للتمارين الرياضية فوائد معروفة وكثيرة على الصحة والمزاج والحالة النفسية حتى. فعلى سبيل المثال تساعد الرياضة في انخفاض ضغط الدم وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم وتحسين النوم ومحاربة الاكتئاب.
وعلى اختلاف الظروف والتفضيلات والخيارات المتاحة، قد يختار البعض القيام بالتمارين الرياضية في المنزل، بينما قد لا يجد آخرون الرغبة في ذلك أو لا يستطيعون الالتزام بالقيام بها أو الاستمتاع بمفردهم؛ لذلك يفضلون الذهاب للصالة الرياضية أو حتى في الحدائق مع الأصدقاء.
وعلى الرغم من أنه قد يبدو أنه لا فرق من حيث النتيجة إن قمت بتمارينك وحدك أو ضمن مجموعة، إلا أن العديد من الأبحاث وجدت أن للتمارين الرياضية الجماعية فوائد صحية قد لا نحققها عند ممارستها بمفردنا، تابع معنا القراءة للتفاصيل..
التمارين الجماعية لها تأثير أكبر على الصحة النفسية والعقلية والعاطفية
في دراسة أمريكية تمت عام 2017، حاول الباحثون معرفة ما إذا كان التمرين الجماعي يمكن أن يساعد طلاب الطب على تخفيف التوتر من خلال التدريبات المنتظمة.
انضم للبحث 69 طالباً في كلية الطب وتم البحث لمدة 12 أسبوعاً.
قامت إحدى المجموعات ببرنامج تدريبي جماعي مدته 30 دقيقة لتقوية العضلات الأساسية والتدريب للياقة البدنية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، جنباً إلى جنب مع تمرين إضافي إذا رغبوا في ذلك.
كانت هناك مجموعة أخرى من المتمرنين الفرديين، الذين مارسوا التمارين بمفردهم أو مع شريكين على الأقل مرتين في الأسبوع.
أما في المجموعة الأخيرة، فلم يمارس الطلاب أي تمرين بخلاف المشي أو ركوب الدراجات إلى حيث يريدون الذهاب.
قام الباحثون بقياس مستويات الإجهاد والتوتر التي كانت لدى الطلاب وصحتهم العقلية والجسدية والعاطفية، في بداية الدراسة وكل أربعة أسابيع.
بعد 12 أسبوعاً، لاحظ المتمرنون الجماعيون تحسناً في جميع الأصعدة الحياتية، والعقلية والنفسية والعاطفية، بالإضافة إلى انخفاض مستويات التوتر لديهم.
وبالمقارنة، فإن المتمرنين الفرديين تحسن لديهم مستوى الصحة العقلية فقط، على الرغم من أنهم يمارسون حوالي ساعة واحدة كل أسبوع أكثر من مجموعة المتمرنين الجماعيين.
بالنسبة للمجموعة الثالثة، لم يتغير مستوى التوتر ولا مستويات الصحة النفسية والعقلية والعاطفية كثيراً بنهاية الدراسة.
التمرين الجماعي المتزامن يزيد من هرمونات الرضا "الإندورفين"
ركزت أبحاث أخرى على تأثير التمارين الجماعية على الترابط الاجتماعي وتحمل الألم والأداء الرياضي.
في دراسة أجريت عام 2013 ونشرت في المجلة الدولية لعلم النفس الرياضي والتمارين الرياضية، طلب الباحثون من الأشخاص المشاركين في الدراسة التمرن لمدة 45 دقيقة على آلات التجديف.
بعد الجلسة، كان الأشخاص الذين قاموا بالتجديف في مجموعات وقاموا بمزامنة حركاتهم مع بعضهم أكثر تحملاً للألم مقارنة بالمجدفين الفرديين.
يُعرف هذا النوع من الحركة المنسقة بالتزامن السلوكي. ويمكن أن يحدث أيضاً أثناء الأنشطة الجماعية الأخرى، مثل اللعب والطقوس الدينية والرقص والتي جميعها تشعرنا بالرضا والراحة النفسية.
لذلك، يعتقد الباحثون أن التحمل المتزايد للألم قد ينبع من زيادة إفراز الإندورفين- هرمونات "الشعور بالرضا"- بسبب تزامن لعب الأشخاص مع بعضهم البعض أثناء ممارسة الرياضة.
التمرين الجماعي أكثر تحفيزاً
حتى إذا كنت قد قررت بالفعل أنك تريد أن تتمرن وتلتزم، فهناك أنواع مختلفة من الدوافع والعوامل التي يمكن أن تساعدك على اتخاذك القرار والحفاظ عليه. واتضح أن ممارسة الرياضة مع الآخرين تعزز تلك الدوافع.
وعندما نتحدث عن الدوافع يجب أن نشير إلى أن هنالك نوعين من الدوافع، الداخلية والخارجية.
الدافع الداخلي يكون عندما تفعل شيئاً لأن السلوك نفسه ممتع أو مرضٍ لك، أي أنك تستمتع بالتمرين نفسه وليس فقط المشاعر الإيجابية التي تحصل عليها بعده.
وتكمن أهمية الدافع الداخلي في أنه يساعدك على الثبات والاستمرار لأنك تقوم بتجربة ممتعة.
يمكن أن توفر ممارسة الرياضة مع أشخاص آخرين هذه المتعة، حتى لو كان النشاط نفسه صعباً أو لم يكن شيئاً تحبه. يمكن أن يتحول التمرين الجماعي إلى نشاط اجتماعي ممتع، مما قد يدفعك إلى الاستمرار في القيام به، كما يشير موقع Live Science.
التمارين الجماعية تزيد من ثقتك بنفسك على الاستمرار
يمكن أن يجعل التمرين مع الآخرين النشاط أسهل وأكثر اعتيادية.
التعلم والممارسة عن طريق التقليد هما إحدى الميول البشرية، سلوكك يتأثر بما تراه من حولك.
عندما تلاحظ أن الآخرين يأتون إلى الصالة الرياضية في أيام معينة ويحاولون الالتزام بالقيام بتمارينهم، يمكن أن يبدأ ذلك في بناء ثقتك في قدرتك على ممارسة الرياضة أيضاً والالتزام بها.
قد تميل بعد ذلك إلى تعديل سلوكك على غرار سلوك الآخرين؛ مما يساعدك على التمرين بشكل روتيني وثابت في حياتك لإيمانك بقدرتك على المشاركة والاستمرار مثل البقية في المجموعة.
وفقاً لموقع nbcnews، وجدت إحدى الدراسات الأمريكية أن 95% من الذين بدأوا برنامجاً لإنقاص الوزن مع أصدقائهم أكملوا البرنامج، مقارنة بمعدل إتمام 76% لأولئك الذين قاموا بالبرنامج بمفردهم.
كما كانت مجموعة التمرين الجماعي أيضاً أكثر عرضة بنسبة 42% للحفاظ على فقدان الوزن.