استخدام زيت الخردل العطري بالقرب من أي شخص قد تكون لديه حساسية منه، إذ قد يسبب الاختناق. وفي حال تم تناوله عن طريق الفم، فإن زيت الخردل الأساسي غير المُخفف يُعد ساماً وخطيراً لسلامة الشخص.