هل يمكن أن نصاب بنزلتي برد في وقت واحد؟ إليك ما يقوله العلم عن هذه الظاهرة

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/08 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/09 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش
iStock/ العدوى المتداخلة

هل يمكن أن يصاب الإنسان بنزلتي برد في آن معاً؟ قد يبدو سؤالاً غريباً بعض الشيء لكثير من الناس، لكنه بالنسبة للأطباء أمر علمي حقيقي جوابه هو نعم، ويعرف باسم ظاهرة العدوى المتداخلة.

العدوى المتداخلة

وبما أننا الآن في موسم البرد والإنفلونزا، إليك ملخصاً عن فيروسات البرد وكيف يمكن للإنسان أن يصاب باثنتين منها معاً، وما الذي يمكن القيام به لتقليل خطر الإصابة ببعض الفيروسات.

ما هي نزلات البرد؟

iStock/ العدوى المتداخلة هي إصابة الشخص بفيروسين في الوقت نفسه
iStock/ العدوى المتداخلة هي إصابة الشخص بفيروسين في الوقت نفسه

نزلات البرد هي عدوى في الجهاز التنفسي العلوي يمكن أن تسببها أنواع مختلفة على الأقل من الفيروسات، وأكثرها شيوعاً هو فيروسات الأنف، وهي مسؤولة عن أكثر من نصف الإصابات.

يحتوي كل نوع من أنواع الفيروسات على العديد من السلالات المختلفة، أو "الأنماط المصلية"، وهناك أكثر من مائة نمط مصل من فيروسات الأنف وحدها، وفقاً لما ذكره موقع Sciencefocus.

وبعد حوالي 4 أيام من الإصابة، ينتج الجهاز المناعي أجساماً مضادة لتمييز وتدمير جزيئات الفيروس والخلايا المصابة.

وبما أن نزلة البرد المعروفة يسببها أكثر من 10 أنواع مختلفة من الفيروسات؛ لذا ليس من الغريب أن تتعرض لاثنين منها في الوقت نفسه، وبما أن أحد الفيروسين لا يُورث مناعة ضد الآخر، فإنه من الشائع أن تُصاب بفيروسين في الوقت نفسه.

أما بالنسبة لحالة الإنسان، فإن العدوى  المتداخلة قد تفاقم حالة المريض أو تحسّنها أو قد لا تؤثر عليها إطلاقاً، وفقاً لصحيفة New York Times الأمريكية.

ففي حالة فيروس الإيدز فإن العدوى المتداخلة بالنوعين الرئيسيين H.I.V.-1 و H.I.V.-2 تكون في الواقع مفيدة.

في المقابل، فإن تداخل العدوى بفيروسي H.I.V. وفيروس الكبد الوبائي C يُفاقم حالة المريض.

نزلة برد مزدوجة.. ما هي وكيف نصاب بها؟ 

ومع فيروسات الإنفلونزا، التي تسبب التهابات في الجهاز التنفسي تماثل نزلات البرد، فإن العدوى المتداخلة ليست أمراً شائعاً.

تحدث العدوى المتداخلة بفيروسي الإنفلونزا A و B، وهما نوعان رئيسيان من فيروسات الإنفلونزا، في أقل من 2% من الحالات، ولكن لا يبدو أنها تؤثر على النتيجة الإجمالية.

ثبتت في الماضي صعوبة دراسة العدوى المتداخلة لنزلات البرد؛ بسبب العدد الكبير من الفيروسات التي يمكن أن تسبب الزكام. 

لكن في السنوات القليلة الماضية، أتاح التقدم في علم الوراثة الجزيئي للعلماء رؤى ثاقبة في فيروس الأنف، وهو السبب الأكثر شيوعاً لنزلات البرد.

iStock/ نزلات البرد هي عدوى في الجهاز التنفسي العلوي يمكن أن تسببها أنواع مختلفة على الأقل من الفيروسات، وأكثرها شيوعاً هو فيروسات الأنف، وهي مسؤولة عن أكثر من نصف الإصابات.
iStock/ نزلات البرد هي عدوى في الجهاز التنفسي العلوي يمكن أن تسببها أنواع مختلفة على الأقل من الفيروسات، وأكثرها شيوعاً هو فيروسات الأنف، وهي مسؤولة عن أكثر من نصف الإصابات.

كيف أعرف أني مصاب بنزلتي برد؟

في عام 2009، تمكن العلماء من ترتيب تسلسل جميع المواد الجينية من 99 سلالة معروفة من فيروسات الأنف، ووجدوا أن العدوى المتداخلة بسلالات متعددة أمر شائع، ووجدوا أيضاً أن العدوى المتداخلة توفر للفيروسات فرصة للتحور إلى سلالات جديدة.

في عام 2013، استخدم الأطباء هذه الاختبارات لدراسة 225 طفلاً في مراكز الرعاية النهارية. ما يقرب من نصفهم أصيب بأكثر من فيروس واحد عندما مرضوا.

لكن لم يبدُ الأطفال المصابون بفيروسات متعددة أكثر مرضاً من أولئك المصابين بفيروس واحد، ولو أنهم ظلوا مرضى لفترة أطول.

من جهته، قال عالم الفيروسات لانس ستيوارت من جامعة واشنطن إن الإصابة بعدوى فيروسية مزدوجة قد تجعلك تشعر بأنك أسوأ مما تشعر به مع نزلة برد واحدة، موضحاً أنه من المحتمل أيضاً ألا تشعر بأي اختلاف عما تشعر به مع نزلة برد واحدة.

وأضاف، وفقاً لما ذكره موقع livescience: "سيعتمد الأمر حقًا على مجموعة الفيروسات التي لديك، إذا كنت مصاباً بفيروسين أنفيين، على سبيل المثال، فقد تؤدي العدوى إلى ظهور أعراض متشابهة؛ لذلك قد لا تشعر بأي شيء مختلف عما كنت ستشعر به إذا كان لديك فيروس واحد فقط، أما  إذا كنت مصاباً بفيروسين مختلفين، واحد أنفي والثاني عيني، فإن الفيروسات ستؤثر على جسمك بطرق مختلفة؛ لذلك من المحتمل أن تشعر بسوء مختلف".

 في حين قالت الدكتورة أماندا بورو، مديرة مركز رعاية الأطفال في مستشفى نيكلوس للأطفال في ميامي، إن الإصابة بعدوى واحدة قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بأي نوع من أنواع العدوى الثانية لأن دفاعات الجسم قد تكون معطلة.

مدة الشعور بالمرض بسبب العدوى المتدخلة

على كل حال فإن مدة ومدى شعورك بالمرض لا يتحكم فيه عدد الفيروسات التي قد تكون لديك، بل مدى قوة استجابة نظام المناعة لديك، فقد يشعر الشخص الذي لديه استجابة مناعية قوية للفيروس بمرض شديد لأن جسمه يطلق العنان لسيل من الخلايا والأجسام المضادة لمكافحة العدوى لقمع الفيروس، وقد لا يشعر الشخص الذي يعاني من ضعف الاستجابة المناعية بمرض حاد، لكنه قد يستمر أيضاً في محاربة العدوى خلال الأسابيع المقبلة بدلاً من الأيام فقط.

طرق الحماية من الفيروسات

هناك عدة طرق عملية للحفاظ على صحتك خالية من العدوى، والتي أصبحت أمراً ضرورياً سيما وأننا في عصر كوفيد-19.

وينصح موقع Very Well Health الطبي باتباع النصائح التالية للوقاية من العدوى الفيروسيّة والبكتيرية:

اغسل يديك

لا يدرك الكثير من الناس أن الميكروبات يمكن أن تعيش على الأسطح في أي مكان من بضع دقائق إلى عدة أشهر، وهذا يعني أن بعض الفيروسات والبكتيريا قد تكون قادرة على البقاء على الأسطح التي تلمسها بانتظام، مثل لوحة مفاتيح الكمبيوتر أو مفتاح الإضاءة أو مقبض الباب.

وبالتالي يعد انتقال العدوى من اليد إلى الوجه ومن اليد إلى الفم من أكثر الطرق شيوعاً لانتشار الأمراض المعدية، ولتجنب ذلك، يوصى بغسل اليدين بشكل روتيني.

وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC بغسل يديك جيدًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.

تجنب مشاركة العناصر الشخصية

يمكن أن تكون فراشي الأسنان، والمناشف، وشفرات الحلاقة، والمناديل، ومقصات الأظافر كلها مصادر لمسببات الأمراض المعدية، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات.

ارتدِ قناع للوجه

أصبحت أقنعة الوجه جزءاً من الحياة اليومية للناس مع ظهور وباء كوفيد-19، وتتمثل إحدى فوائد هذه الممارسة في أنها لا تساعد على الوقاية من الوباء وحسب، بل أيضاً تحقق انخفاضاً حاداً في حالات الإصابة بالإنفلونزا خلال فصل الشتاء.

نصائح أخرى يمكن القيام بها لتقليل مخاطر العدوى بالفيروسات: 

  1. كن حذرًا بشأن المياه فإذا كانت جودة المياه في وجهتك مشكوكاً فيها، فاستخدم المياه المعبأة للشرب وتنظيف أسنانك، وقد تحتاج أيضاً إلى تجنب مكعبات الثلج التي قد تكون ملوثة.
  2. تجنب اللحوم والأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيداً
  3. تجنب الخضار والفواكه النيئة
ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد