عديم اللون والرائحة والمذاق، لذلك غالباً ما يُطلق على غاز أول أكسيد الكربون اسم "القاتل الصامت"، لأن هذه الخصائص تجعل من الصعب اكتشافه.
يحدث التسمم بتسرب غاز أول أكسيد الكربون عندما يُستبدل الأوكسجين الموجود في خلايا الدم الحمراء بأول أكسيد الكربون، عن طريق استنشاق أبخرة الاحتراق، ما يمنع الأوكسجين من الوصول إلى أنسجتك وأعضائك، كما يشير موقع Mayoclinic.
ولأنه يصدر عن طريق حرق الغاز أو الخشب أو البروبان أو الفحم أو أنواع أخرى من الوقود، عن طريق محركات الاحتراق أو الأجهزة أو أنظمة التدفئة، يعتبر التسمم بأحادي أكسيد الكربون شائعاً نسبياً.
ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يتسبب بأكثر من 20000 زيارة لغرفة طوارئ سنوياً، وأكثر من 400 حالة وفاة سنوياً.
كما يشير موقع ScienceDirect إلى أن التسمم بأول أكسيد الكربون يعتبر سبباً لأكثر من 50% من حالات التسمم القاتلة في العديد من البلدان الصناعية.
تعرف معنا في هذا التقرير على أعراض التسمم التي تشير إلى تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون.
1. الصداع الخفيف من العلامات الأولى
إن أكثر علامات الإنذار المبكر شيوعاً للتسمم الخفيف بأول أكسيد الكربون هي "الصداع"، الذي يتمثل غالباً في صداع مستمر يتمركز في مقدمة الرأس ويولد ألماً خفيفاً.
من السهل جداً استبعاد الصداع كعرض للتسمم، لأن له أسباباً كثيرة، لكن إن لاحظت أنك تعاني منه دائماً في نفس المكان، مثل المنزل أو السيارة أو مكتب العمل، وأنه يتبدد بسرعة بعد مغادرة المكان فقد يكون السبب تسرب غاز أول أكسيد الكربون.
2. ضعف العضلات قد يرافق الصداع
عندما يحل أول أكسيد الكربون محل الأوكسجين في الدم، ما يتسبب في موت الخلايا، يمكن أن يسبب ذلك ضعف العضلات، وهو ما يجعل الأنشطة المنتظمة، مثل المشي، أكثر صعوبة.
يميل ضعف العضلات إلى الحدوث في بداية التسمم، أو إذا كان التعرض لأول أكسيد الكربون منخفضاً.
3. الدوار والإغماء
الدوخة هي علامة تحذير مبكر أخرى للتسمم بأول أكسيد الكربون، يمكن أن يسبب أيضاً ضباباً عقلياً، أو حتى ارتباكاً، وفقدان القدرة على التركيز. في الحالات الشديدة إذا تم استنشاق كمية كبيرة من أول أكسيد الكربون فقد يؤدي ذلك إلى فقدان الوعي والإغماء.
4. الغثيان والقيء دون ارتفاع الحرارة
غالباً ما تشبه علامات الإنذار المبكر للتسمم الخفيف بأول أكسيد الكربون الأعراض المصاحبة للإنفلونزا، مثل الغثيان والقيء والتعب، كما يشير موقع CNN Health، لكن على عكس الإنفلونزا، التسمم بأول أكسيد الكربون لا يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة (الحمى).
إذا ظهرت هذه الأعراض مع الأعراض السابقة في المقال، فقد يكون ذلك مؤشراً للتسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون.
5. ضيق في التنفس وتسارع نبضات القلب
مع تراكم أول أكسيد الكربون في الدم، قد تصبح الأعراض أكثر حدة، مما يسبب ضيق التنفس أو التنفس السريع، يجب الانتباه لهذه الأعراض، خاصةً إذا كانت تؤثر على العديد من الأشخاص داخل الأسرة كي لا يغمى عليهم جميعاً.
إلى جانب ضيق التنفس، قد يشعر الشخص المصاب بالتسمم بأول أكسيد الكربون أيضاً بضيق أو ألم في منطقة الصدر، الذي قد يكون مصحوباً أيضاً بتسارع معدل ضربات القلب.
6. التشوش الفكري من المؤشرات المتقدمة
عندما تصبح مستويات أول أكسيد الكربون أعلى وأعلى وتزداد بسرعة أكبر، قد تتأثر قدرة الشخص على التفكير بوضوح، ما يؤدي إلى الارتباك وعدم القدرة على التفكير بوضوح، ومشاكل في الذاكرة، وفي بعض الحالات الهلوسة.
7. النعاس الذي قد يؤدي للموت
قد يتسبب التسمم بأول أكسيد الكربون أيضاً في شعور الشخص بالنعاس. ويعتبر هذا العرض من أخطر الأعراض، لأن الناس غالباً ما يعتبرونه غير مقلق، ما يجعلهم ينامون ويستمرون في تنفس أول أكسيد الكربون حتى يحدث التسمم الحاد أو الموت.
8. عدم وضوح الرؤية
نظراً لأن نقص الأوكسجين يؤثر على الدماغ، فإن عدم وضوح الرؤية هو أحد الأعراض الأخرى التي يمكن أن تشير لحدوث تسمم، لكن عادة ما تحدث هذه الأعراض فقط في الحالات الشديدة، حيث يتراكم أول أكسيد الكربون في الدم.
إذا كنت تعاني من مشاكل في الرؤية، خاصةً بالتزامن مع أي أعراض أخرى في هذه القائمة، فتأكد من طلب العناية الطبية على الفور.
9. النوبات والتشنجات العضلية هي أشد الأعراض وأخطرها
في الحالات الشديدة، قد يتسبب التسمم بأول أكسيد الكربون في إصابة الشخص بنوبة سببها ازدياد النشاط الكهربائي في الدماغ، ما يسبب تقلصات العضلات وتشنجات شديدة.
نظراً لأن النوبات تحدث بشكل عام فقط في ظروف شبه مميتة، يجب التماس العناية الطبية على الفور، لأن التشنجات تدل على وصول التسمم لمرحلة شديدة قد تؤدي للوفاة.
يعتبر التسمم بأول أكسيد الكربون شديد الخطورة، ويمكن أن يهدد الحياة، لذلك لا ينبغي الاستخفاف به، إذا كنت تشك في تعرضك أنت أو أي شخص تعرفه لأول أكسيد الكربون، فأنت بحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى على الفور.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.